شهدت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا شعبياً واسعاً نتيجة تفشي جرائم القتل التي طالت العشرات من الآباء والأمهات والأقارب على يد أبنائهم الذين التحقوا بمليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وكشفت إحصائية نشرها موقع "الثورة نت" عن مقتل 44 شخصاً بينهم 13 أباً وأمّاً وإصابة 11 آخرين بينهم أم، منذ مطلع العام 2020 وحتى يوليو الجاري، بنيران أبنائهم الذين تأثّروا بخطاب مليشيا الحوثي التعبوي والشحن الطائفي.
واستعرض نشطاء وصحفيون وكتاب خلال حملة إلكترونية واسعة هذه الجرائم.. مؤكدين أنها دخيلة على المجتمع اليمني، وجاءت نتيجة كمية الأفكار المتطرفة التي تلقنها الميليشيا الحوثية للأطفال والشباب الذين تستقطبهم إلى دوراتها الطائفية.
تعبئة خاطئة
وقال وكيل وزارة العدل المحامي فيصل المجيدي، إن هذه الجرائم نتائج التعبئة الخاطئة لمجرم الحرب الحوثي".. موضحاً في تغريدة بصفحته على تويتر، إن هذه التعبئة تحوّل الأشخاص إلى أناس خطيرين على أهاليهم ومجتمعهم باعتبارهم بنظرهم لا يؤمنون بولاية سيدهم المجرم عبدالملك.. متسائلاً: كيف يقدم شخص سوي على قتل والديه؟.
وتابع: يجب أن ينقذ العالم أطفال اليمن الذين يتم تغييب عقولهم منذ ست سنوات" في إشارة إلى الأطفال الذين تخضعهم المليشيا الحوثية لدوراتها الطائفية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومن جانبه، المحلل العسكري محمد الكميم، كشف عن تجربة شخصية عاشها مع أحد أقاربه الذين التحقوا بالمليشيا الحوثية، وقال: لي ابن خال وكان من أقرب الناس الى قلبي وتربطني به علاقة صداقة قوية وكان هادئا وقورا، لكنه تغير تماما بعد أن وقع فريسة الدورات الطائفية وكان أول من أظهر عدائه لي بعد خروجي من صنعاء وأكثر من طعنني وأساء إلي وكان أول من اهدر دمي وهدد بقتلي".
وأضاف الكميم، في تغريدات على تويتر، أن "كل من أعرفهم من الذين سقطوا في براثن الحوثي اللعين هم من استغل فيهم الفقر والجهل وحتى خلافاتهم الأسرية وحالة الإحباط التي يمر بها الشباب نتيجة انعدام فرص الحياة امامهم فوفر لهم القات وسلمهم الجعبة والبندق وفوق الطقم ووجهم للموت".
وأوضح في تغريدة أخرى، أن الكثير من أتباع الحوثي يخرجون من الدورات الثقافية وهم أشبه بالمرضى النفسيين، موضحاً أن المليشيا "تزرع في قلوبهم الحقد والبغضاء والكره ضد خصوم الحوثي باعتبارهم منافقين ومرتزقة وعملاء يجب قتلهم ويعتبرون ذلك تقربًا إلى الله حتى وإن كان ذلك الخصم أقرب الناس إليك!!".
وأكد الكميم أنه منذ ظهور "مسيرة الموت الحوثية عملت على تدمير النسيج الإجتماعي وفككت الأسرة والتلاحم وأسقت القيم والأخلاق، وجعلت الأب يقتل ابنه والابن يقتل أباه وأمه واخيه والقريب يقتل قريبه وصديقه بدون وعي أو خوف من الله. مؤكداً أنما يحصل من جرائم في مناطق سيطرة الحوثي يكشف خطر وخبث مشروعهم وأثره على حياة اليمنيين على المدى القريب والبعيد.
فكر شيطاني
الصحافي والحقوقي همدان العليي، قال إن الفكر الحوثي يكرس مسألة الطاعة العمياء للسلالة الطبطبائية.. موضحاً أن المليشيا تغرس قناعات لدى أفرادها بأن "طاعة الجماعة مقدمة على طاعة الأم والأب".
وأضاف العليي، في تغريدة بصفحته على تويتر: "بطبيعة الحال، هذا الفكر الشيطاني يصور المجتمع برمته، بداية من الأقارب، على أنهم أعداء وخصوم لأنهم لا يوالون زعيم المليشيا ولهذا تحدث مثل هذه الجرائم في المجتمع".
وغير بعيد، أكد الإعلامي والمذيع محمد الضبياني، في تعليق على الإحصائية التي نشرها "الثورة نت" على أن "الحوثية شر مستطير، والانتماء لها يعني التخلي عن الفطرة والأخلاق والإنسانية بالقدر الذي تدفع بعناصرها لقتل آبائهم".
وأضاف الضبياني، في تغريدة بحسابه على تويتر، "كي يعرف الجميع أن الانتماء للحوثية يعني الانسلاخ كلياً عن الفطرة والإنسانية، وإلا لماذا نرى بين الفينة والأخرى أبناء انخرطوا في صفوف مليشيا الحوثي يقدمون على قتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم.. إننا أمام إرهاب سلالي فاجر متوحش!".
محاضن التكفير
ومن جانبه، أكد الإعلامي عبد الله إسماعيل، إن الحوثيين يتعمدون "تفخيخ العقل الجمعي وزرع أحقاد الكهنوت في العقول لهدف، يتمثل في رؤيتهم لطبيعة المستقبل الذي ينشدون.. مستقبل خال من التعايش واحتماليات العيش المشترك ومفخخ برؤية إرهابية تبقي على الضغائن وعدم الاستقرار.
واعتبر اسماعيل إحصائية الضحايا الذين قتلوا وجرحوا على يد ذويهم، أنها نتيجة طبيعية لمخرجات "دورات ومحاضن التكفير الحوثي".
وذكر أن المليشيا تتعمد "تفخيخ العقول وتسميم الافكار وتقسيم المجتمع الى موالي يدين بالامتثال الاخرق لخرافة التمييز، وآخر يستحق القتل لأنه يكفر بخرافة الولاية وتميز السيء ويرفض العنصرية، وإن كان الأب أو الأم".
آلة موت
من جانبها، اعتبرت الناشطة سونيا صالح، وهي مختطفة سابقة لدى مليشيا الحوثي، أن إقدام عناصر مليشيا الحوثي على قتل أقاربهم مجرد غيظ من فيض (أي قليل من كثير)، مؤكدة أن ما يقوم به الحوثيون من استهداف ممنهج لليمن أرضا وإنسانا لا يعد ولا يحصى".
وأكدت الناشطة سونيا، أن دورات الطائفية الحوثية تستهدف المجتمع اليمني، مضيفة أن الحوثي نجح بالفعل في تفكيك المجتمع لدرجة أن الابن يباشر قتل أمه وأبيه وأخته فور عودته من الدورة الطائفية.
وفي السياق، اعتبر الصحفي حسن الفقيه أن "الحوثية سلاح فتاك وآلة موت، وعقرب مفخخة بالسم تلدغ نفسها وعائلتها، قبل أن يتعدى سمها إلى غيرها، كذلك الحوثية وأشد".
وقال في تغريدة بصفحته على تويتر: فتشوا عن ضحايا التوحش والعقوق من حولكم ستجدون الحوثية الداء والفكر والعنف والقتل والإرهاب والفجيعة.
وأمس السبت، انطلقت حملة الكترونية واسعة ما تزال على وسائل التواصل الاجتماعي تتناول جرائم الحوثيين بحق أقاربهم تحت وسم #الحوثيون_يقتلون_اهاليهم، وسط مشاركة واسعة لنشطاء يمنيون داخل وخارج البلاد.
المصدر: الثورة نت