ايران تعترف رسمياً بدعمها لمليشيا الحوثي الإرهابية، والحكومة اليمنية تعلق :"هذا انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية وتحدي سافر لإرادة المجتمع الدولي"
الخميس 22 ابريل 2021 الساعة 03:47
الميناء نيوز _ متابعات

أقرت إيران بمشاركتها في حرب اليمن من خلال تقديم الدعم العسكري لحلفائها الحوثيين، وذلك لأول مرة بعد سنوات من إنكار الاتهامات المتكررة الموجهة لها من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف السعودي في دعم انقلاب جماعة (الحوثيين) وإطالة أمد الحرب.  

ويأتي الاعتراف الإيراني في خضم حراك دولي واسع لإنهاء النزاع اليمني، حيث تحاول طهران فرض نفوذها كلاعب رئيسي في الأزمة اليمنية. كما يتزامن مع ما نقلته تقارير إعلامية بأن طهران وعدت باستخدام نفوذها لوقف هجمات الحوثيين على السعودية، وطلبت في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية في فيينا التي قد تقود إلى رفع العقوبات الأميركية عنها.  

وكشف مساعد قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال رستم قاسمي، بشكل صريح مساء امس الأربعاء أن كل ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة ناتج عن مساعدات قدمتها طهران لحلفائها في اليمن، وخصوصا في تكنولوجيا صناعة السلاح، لافتا إلى أن عملية التصنيع تتم في اليمن، وخصوصا الطائرات المسيرة بدون طيار والصواريخ الباليستية.  

وفيما أشار إلى إرسال سلاح “بشكل محدود جدا” إلى جماعة الحوثيين في مطلع سنوات الحرب، أكد المسؤول الإيراني، في تصريحات إعلامية، أنه “لا حاجة الآن لإرسال السلاح”، في إشارة إلى امتلاك الحوثيين ترسانتهم الخاصة.

وأقر قاسمي بالاتهامات السابقة التي دائما ما يكررها التحالف السعودي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي تتهم طهران بإرسال خبراء أسلحة إلى صنعاء لقيادة المعركة بجانب الحوثيين، وقال إن عددهم “محدود جدا ولا يتجاوز عدد أصابع اليد” وأن مهمتهم “تقتصر على تقديم الاستشارات”.  

ولم يصدر أي تعليق من جماعة الحوثيين التي دائما ما تفاخر بأن التطور العسكري الحاصل في صفوفها ناتج عن خبرات يمنية خالصة، رغم أن زعيمها، عبدالملك الحوثي، سبق أن وجه عبارات شكر وثناء خاص للدعم الذي تقدمه إيران لهم، دون الإفصاح عن هويته وما إذا كان عسكريا أو إعلاميا أو ماديا.  

وفي المقابل، اعتبرت الحكومة اليمنية الشرعية، التصريحات الصادرة عن مساعد قائد “فيلق القدس” بأنها تمثل “انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، وتحدي سافر لإرادة المجتمع الدولي”، وفقا لوزير الإعلام معمر الإرياني.

وقال الإرياني، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، إن تصريحات الجنرال قاسمي “تعيد تسليط الضوء على الدور الايراني المزعزع لأمن واستقرار اليمن، ومسئوليته عن المأساة الانسانية التي خلفتها الحرب”. 

وأشار المسؤول اليمني إلى أن الإقرار الإيراني، يكشف عن “استخدام طهران مليشيا الحوثي أداة لتنفيذ أجندتها التوسعية وسياسات نشر الفوضى والارهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب”، مطالباً المجتمع الدولي بـ”النهوض بمسؤولياتهم وفق مواثيق ومبادئ الأمم المتحدة، والضغط على النظام الايراني لوقف تدخلاته المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، ودوره في تقويض الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة للتهدئة وحل الأزمة بطريقة سلمية”. 

وجاءت الاعترافات الإيرانية، بعد ساعات من اتهامات أميركية جديدة ساقها مبعوث واشنطن إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وقال خلالها إن الدعم الإيراني للحوثيين “كبير وحاسم”.  

وأوضح ليندركينغ، الذي تم تعيينه منتصف فبراير/ شباط الماضي مبعوثا لدى اليمن، في إيجاز أمام الكونغرس أمس الأربعاء، إن النظام الإيراني “لم يظهر أي مؤشر على رغبته في حل بنّاء للصراع، اليمني، وسنرحب بوجود أي دور إذا كانوا على استعداد لذلك”. 

متعلقات