رئيس البرلماني اليمني:لم يعد أمامنا من خيار إزاء جرائم الاحتلال الصهيوني إلا أن نتحمل المسؤولية التاريخية
الاربعاء 19 مايو 2021 الساعة 20:16
الميناء نيوز - متابعات

قال رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، "انه لم يعد أمامنا من خيار إزاء جرائم الاحتلال الصهيوني المتصاعدة ضد الشعب العربي الفلسطيني، إلا أن نتحمل المسؤولية التاريخية لمواجهته وأن نطرق أبواب العالم أجمع تحشيداً لرفضه وردعه وإيقاف عبثه، وأن نستنهض ضمير العالم لتحمل مسؤولياته وأن لا يسمح بحدوث المأساة بحق الشعب الفلسطيني".

جاء ذلك في كلمة اليمن التي القاها اليوم في الجلسة الطارئة للبرلمان العربي الذي عقد برئاسة رئيس البرلمان العربي عادل العسومي وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط .

وأضاف "إن ما يجري اليوم في فلسطين كلها وغزة والقدس بالذات يوجب علينا كعرب ومسلمين ان لا نكتفي ببيانات الشجب والادانة او الاستنكار لان ذلك لن يوقف المعتدي عن عدوانه ".. مشدداً على ضرورة بقاء البرلمان العربي في حالة انعقاد دائم وبذل الجهود من أجل إيقاف العدوان من خلال الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية ودعوة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها لتنفيذ القرارات الدولية والاتفاقات والمعاهدات والمواثيق ذات الصلة، بالتطورات القائمة بالقدس او الأراضي الفلسطينية كاملة، وحث الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وجبر اضرارها.

ودعا البركاني إلى إنشاء هيئة تمويلية لدعم صمود المقدسيين ولتلبية احتياجاتهم، وللتغلب على نقص التمويل الذي يمثل أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية .. لافتاً إلى أهمية صياغة استراتيجية إعلامية منسقة بين دول منظمة التعاون الإسلامي لإعلاء الأصوات الفلسطينية تحدياً للألة الإعلامية الإسرائيلية التي تحاول تشويه قدسية القدس او تُعرض القدس مجرداً من تاريخه.

وفيما يلي نص الكلمة :

بدايةً أتوجه اليكم بأصدق آيات الشكر والتقدير على الدعوة لي بالحضور إلى هذا المُقام الرفيع الذي لطالما حاول أن يقرب المسافات بين القلوب العربية والعواصم، كي احضر جلستكم الطارئة التي تُعقد في هذا الظرف العصيب واللحظة الفارقة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية للبحث في الكيفية التي يتوجب علينا فيها التصدي للغرور والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب العربي الفلسطيني مسلمييه ومسيحييه على السواء ، وما تمارسه إسرائيل من جرائم بشعة وقتل وتنكيل بحق شعب اعزل ومساعيها الدؤوبة لتهويد المقدسات في القدس الشريف والاعتداء على المصلين في باحات المسجد الأقصى المبارك ومخططات الاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين وبالذات في حي الشيخ جراح، بهدف تفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم وطمس هوية أولى القبلتين وثالث الحرمين ونزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية، وفرض طابع جديد هو الطابع اليهودي، وما تمارسه من جرائم حرب وجرائم إبادة في غزة اليوم تستخدم فيه الآلات العسكرية المتطورة بكافة اشكالها وتقتل فيه النساء والأطفال والشيوخ دون رحمة، وهو الأمر الذي لم يعد أمامنا من خيار إلا أن نتحمل المسؤولية التاريخية لمواجهته وأن نطرق أبواب العالم أجمع تحشيداً لرفضه وردعه وإيقاف عبثه، وأن نستنهض ضمير العالم لتحمل مسؤولياته وأن لا يسمح بحدوث المأساة بحق الشعب الفلسطيني.

الزملاء الاجلاء...
في ظل كل هذا التصعيد والبطش والعدوان فإن من يستحقون التحايا هم أولئك الصامدون المقدسيون الذين واجهوا الآلات الإسرائيلية وادعاء التفوق بعزيمة لا تلين وإرادة لا تنكسر وصمود اسطوري لم تنل منه تلك القوة ولن تنال منه ابدا، وأن من يستحقون الاجلال والاكبار هم أولئك الابطال في غزة الذين مرغوا كرامة إسرائيل بالتراب وداسوا على دعوة التفوق العسكري وغرور القوة ولقنوا المستعمر درساً لن ينساه، وهم يواجهون الموت اليوم برحابة صدر وعزة وكرامة، مؤكدين للكيان الصهيوني أن ممارسته لن تهزم الروح الفلسطينية ما بقيت قضيتهم، وأن إسرائيل كيان محتل وأن القتل والقوة العسكرية والتنكيل والتجريف والطمس لم يغيران على مدى سبعة عقود من الواقع شيء ولن يغير في المستقبل، ولم تحصل إسرائيل من قوتها إلا على أمن هش سرعان ما ينهار ويتلاشى وكل ما تم التنكيل بجيل أعقبه جيل أقوى وأشد استعداداً للتضحية وبميزان الحق سينتصر حجر بيد طفلٍ على سلاحٍ في يد عُتلٍ غاصب، ليكتب تاريخاً من المجد تقول حروفه المضيئة أن المشروع الإسرائيلي سينهار وسينتصر الشعب الفلسطيني شعب الجبارين بقيادة المناضل محمود عباس ولكل رجل وامرأة في فلسطين التحية لصمودهم وان النصر لقادم.
نعم ايه الاخوة...
إن تلك الممارسات الإسرائيلية مبعثها أن إسرائيل ضمِنت تخلينا عن منطق المواجهة العسكرية واستعدادنا للتعايش معها بمقابل قيام دولة فلسطينية بما ينهي النزع الذي تجاوز السبعين عاماً رغم إدراكنا أن إسرائيل كانت ولا تزال مصدر تهديد لأمننا القومي العربي بعامته، ولأمن البلدان الواقعة في محيطها اللصيق او القريبة منها، لكنها ضربت عرض الحائط بكل إشارات التعايش معها وبكل القرارات الدولية والمعاهدات والاتفاقات والمواثيق، على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم النكراء وصمة عار في جبين الإنسانية والدول والأنظمة والمنظمات والشعوب والضمائر الحية فوق هذا الكوكب.

ثم أننا لا ننسى ايه الاخوة والاخوات أن تواطأ الولايات المتحدة الامريكية مع هذا الكيان واقدامها على نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بهِ عاصمة للمحتل الإسرائيلي في خطوة لا عدالة فيها ولا منطق، كل ذلك قد زاد من غرور هذا الكيان وخاصة ان الاعتراض العربي والإسلامي كان خافتاً وعلى استحياء مما جعل المحتل ينتفخ ويتغطرس ويقدم على إجراءات ومخططات تقتضم الأرض وتفترس السكان بأنياب مسمومة تصادر آلاف الدونمات من الأرض،

وتقيم المستوطنات وتطوق التجمعات السكانية الفلسطينية وتهدد بالإزالة وتعزل مدينة القدس وضواحيها وتفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتتحكم بحركة الفلسطينيين وتقطع التواصل الجغرافي بينهم.

الاخوة والاخوات....
إن ما يجري اليوم في فلسطين كلها وغزة والقدس بالذات يوجب علينا كعرب ومسلمين ان لا نكتفي ببيانات الشجب والادانة او الاستنكار لان ذلك لن يوقف المعتدي عن عدوانه فها هي غزة تدمر والقدس تنتهك وتسرق، لان كلمات الاستنكار والشجب والتنديد التي لا تتبعها أفعال تردع الظالم عن ظلمه وتكسر شوكته وتغل يده المتمادية بالبطش بشعبنا الفلسطيني الأعزل المظلوم والمقهور والمغموط في حقه وفوق أرضه تظل كلمات عرجاء لا تقيم عدلاً ولا تنصر مظلوما ولا تكبح ظالما.
الاخوة والاخوات... أضع بين ايديكم بعض المقترحات، أتمنى أن تحظى بموافقتكم:
أولاً: بقاء برلمانكم بحالة انعقاد دائم من خلال تكليف رئاسته وممثلي فلسطين ومصر والأردن كهيئة لمتابعة الاحداث وتداعياتها وإحاطة التجمعات البرلمانية الوطنية والإقليمية والاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات الدولية المختلفة بحجم الممارسات الإسرائيلية واحاطتهم بكل جديد يجري على أرض فلسطين وفي القدس وغزة اولاً بأول، وطلب موقف إنساني وحقوقي لنصرة المقدسيين والفلسطينيين واستنهاض البرلمانات العربية والإسلامية للقيام بدورها في مخاطبة حكوماتها والاتصال والتواصل مع برلمانات العالم.

ثانياً: السعي لإيقاف العدوان على غزة وحث القيادات العربية لبذل الجهود من اجل ذلك من خلال الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية، وتقديم الدعم الشامل والكامل لسكان غزة ومقاوميها وإعادة الاعمار وتضميد جراحهم والتخفيف من معاناتهم بإيصال الادوية والمواد الاغاثية بصورة عاجلة إليهم ودعم جميع المؤسسات الفلسطينية العاملة فيها لإنقاذ غزة مما حل فيها من كارثة كبرى.

ثالثاً: ممارسة الضغط الدبلوماسي والبرلماني والشعبي لإقناع الولايات المتحدة بإعادة النظر في قرارا الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والعدول عن ذلك القرار.

رابعاً: دعوة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها لتنفيذ القرارات الدولية والاتفاقات والمعاهدات والمواثيق ذات الصلة، بالتطورات القائمة بالقدس او الأراضي الفلسطينية كاملة، واتخاذ الأمم المتحدة موقفاً واضحاً وجلياً مما تمارسه إسرائيل من عدوان وممارسات بحق الشعب الفلسطيني بغزة والمقدسيين.

خامساً: حث الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وجبر اضرارها ومن التدابير الممكن اتخاذها ان تقوم الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي بإنشاء سجل للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الانسان والاضرار التي يتكبدها الفلسطينيون، بسبب سياسات التهويد الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في القدس الشرقية وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.

سادساً: الدعوة لإنشاء هيئة تمويلية لدعم صمود المقدسيين ولتلبية احتياجاتهم، وللتغلب على نقص التمويل الذي يمثل أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية، ويمكن أن تضطلع الهيئة التمويلية بوظائف عديدة مثل تقديم التسهيلات الائتمانية والمساعدات في تمويل وتطوير قطاع الإسكان وتوفير الحوافز لتشجيع الاستثمار والمساعدة في إنعاش القطاع الاقتصادي والتجاري.

سابعاً: صياغة استراتيجية إعلامية منسقة بين دول منظمة التعاون الإسلامي لإعلاء الأصوات الفلسطينية تحدياً للألة الإعلامية الإسرائيلية التي تحاول تشويه قدسية القدس او تُعرض القدس مجرداً من تاريخه.
الاخوة الاجلاء ...
أتحدث إليكم وبلدي يمن الإيمان والحكمة يواجه اليوم امتحاناً عسيراً وحرباً مدمرة وتسلطاً بغيضاً وظلماً وقهراً واستبداداً وتقييداً للحريات وامتهاناً للكرامات واستباحة للدماء والأموال والاعراض والحرمات على يد العصابات الحوثية، لكن قضية فلسطين هي قضيتنا وهي ثابت لا يتغير ولا نقبل الجدل ولا المساومة بشأنه، ولا نعتبر ما نقوم به حيالها ومن أجلها الا واجباً نؤمن به عن يقين ونعطيه كل ما لدينا رغم محنتنا الكبيرة ولا يمكن ان نقبل بالانتقاص او النيل منه، وإننا في الجمهورية اليمنية إذ نؤكد على مواقفنا الثابتة والمستمرة بشأن القضية الفلسطينية وتأكيدات فخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والقيادات اليمنية المتعاقبة، باننا مع الشعب الفلسطيني ومع قيام دولته وعاصمتها القدس ونرفض وندين كل الإجراءات الإسرائيلية.
لان القدس هي أرضنا وأرض كل العرب والمسلمين، ومسؤولية وأمانة اودعها الله عندنا سنسأل يوم الحساب حفظنا ام ضيعنا فمن واجب كل عربي ومسلم ان يدافع عن القدس وعن المسجد الأقصى وحرمته ومكانته التي حفظها الله على مر العصور والازمان، وهي أرض الله المباركة ومطالبون كعرب بكل فعل لإيقاف تلك المأساة الماثلة للعيان على أرض فلسطين وان ننصر الفلسطينيين ونشد من أزرهم.

الاخوة والاخوات...

قبل الختام لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى مصر العظيمة حكومةً وشعباً وإلى قائدها المبجل إبنُ مصر البار فخامة الرئيس المشير/ عبدالفتاح السيسي، بأصدق آيات الشكر والتقدير والثناء والعرفان على ما يقومون به تجاه إخوانهم الفلسطينيين وما يقدمونه من جهود في غزة وبشأنها وبشأن القضية الفلسطينية كاملة، فمصر وشعبها وعظمتها ونبل موقفها والمعدن الأصيل لقيادتها حقائق مؤكدة لا تحتاج إلى تأكيد، وإنها لا يمكن أن ترى ذلك الظلم والضيم بشعب عربي ولا تقوم بواجبها خير قيام ناهيك عن أن يكون هذا الشعب هو جار لها وكانت معه منذ اللحظات الأولى لمحنته وحاربت من اجله عدة حروب.

وكان الإجتماع قد بدأ بكلمة لرئيس رئيس البرلمان العربي عادل العسومي رحب فيها بالمشاركين في الجلسة وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، مستعرضا أهمية انعقاد هذه الجلسة الطارئة التي تأتي في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الغاشم من سلطات الكيان الصهيوني.

فيما تطرق الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك لدعم الشعب الفلسطيني ، مستعرضا مجمل الاوضاع المأساوية التي يتعرض لها الشعب العربي الفلسطيني وأهمية دعم القضية الفلسطينية بإعتبارها القضية العربية والاسلامية المركزية.

متعلقات