في مثل هذا اليوم 18 سبتمبر من العام 2021، اقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على اعدام تسعة تهاميين ابرياء من خيرة أبناء اليمن، رميا بالرصاص أمام عدسات الصحفيين وقنوات التضليل الحوثية وعقم في المواقف الأممية التي لا تعترف إلا بالمعتمد على القوة الغاشمة لحكم الشعوب.
ومع ذلك فقد تصدت لتلك الجريمة، الاقلام والعدسات والمواقع الإخبارية والمتلفزة ومنظمات حقوق الإنسان والمواطنة التي عرت الإرهاب الحوثي وكل من دعمه إقليميا ودوليا ومن عمل على شطب جماعته من المنظمات الراعية للإرهاب حتى وإن كان باسم المحاكم التي يصبح فيها القاضي السلالي الخصم والحكم.
ذكرى أليمة تثبت التصدي التاريخي لأبناء اليمن الشرفاء ومنهم التهاميون الذين سطروا أنصع صفحات النضال ضد الأمامة عبر مختلف مراحلها التاريخية قبل عامين بالضبط
اقتادت المليشيات الحوثية تسعة تهاميين أبرياء من الحديدة لإعدامهم في صنعاء، بعد تلفيق المحاكم الحوثية ومخابرات الأمن الوقائي – الذي تدرب على أيدي البسيج الإيراني – تهما بالمشاركة في مقتل الهالك الصماد الذي أرادت المليشيات التخلص منه وتسمية مجموعة من أبناء تهامة ليكونوا الضحية الخالدة التي تزيد التهاميين ومعهم كل يمني حر إصرارا على تحدي الظلم الحوثي وإن تستر بالمحاكم العدلية التي اخترعها الحوثي في زمن الإرهاب الإيراني للمنطقة .
قتلت المليشيات تسعة رجال بينهم قاصر و على رأسهم الشيخ علي بن علي القوزي لكنها لم تقتل جذوة المقاومة الباسلة لكافة أبناء اليمن الخالدين ولا أبناء تهامة الذين ضحوا بأرواحهم ضد الكهنوت الحوثي امثال الثلايا وأبطال الثورة الدستورية قبله في عام 1948 م والقردعي من ابناء مارب الشموخ و أبطال ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أمثال الزبيري والعلفي واللقية والهندوانة وأبطال انتفاضة الثاني من ديسمبر وعلى رأسهم الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح والأمين الزوكا ورفاقهم الميامين ومن قبلهم جميعا ابناء قبائل الزرانيق والقحرى والرامية والجحبا في الدريهمي وكل السهل التهامي .
ففي عام 1928م قام الإمام يحيى حميد الدين بتجهيز جيش جبار لاجتياح تهامة وإخضاع قبيلة الزرانيق، بعد أن أعلن زعيمها الشيخ أحمد فتيني جنيد رفض الولاء للكهنوت المتعصب طائفيا ومذهبيا لكن الغطرسة الإمامية رفضت إلا غزو بلاد تهامة وعاثت فيها فسادًا، ونهبت أكثر من 100 قرية كان أهلها مسالمين، لكن وبمجرد وصول قوات الإمام بقيادة علي بن الوزير نائب الإمام إلى ضواحي مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة انقض عليه مقاتلو قبيلة الزرانيق بدعم وإسناد من قبيلة الجحبا وأذاقوه هزيمة منكرة دفعته للعودة إلى صنعاء ليجهز الإمام جيشاً آخر بقيادة قائد من صعدة ومن قبائل بني قيس يسمى علي بن يحيى القيسي لغزو بيت الفقيه
وفي المناطق الوسطى وحين اجتمع مشايخ تعز وإب وبعض تهامة لرفض حكم الإمام أو على الأقل الإبقاء على سلطته الإسمية على اليمن في المناطق التي تحكم بالشافعية رفض الإمام ذلك فجرد ضدهم الحملات المختلفة وقبض على مشايخ تعز منهم سلطان عبدالله يحيى الصبري وأبوه سلطان وأخواه إبراهيم وعلي، وزيد بن عثمان المساوي من إب، وعبدالوهاب نعمان من الحجرية وحميد بن علي الجماعي من إب وغيرهم من مشايخ بلاد إب وتعز. فتم اقتيادهم مكبلين بالحديد من تعز إلى صنعاء راجلين حفاة ومنهم من سقط ميتا في الطريق دون رحمة.
أن همجية الحكم الأمامي ومن بعده الأماميون الجدد المليشيات الحوثية المنسوخة من إيران قد تجردت من كل معنى وطني وجاءا معبرين كعادتهم عن الدخيل يحيى الرسي الذي جاء من كهوف اصفهان إيران ليغرس في اليمن شجرة خبيثة ما زالت ثمارها المرة موجودة حتى اليوم. لكن شجرة الحرية ما زالت مخضرة وما فتئت أغصانها تنمو في متارس العزة والشرف حتى اليوم