وأضاف "وعلينا بذات الوقت أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى نمو شعور قوي معادي للوحدة في المحافظات الجنوبية، وظهور الحراك الجنوبي كرد فعل على مظالم حقيقية أصابت الناس في هذه المحافظات، وتراجع قيم ومبادئ وأهداف ثورة الرابع عشر من أكتوبر الوحدوية".
وتابع دولة رئيس الوزراء "هذا التشوش في منظومة القيم الثورية الذي حدث بين الوحدة كهدف سامي ونبيل، وبين سلوك ومساوئ وأخطاء النظام السياسي الذي أدار نظام الوحدة بعد حرب صيف 1994".
وأردف الدكتور بن دغر، مخاطبا المشاركين في اللقاء التشاوري الأول لرؤساء الجامعات الحكومية والأهلية اليمنية، الذي عقد اليوم بالعاصمة المؤقتة عدن برعاية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية "هذا الحضور المميز للنخب العلمية والثقافية في المجتمع معني بدراسة هذه القضايا، يجب الا تنحصر مناقشاتكم حول الأمور الاقل أهمية، فهنالك حالات مجتمعية مستعصية، وهنالك تمرد وإنقلاب على الشرعية في مركز الدولة".
وأستطرد "هذه قضايا تبحث عن اجابات ولا بد أن تحظى ببحث عميق فيما بين النخب العلمية والثقافية".
وأوضح رئيس الوزراء في سياق الكلمة التي ألقاها في اللقاء التشاوري "أن الخلط الشديد في أذهان الكثير من أبناء وطننا بين مفهومي الوحدة والنظام السياسي لم يحدث عرضاً، لقد صنعت قوى كثيرة هذا الخلط ورعته، وجعلت منه ثقافة وقيم ليتسنى لها ترويج مفهوم التقسيم والتقزيم والتجزئة. مستغلة مظالم المحافظات الجنوبية، وضيق أبناء الجنوب من سلوكيات قيادة ما بعد 1994،الذي مارس على مدى أكثر من عقدين من الزمن للنهب والإقصاء والإلحاق المصحوب بالتعسف والعنف وإشاعة ثقافة التخلف بكل صورها الفكرية والعقائدية وتراجع قيم الحرية والعدالة".
وأكد قائلاً "لقد كانت ثورة سبتمبر وأكتوبر فتحاً جديداً في تاريخنا الحديث والمعاصر، لقد خلقتنا الثورة اليمنية خلقاً نوعياً قلب حياة الجهل والفقر والمرض إلى حياة يملؤها الأمل، لقد سالت أنهار من الدماء من أجل الحرية ومن أجل الجمهورية والوحدة، إن الانقلاب اليوم على قيم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لا يبدو لي منسجماً في السياق العام مع تاريخنا ومصالحنا المشتركة".
وأضاف "في هذا الصرح العلمي الذي نجتمع اليوم في كنفه وأعني به جامعة عدن، وغيره من صروح علمية أخرى في العاصمة التاريخية وعواصم المحافظات هي نتاج لذاك البعث التاريخي الثوري لثورتي سبتمبر وأكتوبر العظيمتين، أنني أتذكر وربما يتذكر بعض زملائي هنا حالنا مع انتصار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في نهاية الستينات وكيف كان وكيف أصبح بعد ذلك".
وقال دولة رئيس الوزراء "أن التحول الكبير في حياتنا حدث مع انتصار الثورة اليمنية وأن أعظم انجازات قد تحققت بعد ذلك، بقيام الوحدة التي يمكن تشبيهها بجوهرة وقعت بالصدفة التاريخية مع فحام لم يكن يدرك قيمتها، فأساء للوحدة التي ضحى خيرة رجال اليمن وأنبلهم وأكثرهم إخلاصاً لها".
وأردف "أنني أتذكرهم وفي الحلق غصة لما آلت إليه أوضاعنا، وللمنحى الذي ذهبت إليه تضحياتهم من أجل وطن جمهوري حر، وطن كبير بوحدته، كبير بشعبة، وكبير بتاريخه بين الأمم". مشيراً إلى "أن مؤتمر الحوار بمخرجاته صحح مسار الوحدة، ووضع أسس جديدة حديثة عادلة لبناء الدولة الاتحادية".