لاقت حادثة الحريق المأساوية في مركز احتجاز مهاجرين أفارقة في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين غضبا وجدلا واسعين بين أوساط اليمنيين.
واندلع حريق هائل الأحد الماضي في مركز احتجاز يضم نحو 600 مهاجر أفريقي في صنعاء، وتصاعدت أعداد وفيات المهاجرين الذين قضوا في مركز احتجاز تابع لمصلحة الهجرة والجوازات في صنعاء إلى نحو 60 شخصا وأكثر من 150 مصابا، فيما المصابين يعانون من جراح خطيرة، الأمر الذي يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وفقا لمصادر طبية.
وفتحت حادثة الحريق المأساوية في مركز الاحتجاز ثقب بسيط للنظر في المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون في اليمن.
وأطلق ناشطون حملة الكترونية على منصات التواصل الاجتماعي تندد بجرائم الحوثي في اليمن، بينها المحرق الأخيرة بحق اللاجئين الأفارقة على الهاشتاج #HouthisBurnBlackRefugees.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن العديد من المهاجرين المصابين في حالة حرجة، ويجب أن تكون تلبية احتياجاتهم الصحية أولوية عاجلة.
واضافت "نحن نواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب التواجد الأمني المكثف في المستشفيات".
وقالت كارميلا غودو، المدير الإقليمي لمكتب المنظمة الدولية للهجرة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "في حين أن سبب الحريق ما يزال غير مؤكد، إلا أن تأثيره مرعب بشكل واضح".
ودعت المنظمة الدولية إلى إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين في البلاد، وتجديد الالتزام بتوفير خيارات تنقل آمنة ومُنظَّمة للمهاجرين.
وتوالت ردود فعل اليمنيين حول حادثة الحريق المأساوية في مركز الاحتجاز متهمين الحوثيين بإلقاء قنابل حاقة بعد رفض المهاجرين الانضمام لصفوف الجماعة للقتال في صفوفها ضد القوات الحكومية.
وفي السياق قال سفير بريطانيا لدى اليمن مايكل آرون "صدمت بشدة من النيران المروعة على مركز احتجاز الهجرة في صنعاء". وأضاف تعازيّ للضحايا وأفكاري مع كل المتضررين".
وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني غرد بالقول "الجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في احد مراكز احتجاز المهاجرين الأفارقة يفتح ملف واحدة من أخطر جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها، وكيف تعمدت تصفيتهم بدم بارد بعد اعتقالهم وتخييرهم بين القتال أو الاعتقال وابتزازهم مالياً مقابل اطلاقهم".
واستغرب الوزير اليمني من صمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والهجرة إزاء المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في أحد مراكز الاحتجاز وراح ضحيتها مئات اللاجئين الأفارقة.
وقال إن عدم إدانة الجريمة يضع اكثر من علامة استفهام، ويشجع المليشيا للاستمرار في ارتكاب جرائمها".
من جهته قال لكاتب محمد المياحي "الأخدود المرعب الذي صنعه الحوثي باللاجئين الأثيوبيين في صنعاء يضيف دليلا أن إرهاب الحوثي ليس صفة عابرة وناتجة من دوافع داخلية للصراع على السلطة، بل إحدى الخصائص العميقة والنابعة من طبيعة الحركة المتوحشة".
وأضاف "إرهاب الحوثي يتجاوز اليمنيين، خطر عابر ومصدر تهديد للبشرية".
الدكتور رياض الدبعي كتب "أراد الحوثيون استغلال قصف التحالف العربي لمواقع عسكرية بصنعاء خلال اليومين الماضيين. حيث عملوا على احراق مركز المهاجرين الاثيوبيين بصنعاء من أجل الصاق التهمة بالتحالف".
وقال "ما حدث للمهاجرين من قبل الحوثي عملية بشعة ويحب أن يتحرك لها كل الجهات الدولية الفاعلة
وأعاد الدبعي نشر مقطع فيديو للضحايا وقال "شهادة حية تروي تفاصيل قضية إحراق المهاجرين الاثيوبيين في صنعاء من قبل الحوثيين على قناة "بي بي سي".
الصحفي أحمد الصباحي تساءل قائلا: هل كان سبب إحراق أكثر من 180 لاجئ افريقي في أحد الأحواش بالعاصمة المحتلة صنعاء بسبب رفضهم الذهاب للجبهات مع الحوثي؟!
وأضاف: أين المنظمات لماذا سكتت عن هذه الجريمة الكبيرة؟
ونشر الصباحي مقطع فيديو وقال إن مليشيات الحوثي بصنعاء تفرض طوقا أمنيا على المستشفيات التي يتواجد فيها مئات المصابين الأفارقة بعد أن احرقتهم بالأمس بشكل جماعي في أحد مراكز الاحتجاز".
في حين قال الإعلامي محمد الضبياني "انتفض العالم في وجه جريمة ارتكبها شرطي أمريكي بحق جورج فلويد، بينما أحرقت مليشيا الحوثي مئات المهاجرين الاثيوبيين في صنعاء ولم نسمع أي تنديد أو استنكار في ظل صمت إعلامي صادم تجاه محرقة أقل ما يمكن وصفها أنها جريمة ضد الإنسانية".
كذلك الاعلامي عبدالله إسماعيل غرد قائلا: "كان واضحا أن رفض اللاجئين التوجه للحرب مع جماعة الحوثي ستكون عواقبه سيئة".
وتابع "ذلك ما حدث لمن رفض من الاثيوبيين في مركز احتجاز اللاجئين في صنعاء، الانباء تتحدث عن هجوم حوثي انتهى باحراق المركز بما فيه".
أما الخبير العسكري السعودي زايد العمري فقال رسالة اليوم أوجهها إلى رئيس الولايات المتحدة الامريكية بايدن وأقول : ماذا بعد حرق البشر من جريمة حتى يتم رفع الحوثي من قائمة الارهاب.
الاعلامي توفيق الشرعبي قال "مليشيات الحوثي اعتقلت العشرات من المهاجرين الأفارقة في صنعاء ووضعتهم في السجن ورموا عليهم قنابل حارقة مما أدى الى مقتل واحراق العشرات منهم".
وأضاف "بعد انتشار المقاطع والصور حاولت مليشيات الحوثي اخفاء الجريمة وقالوا بأن الحادثة ناتجة عن حريق في السجن" متابعا "الحوثي عدو البشرية".
بدوره المحلل السياسي غمدان اليوسفي كتب "الحوثيون فرضوا على كل مهاجر مبلغ 125 ألف ريال مقابل تصريح إقامة مؤقت أو 70 ألف ريال لإيصالهم إلى المناطق التابعة للشرعية في القبيطة والضالع وغيرها، وماعدا ذلك فيتم تخييرهم بين القتال في الجبهات أو احتجازهم".