ورد في كتاب "الكبار يضحكون"، للكاتب الراحل أنيس منصور، حادثة طريفة، حول الرئيس المشير عبد الله السلال في مصر.
حيث قال أنيس منصور، إن الرئيس المشير السلال كان يتلقى العلاج في زمن الزعيم عبدالناصر في مستشفى المواساة بالإسكندرية وكانت سيارة المخابرات العامة المصرية تقوم بنقل فنان الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين إلى المستشفى ليقوم بإلقاء بعض النكات والقفشات للمشير السلال.
لكن الرئيس السلال لم تعجبه إلا نكتة واحدة يريد أن يسمعها فقط في كل ليلة يحضر فيها إسماعيل ياسين وهي حقيقة ليست بحجم المعاناة التي يتلقاها الفنان والسفر يوميا من القاهرة إلى الإسكندرية.
وهنا قرر الفنان إسماعيل ياسين أن يتوقف عن الذهاب إلى المستشفى وإلقاء نكت قديمة أو جديدة.
فاتوا رجال المخابرات العامة واخبروه أن الزعيم جمال عبدالناصر يرجوه أن يعود للمستشفى مرة أخرى، فأجابهم إسماعيل ياسين قائلا:
"يرجوني الرئيس يا خبر اسود.... دا انا اروح عريان ملط ياراجل.... وإذا لم يضحك السلال فتحت فكية وحشرت النكت في حلقة حتى يموت من الضحك".
وعاد الفنان إسماعيل ياسين للمستشفى وعندما تماثل المشير السلال للشفاء استدعى المشير السلال الفنان اسماعيل ياسين للوداع واستقبله بحفاوة بالغة وقال لإسماعيل ياسين:
"أنت لا تعرف يا أخ اسماعيل ونا قلت هذا الكلام لفخامة الرئيس عبدالناصر أنه من فضل الله أنه خلق لنا اسماعيل ياسين..... فلولاة كانت حياة كئيبة..... وربما حياة كل المصريين..... وأنا اعرف أنني قد أرهقتك كثيرا..... وأجدد شكري وامتناني العميق لك... وأرجوك وأتوسل إليك ولآخر مرة أن تقول لي النكتة التي حكيتها لي مائة مرة فلم أتوقف عن الضحك منها".
فصرخ إسماعيل ياسين: "يانهار اسود.... ثاني ياسيادة المشير" !.
أما هذه النكتة التي لم يمل من سماعها المشير السلال ولم يرد سواها فتقول:
ان احدهم اعتاد الجلوس على القهوة وقراءة الصحيفة فيبصق عليها ويلقيها على الأرض. فجأة احد رواد المقهى وقال له: لا مؤاخذة يا استاذ... أنا لم اعرف قارئ اغرب منك... أنت بالضبط، ماذا تقرأ في الصحيفة وبسرعة تلقي بها وتدوسها على الأرض.... لقد راقبتك لاسبوعين.
فأجاب الرجل : أنا اقرأ صفحة الوفيات
-لكن صفحة الوفيات في داخل الصحيفة.
-اعرف ولكن إلي في بالي لن يموت إلا في الصفحة الأولى.. ههه، في أشارة إلى رمز الدولة حينها.
الجدير ذكره أن مؤلف النكتة هو مؤلف الكتاب الراحل أنيس منصور وعندما عرف الزعيم عبدالناصر بذالك كانت بداية المعاناة للكاتب والتي كتبها في كتاب آخر أطلق عليه عبدالناصر المفتري والمفترى علية.