يتصدر علماء اليمن صفوف المواجهة الفكرية لفضح استخدام الحوثي لدم الحسين بن علي رضي الله عنه لأغراضه السياسية وجعل يوم عاشوراء مناسبة لابتزاز اليمنيين وخلق عداوات تقوم على الحقد والكراهية في صفوف الشعب اليمني، ويوضح العلماء مغالطات الخطاب الحوثي القائم على الزيف والتحريف لنصوص الكتاب والسنة، ويؤكد العلماء أن الحوثيين جلبوا كثيرًا من المناسبات الطائفية من إيران، بما فيها عاشوراء؛ لأغراض توطين الفتنة في اليمن، فهي دخيلة على عقائد وعادات وتاريخ اليمن.
أسباب التباكي الحوثي في عاشوراء يوضح نائب رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ أحمد بن حسن المعلم أسباب تباكى الحوثيين في العاشر من محرم بالقول، يظن الحوثيون أن تلك الأنشطة والبكائيات هي الطاقة التي تجمع حولهم الأتباع والمناصرين بتضخيم المظلومية، وتحميل أهل السنة وزرها؛ وبهذا يدغدغون عواطف جماهيرهم الجاهلة، كما أنها مواسم لفرض الجبايات وجني الأموال الطائلة التي تذهب لجيوب النافذين من الحوثيين، أو لما يسمونه بالمجهود الحربي الذي به يقتلون اليمنيين ويهلكون الحرث والنسل. ويرى ناطق هيئة علماء اليمن الشيخ محمد الحزمي، أن الحوثيين هم جزء من منظومة رافضية حول العالم تقودها إيران، جعلوا من مقتل الحسين محطة استعلاء، ووسيلة ثأر وانتقام ممن لا يوافقهم، ويتساءل الحزمي مستغربًا؛ ما دخل المسلمين اليوم في العراق وفي أفريقيا وفي اليمن وفي كل مكان بأحداث وقعت قبل 1400 سنة؟! أما نائب رئيس رابطة علماء ودعاة عدن الشيخ جمال السقاف فيرى أن أسباب تباكي الحوثيين هو الرغبة في الانتقام من اليمنيين، زاعمين أنهم من سعوا في قتل الحسين رضي الله عنه، من جهة أخرى. ويقول عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الدكتور كمال القطوي، أن الحوثي في عاشوراء لا يبكي الحسين بن علي رضي الله عنه، ولا يبكي الشخصية التاريخية المقتولة ظلماً في الزمن الغابر، وإنما يبكي الحسين الحي، الحسين الرمز الذي يمثله قائد المسيرة الحوثية، فهو يستخدم الحسين التاريخي لخدمة مشروع الحسين الرمز، الحسين السياسي الذي يطل من الكهف مطالباً بإرث جده وثأر جده وامتيازات جده، فهي احتفالية لا ترثي الذي استشهد قبل 14 قرناً، وإنما تؤسس بالدموع شرعية لطالب السلطة الحي، من يرى نفسه الوريث لكل امتيازات الحسين التاريخي، مشددًا على أنها بكائية سياسية، تبكي على الأموات وتقتل الأحياء! لماذا يحمل الحوثيون اليمنيين مسؤولية مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه؟ وعن خلفيات تحميل الحوثيين لليمنيين مسؤولية مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه أرجع الشيخ أحمد المعلم المسؤولية إلى ما أسماه شيطان العصر الخميني وثورته الطائفية المشؤومة، مؤكدًا أن الخميني عمل على تصدير مبادئ وأساليب ووسائل ثورته إلى معظم البلاد الإسلامية ونجح هو وخلفاؤه في تحقيق أهدافه في عدة دول ومنها اليمن حيث أنشأوا الحركة الحوثية. أما الشيخ جمال السقاف، فيرى أن ذلك لتبرير تكفيرهم الشعب اليمني، واستحلالهم لدماء أبنائه، بدعوى الثأر للحسين، وهكذا نجد تباكيهم في كل مناسبة، وبالذات في عاشوراء، فيشقون الجيوب، ويقيمون سوق النياحة، ويسفكون دمائهم، متوعدين بالثأر للحسين، من جهته يكشف د. كمال القطوي أن الحوثي يعلم أن دم الحسين في رقبة الذين دعوه إلى العراق ثم أسلموه لسهام الطغاة آنذاك، ويعلم أن أهل اليمن لا علاقة لهم بقتل الحسين، ولكنه يتقمص شخصية الحسين التاريخي، ويجعل من نفسه قطب الولاء الأوحد، فمن سار في ركابه فقد وفى لدم الحسين، ومن خالفه فهو قاتل بالضرورة للحسين، لأنه نازع الحسين الرمز طموحه السياسي، وهكذا حل الحسين التاريخي في جسد الحسين الحي، الذي يقاتل في سبيل سلطته الموهومة، وبهذا يفسر الدكتور القطوي حقيقة التزييف الحوثي لصورة الحسين حيث يقومون بتصوير الحسين في أبشع صورة، فبدل من كونه خرج ناصحاً للأمة، إذا بالحوثي يجعل من الحسين بن علي طالب سلطة له ولسلالته من بعده، ومن ثم فكل مخالف للحوثي اليوم، يصير قاتلا مفترضا للحسين! وهكذا استطاع الحوثي رفع راية الحسين بيد، وقتل الناس بسيف ابن زياد باليد الأخرى! ويتفق معه الشيخ الحزمي في كون النياحة الحوثية في عاشوراء خرافات غرضها تحويل عقيدة اليمنيين لجعلهم يسلّمون لهم بما يسمى حق الولاية المزعوم. الأهداف الحقيقية وراء تباكي الحوثيين على مقتل الحسين بن علي يكشف علماء اليمن عن أهداف الحوثي الحقيقية وراء تباكيهم في يوم عاشوراء، فيرى الشيخ المعلم أن للحوثيين ثلاثة أهداف كبيرة من ذلك، الأول: استحواذ قياداتهم وكبرائهم على أموال اليمنيين، الثاني: تقوية آلات القتل والدمار التي بها يقتلون اليمنيين، الثالث: تقوية الآلة التثقيفية والإعلامية التي تسمم عقول اليمنين وبالأخص الأطفال والشباب وإخراجهم عن دينهم الحق وإلحاقهم بدين الرفض والخرافة وتصييرهم أذناباً وعملاء لأسيادهم في إيران، أو على الأقل عبيداً خاضعين لسيئهم وكبير سلالتهم عبد الملك الحوثي وأهل بيته، الرابع: إظهار الولاء والتبعية المطلقة لأولياء نعمتهم في إيران. ويلخص د. كمال القطوي، الأهداف المرسومة لاحتفاليات كربلاء، بأنها محطة لغسل عقول الناشئة والجيل الجديد، بخرافات التشيع، وأوضح القطوي خطورة المناشط الطائفية على الناشئة بأنها تنشئ جيلًا موتورًا تجاه الأمة وتاريخها، فبدلاً من توجه الجيل للتنمية والإعمار، تسحبه هذه الخرافات والبكائيات إلى طاحونة الاحتراب مع الماضي، وإفساد الحاضر. أما الشيخ جمال السقاف فيؤكد أن هدفهم من التباكي والضجيج في عاشوراء، هو ادعاء المظلومية والاستضعاف، واستجداء العالم الغربي للتدخل لنصرتهم على الشعب اليمني وتأييدهم لباطلهم، وعدد الشيخ الحزمي أهداف الحوثيين الكثيرة من تلك البكائيات موضحًا أنهم يريدون السيطرة على اليمن، مؤكدًا من جهة أخرى أن الحوثيين يريدون تحويل اليمن إلى جزء من المنظومة الخمينية ضمن مشروع إيران في المنطقة.