يواصل أحمد حامد مدير مكتب مهدي المشاط في صنعاء، تعزيز صلاحياته وتقويض خصومه، بسلسلة من اللجان والقرارات التي تجرد حلفاءه وخصومه منها.
كان أحمد حامد شخصاً غير معروف في الإعلام، قبل سنوات قليلة، لكنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، ويعتبر وفق بعض المصادر والتقارير رجل الحوثي الأول في صنعاء على حساب محمد علي الحوثي ابن عم عبدالملك الحوثي، وأيضاً على حساب عبدالكريم الحوثي وزير داخلية المليشيا وعم عبدالملك.
ظهر أحمد حامد أول مرة وزيرا للإعلام في حكومة الحوثي صالح غير المعترف بها في 2016، وبعد مقتل الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى للمليشيا، وتولي مهدي المشاط رئاسته، عين حامد مدير مكتب الرئاسة.
سرعان ما استحوذ حامد على مؤسسة الرئاسة، ومنع جميع أعضاء المجلس السياسي الأعلى في مناطق سيطرة الحوثي من إصدار أي قرارات أو توجيهات إلا بعد اطلاعه وموافقته عليها. وخاض صراعا شرسا ضد محمد علي الحوثي أحد الطامحين في المليشيا لتولي قيادتها، كما خاض صراعات لم تنته ضد سلطان السامعي عضو ما يسمى بالمجلس السياسي.
لاحقا أنشأ حامد في 2019 مسودة تسمى الرؤية الوطنية لبناء الدولة، ضمن مخطط إيراني لإعادة هندسة المؤسسات الحكومية بما يخدم مصالح المليشيا.
في وقت لاحق سيطر حامد على جميع المؤسسات الإيراداية الانفصالية مثل الضرائب والجمارك والزكاة والأوقاف، وحولها إلى مؤسسات مركزية، ثم أنشأ حامد لجنة المظالم لتجريد خصومه من المليشيا من أي تأثير لهم في المحاكم.
في منتصف 2021 عين حامد القيادي الحوثي سليم المغلس وزيرا للخدمة المدنية وأعاد هيكلتها كليا بما يناسب قوته، وجرد المؤسسات العامة الإيراداية من دخلها مثل شركة النفط وهيئة الأرصاد والأراضي والمؤسسة العامة للاتصالات والبريد وجميع المؤسسات العامة الإيراداية وقطع المرتبات المنتظمة عن عشرات الآلاف من الموظفين الذين كانوا ما زالوا يستلمون مرتباتهم من إيرادات مؤسساتهم.
في نوفمبر الجاري أعلن حامد فجأة إصدار المدونة السلوكية للموظفين، وسمى نفسه رئيس القطاع الإداري، الأمر الذي قالت مصادر حوثية إنه أغاظ بشدة عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الحوثي، خاصة أن ترويسة المدونة حملت القطاع الإداري وتحته مباشرة وزارة الخدمة المدنية ولم تسبقها رئاسة الحكومة أو مجلس الوزراء.
أعلن حامد مساء الثلاثاء الماضي ترؤسه للجنة جديدة بمسمى إصلاح وتطوير القوانين، وحدد مسارات واستمارات معينة لإصدار القانون مجردا مجلس النواب فاقد النصاب في صنعاء من مهمته الأساسية.
وكان المشاط عين الثلاثاء أميناً عاماً لمجلس النواب لأول مرة في تاريخ المجلس ضمن سعي حوثي لتحويل مؤتمر أبو راس إلى أقلية داخل المجلس ويخطط لتغيير هيئة رئاسته التي اختارها الحوثي نفسه قبل سنتين.
كما يرأس حامد إدارة الشأن الإعلامي الحوثي، ومجلس الشؤون الإنسانية الذي يستقبل مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية ويتحكم بصرفها.