انطلاق فعاليات المعرض الدولي الثالث لسلاسل التوريد في بكين بمشاركة عربية ودولية واسعة
الاربعاء 16 يوليو 2025 الساعة 22:43
بكين/عبدالقوي العديني
بمشاركة أكثر من 650 شركة ومؤسسة من مختلف قارات العالم، افتُتحت اليوم في العاصمة الصينية بكين فعاليات الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي لسلاسل التوريد، الذي يُعد منصة عالمية رائدة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتكامل سلاسل الإمداد في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
ويتميّز المعرض هذا العام بحضور غير مسبوق لشركات عالمية كبرى مثل "إنفيديا" و"شنايدر إلكتريك"، اللتين تشاركان لأول مرة في هذه الفعالية، إلى جانب أكثر من 100 وفد دولي رفيع المستوى، يزورون المعرض لتبادل الرؤى والخبرات واستكشاف فرص التعاون والشراكة العابرة للحدود.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح، وجّه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني "هي ليفنغ" تحذيراً من التحديات المتفاقمة التي تواجه التجارة العالمية، نتيجة ما وصفه بـ"الاضطرابات والتحولات المتسارعة" في المشهد الاقتصادي الدولي، داعياً إلى التصدي لما أسماها بـ"السياسات الحمائية وتسييس التجارة".
وأكد المسؤول الصيني، الذي يتولى أيضاً مهام كبير مفاوضي بلاده التجاريين، أن بعض الدول تلجأ إلى ذرائع واهية لتبرير إجراءات تعرقل انسياب التجارة العالمية، في إشارة ضمنية إلى السياسة الجمركية الأمريكية، مشدداً على أهمية التوافق الدولي لدعم تنمية شاملة ومتوازنة، بعيداً عن التأطير الإيديولوجي للقضايا الاقتصادية.
وتتضمن نسخة هذا العام من المعرض إنشاء منطقة جديدة مخصصة لسلسلة الابتكار، تُعرض من خلالها للمرة الأولى الدورة الكاملة لعملية الابتكار الصناعي، بدءاً من البحوث الأساسية والتطوير التكنولوجي، مروراً بالتطبيقات الصناعية، وصولاً إلى تحويل الابتكارات إلى منتجات قابلة للتسويق والتصدير، ما يعكس حرص الصين على ترسيخ موقعها كمحور عالمي للابتكار والإنتاج.
ويُعد المعرض، الذي يستمر من 16 حتى 20 يوليو الجاري، إحدى الفعاليات الاستراتيجية المدرجة ضمن إطار منتدى التعاون العربي الصيني، ويُنظر إليه كبوابة رئيسية لتعزيز انفتاح الصين على العالم وترسيخ دورها كمحرك أساسي للتجارة الحرة، في وقت تتنامى فيه السياسات الانعزالية في عدد من الاقتصادات الكبرى.
وفي هذا السياق، وصف السفير علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، المعرض بأنه "منصة استراتيجية بالغة الأهمية وفرصة نوعية لتعظيم التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول"، مشيداً بالدور المحوري الذي يضطلع به في دفع الشراكات الدولية وتعزيز سلاسل الإمداد العابرة للقارات.
وأضاف المالكي في تصريح صحفي أن "المعرض يمثل محطة محورية لدعم التعاون الدولي في مجالات حيوية تشمل تأمين سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، وتطوير الاقتصاد الرقمي، والاتصالات، والنقل واللوجستيات، والزراعة الحديثة"، مؤكداً أن العالم بحاجة ماسة إلى مثل هذه المنصات الجامعة التي تتيح تلاقي القوى الاقتصادية الكبرى والناشئة لتعزيز مرونة واستدامة سلاسل التوريد.
وأوضح رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية أن المعرض يشكّل فرصة استثنائية أمام القطاعين العام والخاص في الدول العربية لتوسيع نطاق التعاون، وتبادل الخبرات، والاستفادة من المبادرات التنموية الطموحة التي تطرحها الصين، وعلى رأسها مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز الأمن الاقتصادي العالمي.
وأكد المالكي مشاركة وفد رسمي من الأمانة العامة للجامعة في فعاليات الدورة الحالية، حيث تُشارك الجامعة بجناح مميز ضمن منطقة المعارض، يُسلّط الضوء على أبرز أنشطتها ومبادراتها خلال السنوات الأخيرة، من خلال عروض مرئية ومحتويات تعريفية توثق الإنجازات العربية في مجالات التعاون الاقتصادي والتنمية الإقليمية.
وأشار إلى أن هذه المشاركة تأتي امتداداً لمساهمات الجامعة في الدورتين السابقتين للمعرض (2023 و2024)، بما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، ضمن إطار منتدى التعاون العربي الصيني، الذي يُعد من أبرز المنصات متعددة الأطراف الداعمة لتكامل المصالح وتعزيز الانفتاح المتبادل.
ويُنظر إلى المعرض الدولي لسلاسل التوريد كفرصة فريدة لتكامل الرؤى بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، كما يفتح آفاقاً واسعة أمام الدول العربية لتثبيت حضورها في خارطة سلاسل الإمداد العالمية، من خلال تطوير الشراكة مع الصين واستثمار التحولات الجيو-اقتصادية الكبرى في صياغة مستقبل تنموي أكثر شمولاً واستدامة.
* رئيس تحرير مجلة الأستثمار
متعلقات