وأسفت وعد، في تصريح خاص ل: “فضاءات الدهشة”، للحالة المؤسفة التي يمر بها والدها، مبينةً ان “الجلطة التي ألمّت به، منذ أربعة أيام مضت، توسعت، وأدت للأسف، إلى ضمور في الخلايا العصبية للدماغ مسببة زهايمر جزئي”، متمنيةً من الدولة ومؤسساتها الرسمية ومن اتحاد الأدباء تفاعلاً يفضي إلى توفير منحة علاجية طارئة تنقذ والدها من الموت”.
وفي هذه الأثناء، أطلق أدباء وكُتّاب يمنيون نداءً انسانياً عاجلاً، للالتفات إلى ما يمر به الشاعر الكبير عبدالودود سيف، الذي يرقد على فراش المرض في منزله، بصنعاء، وتزداد حالته الصحية سوءاً، حين تعرض لبداية جلطة ألمّت به، هي امتداد لجلطة سابقة.
وكان صاحب “زفاف الحجارة للبحر”، الديوان الأشهر والاصدار الذي أثار جدلاً ومايزال في الوسط الأدبي الذي نزف الشاعر فيه روحه، آتياً بحشود ولغة وكتابة شعرية، شكّلت فتحاً جديداً لشعر الحداثة في اليمن، أُسعِف إلى أحد مشافي صنعاء، قبل نهاية الأسبوع الماضي، وأكد الأطباء تعرضه لبداية جلطة، غير أن حالته تزداد تدهوراً، بينما يرقد في منزله في ظروف بائسة، حالياً.
وناشد الأدباء والكتاب وأصدقاء للشاعر والناقد عبدالودود سيف، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الثقافة، واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، للتفاعل من أجل انتشاله من الوضع المؤسف الذي يعيشه، والعمل بسرعة على توفير منحة علاجية إلى الخارج، عرفاناً بما يمثله هذا الرمز الأدبي اليمني وانصافاً واعترافاً بمسيرته الابداعية الممتدة على مدى عقود، كواحد من أهم شعراء الحداثة من الرعيل المؤسس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وشدّد بيانٌ صادر، اليوم، عن حملة في منصات التواصل الاجتماعي تحشد لإنقاذ حياة عبدالودود سيف على “أن تتحمل الدولة والجهات المعنية والكيانات النقابية، مسؤوليتها، في توفير منحة علاجية عاجلة للشاعر والناقد عبدالودود سيف الذي يمثل رمزاً من رموز الوطن العظماء، وهو أحد مؤسسي إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وأحد أبرز صناع الثقافة في اليمن”، منوهاً إلى ان “الوضع الصحي لعبدالودود سيف لا يحتمل المزيد من الاهمال”.
ففي الوقت الذي ناشد فيه الكاتب والمفكر المعروف عبدالباري طاهر للالتفات إلى عبدالودود سيف، في وضعه الصحي، الراهن؛ دعا الأديب والكاتب أحمد ناجي النبهاني “الدولة إلى سرعة التحرك لإنقاذ حياة أديب اليمن الكبير عبد الودود سيف”. موجهاً نداءً إلى “رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الوزراء، ووزير الثقافة، واتحاد الأدباء وكل المعنيين إلى توفير منحة علاجية عاجلة لإنقاذ حياة الأديب والشاعر عبد الودود سيف الذي يعاني من بداية جلطة منذ أربعة أيام مضت”.
وأضاف النبهاني: “أوجه النداء للدولة أن تتحمل مسئوليتها في توفير منحة علاجية عاجلة لمبدع كبير هو أحد مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وأحد أبرز صناع الثقافة في اليمن، أوضاعه الصحية لا تحتمل المزيد من الإهمال”.
بينما يأسف الشاعر والروائي علي المقري، إزاء وضع بائس (في أتون حرب وضياعات) أنهك الثقافة والمثقفين، ورموز الأدب اليمني: “حالٌ لم تصل إليه اليمن من قبل.. فلم نعد نعرف فيه من نخاطب أو بمن نستغيث لإنقاذ صحة أحد أبرز أعلام الثقافة اليمنية الحديثة الشاعر والناقد الكبير عبدالودود سيف”.
غير أن الكاتب المعروف عبدالرحمن بجاش (أحد أصدقاء ومجايلي سيف)، تذكّر في مقالةٍ له، نشرت، اليوم: “عبد الودود مثل كثيرين من كبار المبدعين (اليمنيين) في البيوت. لا أحد يسأل عنه، ولا أحد يتساءل حتى أين الرجل؟، وهو السؤال والجواب، والأدب في أبرز تجلياته، وفي مدارسنا كالعادة السيئة تجد علما مثل عبد الودود لا يعرفه هذا الجيل ولا الذي سبقه.. وفي جامعاتنا لا يدعى أمثال عبد الودود سيف ليطلوا على طلبتها في قاعات المحاضرات، وهو لو ظهر لأغناهم عن ألف دكتور ممن لا يسمنون ولا يشبعون!!”.
ويضيف بجاش: “عبد الودود سيف، أحد الكبار كلمة وحرفاً. يتوجب علينا أن نوجه له التحية ونُذكِّر به، للأسف الشديد، حيث كان المفترض أننا نتمنى أن نلحقه ليرانا الناس إلى جانبه كلمة وحرفاً، وفي ظرف وطني كهذا يكون من المناسب تذكر هؤلاء الذين ينتمون إلى العقل”، مؤكداً ضرورة الالتفات لانقاذ حياة عبدالودود سيف.
(للملوك ال?راوات/ والأعین الضارعات/ وما خبأ الناس/ خلف جلابیب?م من مواجع/ أو فرحٍ مستكین/ ولي الشعر). هكذا يرعد ويبرق ويمطر ويأنف شاعر كبيرٌ هو عبدالودود سيف، في سياق نص شعري له، كتبه في ذروة الانفعال المبدع، لكن الذي لطالما أعلن امتلاكه ناصية الشعر، مُحلِّقاً في الفضاءات البعيدة والمجيدة، بات عرضة للألم والوجع، بينما يكابر، ويستلهم ملحمةً جديدةً، هذه المرة، يتمنى أصدقائه ومحبيه، أن تكون ملحمة شعر لا ملحمة منافٍ قاهرة.
عبدالودود سيف، الذي جاء إلى الحياة عام 1946 في إحدى قرى محافظة تعز، حاصل على بكالوريوس في الآداب من جامعة دمشق 1970،
التحق بمركز الدراسات والبحوث اليمني؛ حيث يشغل رئيس دائرة البحوث والدراسات الأدبية واللغوية بالمركز، مؤسس ورئيس تحرير مجلة اليمن الجديد 1972، عضو مؤسس ونقابي سابق في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الذي تأسس في أوائل السبعينات.
أما عبدالودود سيف، الشاعر، فهو صاحب “زفاف الحجارة للبحر”، أهم ما يشار إليه، في منجز تجربته الشعرية، الصادر سنة 1999، وكان أصدر أيضاً: “طاؤوس اللهب”، فيما صدر له نقداً وفكراً: “شعرية أنعم.. تقنيات القصيدةـ أنموذجاً، دراسة تطبيقية”، 2009، متناولاً الشاعر الراحل محمد أنعم غالب، وضم الكتاب ثلاثة دواوين للراحل. كما أنجز سيف كتاباً عن “رواد التنوير في اليمن”. ونُشِرت نصوص شعرية وكتابات نقدية وبحوثا لعبدالودود سيف في عدد من الصحف والمجلات يمنية وعربية، مثل: الموقف الأدبي، أصوات، الكلمة، الحكمة، واليمن الجديد.
إلى ذلك، عبد الودود سيف نجم لامع من نجوم الإبداع والثقافة في اليمن والمنطقة العربية، رأس تحرير «صحيفة الثورة »، و«اليمن الجديد»، وأسهم في التأسيس لاتحاد والكتاب اليمنيين، ونقابة الصحفيين، وأسس «ملحق الثورة الأدبي»، ويعمل باحثاً في مركز الدراسات والبحوث اليمني، وعمل مسئولا ثقافيا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
المصدر : مواقع اخبارية محلية