قتل مدني وأصيب طفلان أمس، بانفجار لغم أرضي من مخلفات ميليشيات الحوثي الإرهابية بمنطقة «الجاح» جنوبي الحديدة.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن «الانفجار أدى إلى مقتل أحمد محمد عييد زقاف (30 عاماً) وإصابة ابنه صقر (8 أعوام) وابن أخيه أحمد محمد تمام بإصابات خطيرة».
وأكدت المصادر أن اللغم الذي زرعته الميليشيات انفجر أثناء مرورهم بالقرب من مزرعتهم بمنطقة «الجاح» غربي مديرية «بيت الفقيه».
وقال خبراء ومحللون سياسيون يمنيون إن الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية تعد من أخطر جرائم الحرب، موضحين أنها تعرقل السلام وتقتل مدنيين لا ذنب لهم، والذي وصل عددهم إلى أكثر من 20 ألف قتيل وفقاً لتقارير حقوقية.
وأضاف الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأن الخطر الأكبر أن مناطق الألغام بلا خرائط وهو ما يجعلها منطقة ذات مخاطر عالية حتى بعد انتهاء الحرب.
وقال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل زرع الألغام في أنحاء اليمن كافة، لاسيما المناطق الخاضعة لسيطرتها وهي تعد أن ذلك استعدادًا لجولة أخيرة شديدة القتال بينها وبين الجيش اليمني، لافتاً إلى أن «الحوثي لا يلتفت إلى دعوات السلام لأنه يدرك أن الشعب اليمني يمقت الصبر على جرائمه بسبب التجارب الكثيرة».
وأشار الطاهر في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى اقتصار استخدام الألغام على ميليشيات الحوثي بشكل حصري، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 2 مليون لغم أرضي زرعه الحوثيون في أكثر من 15 محافظة يمنية بجميع الأنواع «مضاد للمركبات والأفراد والألغام البحرية»، معظمها ألغام محلية الصنع أو مستوردة وتم تطويرها محليا لتنفجر مع أقل وزن.
وأوضح الطاهر أن الألغام الأرضية غدت أحد أبرز أسلحة الميليشيات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في الجبال والوديان والسهول وفي الأحياء السكنية، لافتاً «إلى أنه لا ينسحب الحوثيون من منطقة إلا بعد أن تكون منكوبة بمئات الألغام وهو ما يتسبب بسقوط آلاف الضحايا بين قتلى ومعاقين خصوصاً وأنه يتم زرع هذه الألغام بدون خرائط الأمر الذي يجعل نزعها أو الوصول إليها صعباً للغاية».
وأعتبر المحلل السياسي اليمني أن اليمن يعد في الوقت الحالي أكبر حقل ألغام في العالم، موضحاً أنه حتى بعد انتهاء الحرب ستعاني اليمن بشكل كبير من هذه الألغام.
وفي الفترة الماضية، شهد اليمن سيولاً جرفت كميات كبيرة من الألغام ووصلت إلى مناطق مأهولة سكنية ومساحات زراعية في مأرب وعدة محافظات أخرى، وحينها عثر السكان على ألغام جرفتها السيول إلى منازلهم وأراضيهم.
وحذر فريق من الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة في تقرير أممي سابق مقدم إلى مجلس الأمن الدولي من استخدام الألغام الأرضية بشكل عشوائي وخاصة على طول الساحل الغربي، لما له من تهديدات للسكان المدنيين.
وفي السياق، أكد الخبير في الشأن اليمني عبدالكريم الأنسي أن ألغام الحوثي ليست فقط مُعرقلة لعملية السلام إذا أنها وُضعت بخطة كبيرة كما أنها منعت الخرائط عن اليمنيين، لافتاً إلى أنها أزمة ستعيش نحو 70 عاماً بعد انتهاء الحرب.
وأضاف الأنسي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تعداد ضحايا الألغام الحوثية أكثر بكثير ممن قتلوا بجبهات القتال، مشيراً إلى أن الساحل الغربي ملىء بـ«الألغام الذاتية» وهي نوع ينفجر مباشرة اذا ما اقترب أي جسم فيه حرارة وهو ما ظهر خلال الفترة الماضية بأن هذه الألغام لم تميز بين بشر وحيوانات أو أطفال وكبار.
ولفت الباحث في الشأن اليمني أن الألغام وُضعت على شكل ألعاب لخداع من يراها، مشيراً إلى أن تلك الألغام توضع على مسافة ثلاثة أمتار وهي من أبشع جرائم الحرب.