كتب: سعيد الجعفري
كنا بالأمس القريب أمام حملات كثيرة تم الترويج لها عن طرد المغتربين اليمنيين من جنوب المملكة .. وجاء اليوم وحتى اللحظة لا يوجد مغترب يمني طرد من اراضي المملكة بعد ان قيل في ذلك الكثير وسيل الكثير من الحبر للكتابة حول قضية المغتربين اليمنيين في المحافظات الجنوبية بالمملكة العربية السعودية
ومسألة الاستغناء عنهم.. بالنسبة لي كنت على ثقة تامة بإن الحل قادم إن كان فعلا ثمة قرار قد أتخذ بشأن إنهاء فترة عملهم .
بدأ الأمر غير واضحا لانه لا قرار معلن بهذا الشأن يمكن الاستناد عنه وكل ما اثير هو تسريبات جرى تداولها على نطاق واسع
وجرى كالعادة استغلالها بشكل سيء على وسائل التواصل الإجتماعي من قبل ناشطون أدمنوا على تشويه الصورة الحقيقة. والأستثمار في الشائعات لعكس حجم السواد الذي يسكنهم والذي يجعلهم غير قادرين على مشاهدة الحقائق بتجرد وانصاف
وان كان اغلبهم يتعمد تقديم المغالطات وحرف الحقائق والتنكر للمواقف المشرقة للمملكة
وأمام كل ما قيل في هذا الخصوص كنت قد خضت نقاش واسع مع عدد من الزملاء الاعلاميين في المملكة الذين جاءت ردودهم في البداية انه ليس هناك قرار معلن بترحيل المغتربين اليمنيين في محافظات الجنوب. وقال لي احدهم بعاطفة قوية إن اغلقت محافظات الجنوب ابوابها أمامهم فكل محافظات المملكة مفتوحة أمام اليمنيين
وبمرور الوقت كان الموقف قد اتخذ طابعا رسميا حظي بالنقاش بين قيادة البلدين في اليمن والمملكة
وقبلها كان بعث لي العديد من القراء استفسارات كثيرة حول حقيقة ما يجري وملابساتها .. أحدهم طلب مني توضيح مفهوم من قبل سعادة السفير السعودي محمد آل جابر
وبالتالي حسم الجدل برمته .. بدت المهمة صعبة بالنسبة لي في قطع إجازة السفير بسؤال يؤرق عموم اليمنيين ويسيل لعاب اشخاص دأبوا على الإستثمار في حرف البوصلة اشباعا لرغبات مريضة ومأزومة تعمل تحت دوافع مشبوهة وتقدم نفسها انها صاحبة الحقيقة المطلقة وكل ما تفعله انها تنشر المزيد من السموم وتسعى جاهدة في نشر الشائعات وتقديم القراءة المغلوطة عن عمد
والحقيقة أن السفير السعودي لم يخذلني حين أحلت له جميع الاستفسارات برد حكيم رد الدبلوماسي الذي ظل بالنسبة لي مصدر الهام نحو التمسك بالحقيقة التي أومن بها
قال لي أن المملكة دولة مؤسسات وتحظى بقيادة حكيمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأن مواقفهم تجاه اليمن مواقف واضحة لا تقبل اللبس او التشكيك وأن الحقائق في هذا السياق كضوء الشمس مهما حاول المتربصين واصحاب الدوافع المشبوهة اخفاءها فإن الحقيقة أكثر اشراقا ووضوحا .. وأن المملكة التي تخوض حربا الى جانب اليمنيين..وتعمل على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتدعم مشاريع التنمية وتحرص على استعادة الدولة اليمنية كاملة السيادة واسقاط الانقلاب الحوثي وإعادة اليمن الى المسار الصحيح كدولة جارة
ترتبط بعلاقات الأخوة والمحبة مع المملكة والمصير المشترك
وبالتالي إن كان ثمة دوافع منطقية لمسؤولي المحافظات الجنوبية تجعلهم يقررون الأستغناء عن العمالة وفقا لمعطيات وظروف هذه المحافظات التي تدار من قبل مسؤولين أكفاء يحظون بقيادة المملكة ملكا وولي عهد
فإن قرارا كهذا في دولة مؤسسات كالمملكة سوف يمر بمراحل عدة وأن المملكة التي تمتلك الحق فيما تتخذه من قرارات وأن المملكة بقيادة الملك وولي العهد
ترتبط بعلاقات متينة وقوية مع قيادة اليمن وهذا واضح جدا والكلام للسفير طبعا فإن قيادة اليمن الشقيق لن تجد صعوبتا في طرح أي قضية على قيادة المملكة تجاه أي موضوع ومن بينها قضية المغتربين اليمنيين سواءا في محافظات الجنوب او في عموم محافظات المملكة وانها ايا كانت الدوافع المنطقية والعملية وراء قرار كهذا
مصدره محافظات الجنوب في بلد المؤسسات فإن الكلمة الأخيرة للملك وولي العهد وأن النقاش حول قرار كهذا مع القيادة اليمنية إذا ما طرح على جلالة الملك وولي العهد فإنه سيحظى بتفهم قيادة المملكة تقديرا للظرف الذي تمر به اليمن ..
لكن الحقيقة التي حرص علي تأكيدها لي سعادة أن المملكة دوما حريصة على اليمن ارضا وشعبا وانه لا يوجد بلد في هذا العالم بنفس حرص المملكة وقيادتها على اليمن وأن ذلك أمر تؤكده كل الحقائق الواضحة جدا
لم يكن حديث سعادة السفير لي حديثا رسميا بكل ما يحمله من تطمينات عبرت عن ايمانه العميق لحقيقة ما يربط البلدين من علاقات في وقت ظهرت الحقائق تباعا في بيان للحكومة اليمنية رحبت فيه بتفهم المملكة لما طرح عليه من التماس في قضية المغتربين اليمنيين واستجابتها لمطالب الحكومة اليمنية .. وكالعادة يذهب الغث ويبقى ما يفيد الناس وأن الحقيقة دوما هي من تبقى واضحة وضوح الشمس
وبالأمس فقد جاءت الصورة في لقاء سعادة السفير بوزير الخارجية اليمنية تندرج في هذا السياق عقب حديث الانفراجه الذي اوضحته الحكومة اليمنية المثمنة للموقف السعودي تجاه قضية المغتربين اليمنيين
ومع كل ذلك استمرت الحملة ونسج الشائعات ظنآ من مروجيها بإمكانية خلط الأوراق للتشكيك بدور المملكة في اليمن الواضح والتقليل بحجم وعظمة ما تحقق على الأرض من حقائق واضحة وضوح الشمس
وظلت الشائعات حول طرد المغتربين اليمنيين من المحافظات الجنوبية في المملكة تطلق بكم هائل من التداول شاركت فيه قنوات فضائية ومواقع اخبارية وصحف في حملة هي الأضخم على الاطلاق دون ان تقدم لنا مغتربا واحدا قد تم طرده في وقت كنت استقبل في منزلي أصدقاء في طريقهم للمملكة لأول مرة متجهين للعمل هناك وأدرك مسبقا أن سفارة المملكة هي السفارة الأكثر التي منحت اليمنيين تأشيرات دخول للمملكة خلال سنوات الحرب في وقت توقفت الكثير من عواصم العالم من استقبال اليمنيين وتوقفت ايضا سفارات جميع دول العالم من العمل في اليمن بشكل كامل ووحدها المملكة وسفارتها وسفيرها هي التي لم تتوقف عن العمل
وعلى الرغم من كل ما تبديه المملكة من تعاون ودعم لليمن وواحدية المصير الذي يربط البلدين ظل ولازال من يواجه كل تلك الحقائق بضخ المزيد من الشائعات والأساءة للمملكة ولولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسفير المملكة محمد آل جابر في وقت واحد غيضا وحقدا للحب الذي يحظي به ولي العهد في قلوب البسطاء من المواطنين وعجزا أمام همة سفير على تعزيز تلك الصورة في اليمن وحقيقة جهود المملكة ملكا وولي العهد من خلال المزيد من العمل على الأرض ليل ونهار على تأكيد رسالة المحبة والسلام لليمن وحرص بلده في تحقيق الاستقرار والآمن والتنمية في اليمن مؤكدا في كل خطوة يخطوها أن ذلك بفضل توجيهات قيادة المملكة ملكا وولي عهد
عاد بعدها السفير من إجازته القصيرة للممارسة مهامه بنشاط كبير وهمة عالية في مواكبة الأحداث المتسارعة بالمشهد اليمني وهو الذي لم يتوقف يوما عن ممارسة واجباته والقيام بمسؤولياته الكبيرة سفيرا لخادم الحرمين الشرفين باليمن ومشرفا على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي يواصل عمله على الأرض اليمنية في تنفيذ مشاريع التنمية دون توقف
وحظيت جهوده الكبيرة والمشاريع التي نفذت والجاري العمل فيها محل تقدير واعتزاز الحكومة اليمنية ومسؤولياها والمواطنين المستفيدين وأصحاب المصلحة الحقيقة من هذه المشاريع