تتواصل التحذيرات من خطر مراكز الحوثي الصيفية من قبل عدد من المسؤولين والشخصيات الحكومية والبرلمانية والناشطين، معتبرين خطورة تلك المراكز ستصل الى دول الجوار والإقليم في حال لم يتم ايقافها، وتعرية المليشيا وفضحها بما تقدمه للنشء فيها من أفكار إرهابية وطائفية قائمة على الكراهية والانتقام والثأر وفق الخرافة الاسطورية المعشعشة في عقول ادعياء الانتساب لآل البيت وتكليفهم بالقتل من أجل فرية الحق الإلهي في حكم الناس.
وفي ذات الوقت يكشف مركز حقوقي دولي حقيقة المناهج التي يتلقاها الطلاب في تلك المراكز، ويؤكد ان زعيم المليشيا يشرف عليها بشكل مباشر ويحث للمشاركة فيها.
وكيل وزارة الشباب والرياضة- الدكتور منير لمع الذي ” اعتبر المراكز الصيفية التي تقيمها مليشيا الحوثي الإرهابية هي بمثابة صناعة لقنابل موقوتة تفخخ من خلالها جيل النشء بعيدا عن المعاني الدينية ذات الفطرة السليمة، وبعيدا عن الوطنية التي ترعرع وتربى في ظلها أجيال اليمن منذ قيام الجمهورية حتى جاء انقلاب المليشيا المشؤوم”، مؤكدا تلك المراكز احدى المنهجيات المدمرة لمستقبل الوطن وحاضره “.
ونقل موقع”26 سبتمبر”عن لمع قولة : “منذ أن جاءت هذه الجماعة الإرهابية وهي تسعى جاهدةً لغرس مفاهيم غير المفاهيم الوطنية والإسلامية، وتعمل على جر الجيل الصاعد من أبنائنا الى افكار ومعتقدات متطرفة دخيلة على شعبنا ومعتقداتنا، أفكار لا تخدم الدين ولا الوطن، واتخذت المعسكرات الصيفية ضمن الوسائل لتحقيق أهدافها الطائفية”.
خطر المراكز الحوثية
وقال لمع: “لقد دأبت مليشيا الإرهاب والتفخيخ الفكري الحوثي على الاهتمام وحشد التمويلات بمسميات عدة من أجل إقامة وتنفيذ ما يسمى بالمراكز الصيفية في مناطق سيطرتها، لتحقيق أهداف الموت والدمار المتمثلة بتفخيخ أفكار الشباب والنشء ورفد جبهات الموت بأعداد غير قليلة من الاطفال الذين تحولهم المليشيا الى محارق لحروبها المستمرة والتي لا تنتهي هي تلهث وراء مشاريعها التدميرية”.
ورأى أن خطر المراكز الحوثية يتركز باستهدافها للنشء كونهم مستقبل الوطن، وللشباب كونهم حاضره، حيث تسعى دوما وبكل بجاحة للنيل من أبنائنا ومستقبلهم بكل الطرق الممكنة.
ويؤكد الدكتور منير لمع وهو وكيل الوزارة لقطاع الشباب “انهم في الحكومة يقومون بتنظيم مراكز صيفية ومخيمات شبابية للحفاظ على القيمة الوطنية والزمنية للنشء والشباب على مستوى الجمهورية”.
واشار الى انهم في الوزارة يعملون على مساحة كبيرة من الاهتمام بمثل هذه البرامج والأنشطة الصيفية التي من شأنها ان تحد من ضياع الزمن وعدم استغلاله في الفائدة العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية للنشء والشباب”.
مراكز ومخيمات شبابية حكومية
وقارن وكيل وزارة الشباب والرياضة بين المراكز الصيفية التي تقيمها الوزارة والتي تسهم في نشر قيم التسامح والخير والسلام والتنمية والإخاء بين أبناء المجتمع، وبين المراكز الحوثية حيث فيها لا صوت يعلو فوق صوت الموت والتدمير والتعبئة والتفخيخ الفكري فيها”.
وقال: “ان مواجهة الأفكار الباطلة لا تتم الا عبر الأفكار النيرة، وليس هناك أقوى من إقامة مراكز وأنشطة وبرامج صيفية تعكس رسالة السلام والتنمية والتسامح التي يطمح لها مجتمعنا اليمني والعربي والإسلامي، ونتبناها في وزراة الشباب.
وأردف وكيل وزارة الشباب “إن ما تنفذه الوزارة وشركاؤها من بقية الوزارات، بتفعيل هذا النشاط كل عام لهو جدير بالاهتمام والدعم”، لافتاً الى حرص الوزير نايف البكري- رئيس اللجنة العليا على تنظيم وإقامة المراكز بشكل مركزي العام الحالي ليؤسس لنشاط دائم ودوري كل عام بمعية كل الجهات الحكومية المعنية”.
دعوة لأولياء أمور مناطق الحوثي
ودعا وكيل وزارة الشباب الأهالي في مناطق سيطرة المليشيا الى نبذ هذه الافكار ومنع أبنائهم من الذهاب لتلك المراكز والأماكن المشبوهة، والتي تعد وكرا وبؤرة للإرهاب والجريمة المنظمة، تجنباً للضرر الذي يعود عليهم وعلى المجتمع، وحتى لا يتحول الطفل او الشاب بعد ان يتخرج من تلك المراكز الى حامل للفكر العنصري والفكر المتطرف الذي يدفعه لفعل وارتكاب جرائم القتل والأعمال الخارجة عن ارادته ووعيه الفطري بعد أن طمسته المليشيا في تلك المراكز، كما قتل كثير من الأبناء في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وعامة أقاربهم.
تجريف للهوية والعقيدة.
أما وكيل محافظة الجوف- الدكتور صالح علي جماله “يرى أن خطر المراكز الصيفية الحوثية يتمثل في تهديد أمن وسلامة المنطقة، بدايةً بتهديد الهوية الوطنية، من خلال سعي المليشيا لطمسها بواسطة تدريس المناهج المحرفة والتاريخ المزيف لماضيها وحاضرها”.
وأضاف في حديثه : “كما ان خطر تلك المراكز يهدد الهوية الدينية والعقدية للمجتمع من خلال غرس مفاهيم تقلل من أهمية الكتاب والسنة، وان ما يدعونه بان سادتهم وقادتهم هم القدوة وكلامهم يأخذ ولا يرد وسب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين واتهامهن بالباطل”.
وأردف جماله” كما ان المراكز الحوثية تهدد الهوية الثقافية للمجتمع اليمني برمته، ثقافة القبيلة وثقافة الأخلاق والقيم، وثقافة الحكمة والايمان التي تربى عليها الشعب اليمني، حيث تسعى المليشيا إلى إيجاد مجتمع متفكك أسريا واجتماعيا ومنهار أخلاقيا يؤمن بالخرافة ويضحي من اجلها”.
لا تؤمن بوجود الدولة
تابع وكيل محافظة الجوف حديثه عن خطر المراكز الحوثية على أمن المنطقة قائلا: “إن المليشيا الحوثية تغرس في عقول الجيل الحقد والانتقام ضد الأنظمة الحاكمة وضد وجود الدولة والنظام المؤسسي، وضد من يخالفهم في الرأي والفكر، وان لديها أحقية في الحكم وأن جميع الأنظمة هي مغتصبة لحقها وعميلة”، مؤكداً ما يجعل تلك المراكز تنتج جيلاً متعصباً يميل إلى الانتقام من كل من حوله”، مستدلاً بعدد من حالات القتل الحوثي لأحد والديه أو كلاهما أو كل أفراد أسرته”، معتبراً كل ما يدور من حروب أهلية في اليمن كلها نتاج هذه المراكز والضخ الفكري المنحرف الذي تتبناه هذه المليشيا”.
توعية المجتمع وتعرية المليشيا
وشدد الدكتور صالح جمالة على ضرورة توعية المجتمع بتلك المخاطر، وتعرية المليشيا وفضح أعمالهم ونشرها لكافة أفراد المجتمع وبالطرق المناسبة لكل فئة، ذلك من خلال عدة وسائل أبرزها الإعلام وقادة الرأي العام والمؤثرين وعبر الخطباء والمرشدين والكتاب والشعراء وغيرها من وسائل إيصال الرسائل التوعوية”.
ودعا وكيل محافظة الجوف” الجهات الرسمية في الحكومة الشرعية الى تبني الحملات التوعوية ودعمها وتوفير كافة المتطلبات لها، مع تشكيل لجان رسمية تتحرك على المستوى الإقليمي والدولي توضح فيها خطر هذه العصابة والانظمة الراعية لها، وافكارها العنصرية والمتطرفة والادعاءات المزيفة لهذه الجماعة الخارجة عن القانون والنظام والسلف والعرف القبلي”.
اغتيال الطفولة وتفخيخ عقولهم
في حين اعتبر عضو مجلس النواب – مفضل اسماعيل الأبارة، ” المراكز الصيفية الحوثية من أكبر الجرائم وأشدها بشاعة حيث فيها تغتال الطفولة والبراءة الناشئة من خلال تفخيخ عقولهم، وتعبئتهم بالكراهية والأحقاد واعدادهم كقنابل جماعية موقوتة لتفجيرها في وجه المجتمع اليمني والمنطقة بأسرها.