بين دبلوماسية المرونة والحزم وإدارة الأزمات .. «بن مبارك» رجل الدولة الذي حول التحديات الى فرص ..«تقرير»
الثلاثاء 28 يناير 2025 الساعة 19:09
متابعات
في صفحات التاريخ، تبرز شخصيات نادرة تحمل على عاتقها مسؤوليات جسام في أوقات تعصف فيها الأزمات بالأوطان. ومن بين تلك الشخصيات، يأتي رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك كنموذج رفيع للقيادة الواعية، التي تُوازن بين متطلبات الحاضر وآفاق المستقبل. لقد كان لرؤيته الاستراتيجية وحنكته السياسية دور محوري في قيادة اليمن خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا. ففي خضم التحديات الاقتصادية والسياسية التي أنهكت البلاد، استطاع أن يُظهر قدرات قيادية فذة، مرتكزة على الحكمة، والتوازن، والشعور بالمسؤولية تجاه شعبه. الإنجازات الاقتصادية والتنموية كان من أبرز أولوياته إعادة بناء الاقتصاد الوطني الذي شهد انهيارًا غير مسبوق. عمل بن مبارك على تعزيز الموارد المحلية، ودعم قطاعات التنمية المستدامة، وتمكين الشباب والمرأة في سوق العمل، مما ساهم في تقوية النسيج الاقتصادي والاجتماعي لليمن. كانت جهوده واضحة في فتح آفاق التعاون مع المؤسسات الدولية، مستثمرًا مكانته الدبلوماسية لإعادة الثقة باليمن كمكان للاستثمار وبناء المستقبل. التصالح السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية أحمد عوض بن مبارك لم يكن مجرد قائد يواجه الأزمات بل كان أيضًا صانع سلام، حيث عمل بلا كلل على تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف السياسية. أدرك أن الانقسام يضعف الوطن، فسعى إلى تقريب وجهات النظر وتقديم المصالح الوطنية على أي اعتبارات شخصية أو حزبية. ولعل جهوده في تحقيق توافق سياسي داخلي تشهد له بأنه رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. السياسة الخارجية والدبلوماسية الذكية على الصعيد الدولي، استطاع أن يعيد لليمن مكانتها كدولة ذات سيادة تُحترم في المحافل الدولية. اتسمت دبلوماسيته بالمرونة والحزم، حيث عمل على تحسين علاقات اليمن مع الدول الشقيقة والصديقة، مستثمرًا في الروابط الثقافية والتاريخية لتعزيز التعاون المشترك. الإدارة خلال الأزمات لقد واجه أحمد عوض بن مبارك أصعب الظروف، من أزمات إنسانية خانقة إلى تهديدات أمنية متصاعدة، لكنه أظهر قدرة فائقة على التكيف مع المتغيرات. تمكن من إدارة الأزمات بحنكة، فخفف من آثارها وأوجد حلولاً مستدامة، كانت بمثابة طوق نجاة لليمنيين. رؤية نحو المستقبل ربما يكمن أعظم إنجاز له في قدرته على بث الأمل في نفوس أبناء اليمن. لقد كان صوته دائمًا يحمل رسالة مفادها أن الغد أفضل، وأن الوطن يستحق أن يُبنى بسواعد أبنائه. كان يؤمن بأن الشباب هم ركيزة النهضة، ولذلك دعم المبادرات الشبابية، وشجع على الابتكار والإبداع، واضعًا أسسًا متينة لنهضة مستقبلية. في الختام، يظل أحمد عوض بن مبارك رمزًا للقيادة الرشيدة التي لم تنحرف يومًا عن خدمة الوطن والمواطن. إن إنجازاته ليست مجرد أرقام تُذكر، بل هي قصص نجاح تسطرها الأفعال قبل الأقوال، وهي دليل حي على أن الإرادة الوطنية قادرة على تجاوز أصعب التحديات.
متعلقات