عبدالرحمن جناح
العليمي.. لا يُجامل حين يقول: حضرموت قلب الدولة النابض
الاربعاء 6 أغسطس 2025 الساعة 18:50
لم يكن لقاء فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأعضاء كتلة حضرموت البرلمانية مجرّد استجابة لمطالب خدمية أو استحقاقات مناطقية، بل تموضعًا سياسيًا واعيًا في لحظة بالغة الدقة، أعاد من خلاله التأكيد على نهج الحكم الجديد، القائم على التوازن بين المركزية الوطنية، والإنصات المسؤول لتطلعات المحافظات، وفي صدارتها حضرموت.
رسالة احترام لا تخطئها العين
لم يكتفِ الرئيس العليمي بالاستماع إلى كتلة حضرموت، بل فتح أمامهم قنوات المشاركة في الرقابة، وصنع القرار، والتقييم، والمتابعة.. وهو بذلك يُحدث تحولًا نوعيًا من منطق "التطمين" إلى "التمكين"، ومن لغة "الوعود" إلى الاعتراف الكامل بالشراكة السياسية والتنموية.
في قلب المشروع الوطني
حين وصف "العليمي" حضرموت بأنها "قاطرة الدولة والتنمية والسلام"، لم يكن ذلك توصيفًا عابرًا، بل موقفًا سياسيًا عميقًا، يؤكد أن حضرموت ليست مجرد محافظة تطالب بحقوق، بل تمثل عمود الارتكاز في مشروع اليمن الاتحادي المنشود، وضمانةً أساسيةً للاستقرار الوطني والإقليمي.
الملف الخدمي أولوية
تأكيد فخامة الرئيس على التزام الدولة بتنفيذ مشاريع الكهرباء، واستيعاب أبناء حضرموت في مؤسسات الدولة، يمثل ترجمة فعلية لمفهوم الدولة العادلة، ويكسر حلقة الوعود المؤجلة. فالكهرباء – في نظر المواطن – ليست خدمة فقط، بل عنوانٌ للكرامة والسيادة، وهو ما يُدركه الرئيس بعمق ووضوح.
رفض الإقصاء والتهميش
رسالة رئيس مجلس القيادة كانت حاسمة: لا للإقصاء، ولا مكان للتهميش.. دعوته للكفاءات الحضرمية للمشاركة في مؤسسات الدولة، ليست مجاملة سياسية، بل ركيزة في هندسة التوازن الوطني الجديد الذي تعمل القيادة على ترسيخه، وفق مبدأ الشراكة الفعلية والتوزيع العادل للسلطة والفرص.
سيادة القانون واحترام التظاهر
أدار الرئيس" العليمي" المعادلة الأمنية بحكمة لافتة، تقوم على التهدئة المنسقة، ودعم الأجهزة الأمنية، واحترام حق التظاهر السلمي. فهو يرفض الفوضى دون أن يصادر الغضب الشعبي، ويؤمن بسيادة القانون دون أن يخلق مناخًا يُخيف الناس من حقوقهم. إنها ممارسة راقية في زمن الفوضى والميليشيات.
تقدير واضح لدور الأشقاء
إشادة الدكتور "العليمي" بالدور السعودي والإماراتي لم تأتِ في سياق مجاملة دبلوماسية، بل ضمن رؤية تنموية شاملة ترى في دعم الأشقاء عنصرًا محوريًا في الاستقرار المحلي، لا سيما في حضرموت التي تحظى بأولوية إقليمية بحكم موقعها الحيوي وأهميتها الاقتصادية.
خلاصة المشهد
الرئيس "العليمي" لا يُجامل حين يقول: حضرموت قلب الدولة النابض.. لا يتعامل معها كـ"ملف"، بل كشريك فاعل في معادلة البناء الوطني، ولقاءه بأعضاء الكتلة البرلمانية الحضرمية لم يكن استجابة لضغط، بل رسالة سيادية ناضجة بأن الدولة حاضرة، والإصلاح ماضٍ، والشراكة أساس، والأقاليم ركيزة قوة لا تهديد.
يتسع لكل المكونات
لقد كان لقاءً لإعادة الثقة بالحكم الوطني، وتثبيتًا لحقيقة أن اليمن الجديد يبدأ من حضرموت، ويتسع لكل المكونات، ضمن دولة مؤسسات وقانون، لا شعارات وأهواء، وفخامة الرئيس.. لا يتردد في اتخاذ قرارات صعبة حين يتصل الأمر بمصالح الناس، وما حدث اليوم لم يكن مجرد محطة سياسية، بل علامة فارقة في مسار استعادة الثقة، وترسيخ الدولة، وإنهاء التهميش.