أدان البرلمان العربي، الهجومين الدمويين اللذين استهدفا المدنيين والمنشآت المدنية في مدينة مأرب يومي (6) و(10) يونيو 2021 واعتبرها "أعمالاً عدوانية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ممنهجة ومتعمدة ضد المدنيين في امتداد صارخ لسجل الجرائم والاستهدافات التي أصبحت نهجاً متعمدًا للميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، باستهداف المدنيين والاعيان والمنشأة المدنية في الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية".
جاء ذلك في بيان أصدره البرلمان العربي يوم أمس السبت، بشأن "المجزرة البشعة التي طالت المدنيين في محافظة مارب" ووصل "الثورة نت" نسخة منه.
وقال البيان إن البرلمان العربي تابع المجزرة الصادمة والبشعة التي ارتكبتها ميلشيا الحوثي باستهداف المدنيين والمنشآت والممتلكات المدنية في محافظة مارب بتاريخ 6 يونيو 2021م، من خلال استهداف محطة وقود في قلب مدينة مأرب المكتظة بالسكان بصاروخ بالستي مما تسبب في مجزرة دموية مروعة أدت إلى استشهاد 21 مدنياً وعشرات الجرحى من المدنيين الأبرياء بينهم أطفال فيما عرف بـ"مجزرة مأرب" البشعة، ونجم عن عملية الهجوم الصاروخي الارهابي تلك احتراق وتفحم جثة الطفلة ليان طاهر وجثة والدها في مشهد مروع صدم الشارع اليمني والعالم وقُوبل بإدانات واسعة عربية ودولية على المستويين الشعبي والرسمي، وما رافق ذلك القصف من استهداف مصاحب بطائرة حوثية مسيرة للطواقم الاسعافية التي كانت تقوم بواجبها الطبي لإسعاف المصابين وإخماد الحريق.
إلى جانب الجريمة الأخرى التي تلت هذه الجريمة باستهداف المدنيين مجدداً بنفس المدينة يوم 10 يونيو 2021، باستهداف مسجدً وسجن للنساء بصاروخين بالستيين وطائرتين مفخختين، أسفر عن سقوط 8 شهداء وأكثر من 27 جريحاً بينهم نساء وأفراد من طواقم الإسعاف التي هرعت لإنقاذ الجرحى والمصابين .
وعبر البرلمان العربي، في البيان، عن رفضه واستنكاره للمشاهد البشعة والحصيلة المؤسفة الناجمة عن هذه المجزرة "الفظيعة".. معبراً عن أبلغ عبارات الادانة والاستنكار لذلك الاستهداف الحوثي المتعمد لمحطة وقود داخل مدينة مكتظة بالسكان شاهد العالم نتائجها بشكل مروع صدم الرأي العام والضمير المحلي والاقليمي والدولي.
كما أدان بشدة استهداف الميليشيا الحوثية المتكرر للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمنشآت الصحية بشكل مباشر، بهدف تدمير القطاع الصحي ومنعه من أداء واجبه الإنساني تجاه الجرحى والمصابين، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من الكوادر الإسعافية وخروج سيارات إسعاف عن الخدمة بشكل كلي، وقال إن ذلك "يرقى إلى عمل إرهابي وجرائم حرب مكتملة الأركان".
وأكد البرلمان العربي، أن استهداف الأحياء السكنية والأعيان المدنية ومخيمات النزوح في مدينة مأرب والمديريات التابعة للمحافظة وفي مدينة الحديدة يمثل انتهاكا جسيماً لكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني الذي يضمن حماية المدنيين.
وشدد على أن مثل هذه الجرائم الشنعاء تمثل تحدياً صارخاً لكل الجهود والمبادرات الدولية والاقليمية والمحلية التي تسعى لإرساء السلام في الجمهورية اليمنية وحقن دماء اليمنيين ووقف الحرب الدائرة منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليا .
معبراً عن دعمه لكافة الجهود الخيرة العربية والدولية الهادفة إلى عودة الأوضاع في الجمهورية اليمنية الى المسار السياسي ووقف الحرب وفقاً للمرجعيات الثلاث المتوافق عليها في الأزمة اليمنية والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنظيمية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار الدولي رقم 2216، ويؤكد البرلمان علي دعم المبادرة السعودية التي جرى إطلاقها لاستهداف الجانبين الانساني والسياسي لجهة الحالة اليمنية.
وطالب البرلمان العربي، المجتمع الدولي والاقليمي ومجلس الأمن الدولي والمؤسسات والمنظمات المهتمة والعدلية بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية واتخاذ إجراءات فعلية قانونية وحازمة لمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الإرهابية التي تطال المدنيين في محافظتي مارب والحديدة بشكل ممنهج ومتعمد باعتبارها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب أن لا يفلت مرتكبوها من العقاب والعدالة الجنائية، مطالباً بالتدخل الفوري لحماية المدنيين بوقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والهجمات العنيفة التي تهدد مئات الآلاف من المدنيين والنازحين في مأرب.