تعز.. الإصلاح يحتفل بالذكرى الـ35 لتأسيسه بمهرجان فني وخطابي بحضور قيادات سياسية ومجتمعية
السبت 13 سبتمبر 2025 الساعة 20:20
متابعات
شهدت مدينة تعز اليوم مهرجانًا فنيًا وخطابيًا أقامه التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيسه، وسط حضور جماهيري واسع شارك فيه مسؤولون من السلطة المحلية، وممثلون عن الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، ورفع كوادر الإصلاح خلال المهرجان الأعلام اليمنية مرددين الهتافات الوطنية التي جسدت روح التلاحم والإصرار على مواصلة النضال الوطني حتى استعادة الدولة.

وفي كلمة التجمع اليمني للإصلاح بالمهرجان، أكد الأستاذ أحمد المقرمي، رئيس الدائرة السياسية في إصلاح تعز، أن تأسيس الحزب في 13 سبتمبر 1990 جاء امتدادًا لمسيرة سبتمبر التحررية وتجسيدًا لقيم الحرية والجمهورية، مشددًا على أن الإصلاح سيبقى منحازًا للشعب اليمني وطموحاته في الحرية والعدالة والتنمية والحكم الرشيد.

واستحضر في كلمته شخصية الأستاذ محمد قحطان، الذي لا يزال مختطفًا في سجون مليشيا الحوثي منذ سنوات، باعتباره رمزًا وطنيًا بارزًا للنضال السلمي والحوار، مؤكدًا خطورة المشروع السلالي للمليشيا الحوثية الذي يهدف لإعادة اليمن إلى عصور الظلام من خلال سياسات التجهيل والإفقار والتمييز العنصري.

وحذر "المقرمي" من الانجرار إلى مشاريع صغيرة أو معارك جانبية تصرف الأنظار عن المعركة الوطنية الكبرى المتمثلة في تحرير البلاد واستعادة الدولة، مشددًا على أن معركة الخلاص من الانقلاب يجب أن تكون على رأس أولويات كل القوى السياسية والاجتماعية والوطنية.

كما دعا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى تحمل مسؤولياتهم في دعم الجيش الوطني وتعزيز صمود الجبهات، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين عبر تصدير النفط والغاز وضبط الأسعار، مشددًا على أهمية رعاية أسر الشهداء والجرحى، والالتفاف حول تعز وصمودها البطولي في مواجهة الحوثيين، مؤكدًا أن معركة الكلمة والتوعية لا تقل أهمية عن معركة السلاح والخنادق.

وفي الشأن العربي والإقليمي، جدد الإصلاح وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية، مستنكرًا حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة والعدوان الأخير الذي طال دولة قطر باستهداف قادة المقاومة الفلسطينية، واعتبر أن الضغوط الدولية لتغيير المناهج التعليمية في العالم العربي تهدف إلى صناعة أجيال مدجنة تتناسى فلسطين وتستسلم للتطبيع، مؤكدًا أن الأمة لن تفقد عزتها وهويتها طالما تمسكت بعقيدتها ووحدتها.

في كلمة المرأة الإصلاحية، أكدت ميمونة علي حزام، عضو الدائرة السياسية بدائرة المرأة، أن الاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب هو شهادة وفاء للتضحيات الكبيرة التي قدمتها المرأة اليمنية عمومًا والإصلاحية خصوصًا في معركة الدفاع عن الوطن والعقيدة، مشيرة إلى أن المرأة كانت الأم والزوجة والأخت والابنة التي دفعت أغلى ما تملك، فودعت أبناءها وأزواجها إلى ساحات المعركة بكل ثبات وصبر.

وأشات إلى أن المرأة الإصلاحية لم تكتف بالصمود، بل تصدت للأعباء الاقتصادية والاجتماعية عبر مبادرات ومؤسسات خيرية وإنسانية لمساندة أسر الشهداء والجرحى والنازحين، فضلًا عن دورها في التعليم والصحة ورعاية الأيتام، وتصدرها العمل الفكري والإعلامي في مواجهة الفكر الحوثي التحريفي، حفاظًا على وعي المجتمع ويقظته.

وشددت "حزام" على أن المرأة الإصلاحية ستظل شريكًا أصيلًا للرجل في النضال والبناء، وأنها "القلب النابض للوطن" بما تمتلكه من وعي وعطاء لا ينضب، ودعت النساء الإصلاحيات للاستمرار في القيام بدورهن الريادي باعتبارهن الرافعة الاجتماعية التي ستسهم في إخراج اليمن من براثن الانقلاب والتمزق.

من جانبه، نقل محمد عبدالعزيز، وكيل محافظة تعز، في كلمة السلطة المحلية، تهاني محافظ المحافظة نبيل شمسان إلى قيادات وأعضاء الإصلاح بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، مشيدًا بدوره التاريخي منذ انطلاق التعددية السياسية عقب الوحدة اليمنية، ومساهمته في إثراء الحياة الديمقراطية والوطنية سواء في موقع السلطة أو المعارضة أو المقاومة الشعبية.

وأكد وكيل المحافظة أن التجمع اليمني للإصلاح كان شريكًا وطنيًا بارزًا في الدفاع عن الجمهورية والثورة، مقدمًا التضحيات الكبيرة في مواجهة الانقلاب الحوثي، مشيرًا إلى أن الحزب يعد اليوم مكونًا رئيسيًا في التكتل الوطني للأحزاب السياسية الداعمة للشرعية.

ودعا كوادر الإصلاح إلى مواصلة دورهم الوطني من خلال دعم جهود التحرير والتنمية في المحافظة، وتعزيز الشراكة مع بقية المكونات السياسية والاجتماعية بما يخدم المواطن ويعزز الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن تعز بحاجة إلى تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية لاستكمال مشروع التحرير وإعادة بناء الدولة.

وفي كلمة الأحزاب والمكونات السياسية بالمحافظة، عبر أمين المشولي، رئيس فرع حزب العدالة والبناء بمحافظة تعز، عن تهانيه للإصلاح في ذكرى تأسيسه، مؤكدًا أن الحزب ظل رافعة مركزية للمشروع الوطني وحاميًا رئيسيًا للنظام الجمهوري إلى جانب بقية القوى الوطنية.

وأكد أن تعز دفعت ولا تزال تدفع أثمانًا باهظة في سبيل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، الأمر الذي يفرض على جميع المكونات تجاوز المعارك الجانبية وتوحيد الجهود حول المعركة الوطنية المركزية، مشددًا على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على المشروع الجمهوري وتهيئة الأرضية السياسية والاجتماعية لليمن المنشود الذي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.

كما استنكر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مندّدًا بالصمت العربي والدولي إزاء المجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى تحرك عربي وإسلامي عاجل لمنع استمرار العدوان، وربط بين ما يتعرض له اليمن من مشروع صفوي عبر مليشيا الحوثي وما تتعرض له غزة من عدوان صهيوني، باعتبار أن كليهما وجهان لمخطط يستهدف الأمة.

وشدد "المشولي" في ختام كلمته على ضرورة مراجعة الأداء السياسي والوطني خلال السنوات الماضية، وتعزيز مكامن القوة المتمثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتلافي الإخفاقات بما يضمن وحدة الصف وتحقيق حلم اليمنيين في التحرير وإعادة بناء الدولة العادلة.
متعلقات