خطفت مليشيا الحوثي الإنقلابية، خلال الأيام الماضية، نحو 30 من الكوادر الطبية والعاملين الصحيين في المستشفيات الحكومية بصنعاء بعد رفضهم الالتحاق بجبهات القتال في مأرب والجبهات الأخرى لمداواة جرحى المليشيات
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر طبية قولها، إن مسلحي مليشيا الحوثي خطفوا خلال الأيام القليلة الماضية لأكثر من 12 طبيبا و17 عاملا صحيا من مشافي: الثورة، والجمهوري، والسبعين، وغيرها في صنعاء، في حين أقصت عددا آخر من مناصبهم الإدارية وأحلت مكانهم موالين لها. وأكدت المصادر أن الانتهاكات الحوثية التي طالت منتسبي القطاع الصحي جاء على خلفية رفض عدد منهم يعملون بهيئة مستشفى الثورة العام (أكبر المستشفيات الحكومية في البلاد) ومشاف أخرى لتوجيهات صادرة وزير صحة الانقلابيين طه المتوكل أمرت مسؤولي تلك المشافي بسرعة تشكيل فرق إسعافية ميدانية لإلحاقها بالجبهات لتطبيب جرحى الجماعة. وقال عاملون صحيون إن عددا من زملائهم الأطباء والعاملين الصحيين لا يزالون مخفيين في أماكن مجهولة متهمين مليشيا الحوثي بالوقوف وراء جريمة اختطافهم، خصوصا بعد رفضهم تقييد أسمائهم بكشوف الكوادر التي تم اختيارها للالتحاق بجبهات الميليشيات في مأرب والجوف والضالع والساحل الغربي وحجة لمداواة الجرحى. وكان تقارير إعلامية أكدت قيام الميليشيات أواخر مارس (آذار) الماضي باختطاف نحو 6 أطباء وعاملين صحيين بهيئة مستشفى الثورة العام بعد عملية الاستغناء عنهم وخدماتهم. وتأتي تلك الإجراءات التعسفية المتخذة بحق منتسبي القطاع الصحي في وقت لا يزال يعاني فيه ذلك القطاع من تدهور حاد، خصوصا بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي وفق ما أفادت به تقارير أممية. وكانت الأمم المتحدة حذرت هذا الأسبوع من انهيار الوضع الصحي في اليمن الذي قالت إنه لا يحتمل الانتظار مع دخول الحرب في البلد عامها السابع، ما أثر على مختلف مناحي الحياة. وقالت منسقية الشؤون الإنسانية في تغريدة حديثة على منصة التدوين «تويتر» إن 20.1 مليون شخص في اليمن، يحتاجون إلى المساعدة الصحية. وأكدت أن 51 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل بشكل كامل، وأن 67 مديرية من أصل 333 مديرية، لا يوجد فيها أطباء، وأنه في كل 10 دقائق يموت طفل واحد بسبب أمراض يمكن الوقاية منها. وتسببت الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي عقب انقلابها في سبتمبر 2014م، تسببت بانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية وعملت على تفشي عدة أمراض وأوبئة تسببت بوفاة عشرات الآلاف من اليمنيين.