أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن إصابة الأطفال بالسمنة في عمر مبكرة تعرضهم لخطر انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء، وتؤثر على أدائهم في الاختبارات الإدراكية.
الدراسة أجراها باحثون من جامعة براون الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Obesity) العلمية.
وأوضح الباحثون أن البدانة يمكن أن تؤدي إلى خلل في الهرمونات التي تعمل في مناطق دماغية متعددة، وترتبط بانخفاض القدرات المعرفية لدى البالغين.
ولرصد تأثير السمنة على دماغ الأطفال الصغار، تابع الباحثون مجموعة من المواليد في عمر عامين، وقاموا بقياس أوزانهم وطولهم، وتمت متابعة كل طفل بمرور الوقت من خلال الزيارات المنزلية من قبل موظفين مدربين.
ثم أجرى الفريق للأطفال اختبارات لقياس قدراتهم المعرفية عندما بلغوا عمر الخامسة والثامنة من أعمارهم.
ووجد الباحثون أن الأطفال، الذين هم على عتبة الإصابة بالسمنة أو الوزن الزائد خلال عامين من ولادتهم، كان أدائهم أقل في اختبارات الإدراك والذاكرة ومعدلات الذكاء، التي أجريت لهم في سن الخامسة والثامنة، مقارنة مع أقرانهم من ذوي الوزن الطبيعي.
وقال نان لي، قائد فريق البحث، إن "السنوات القليلة الأولى من الحياة حاسمة لنمو المعرفة، وحققنا فيما إذا كان السمنة المبكرة لها تأثير على القدرات الإدراكية في وقت لاحق من الحياة".
وأضاف لي: "السمنة المفرطة في عمر مبكرة ارتبطت بانخفاض معدل الذكاء والتفكير الإدراكي وأداء الذاكرة العاملة في سن المدرسة".
ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة، تعد مصدر قلق كبير على الصحة العامة في أمريكا؛ حيث تصيب نحو 17% من الأطفال والمراهقين (بين عامين و19 عامًا)، ما يعرضهم لزيادة خطر إصابتهم بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.