يسطر أبطال القوات المسلحة في مختلف ميادين العز والشرف أروع البطولات والملاحم الوطنية الخالدة بإرادة لا نظير لها وعزم لا يلين وخطى ثابتة لا تعرف التململ والارتجاف، ماضون بكل إصرار في طريق الانتصار للوطن من مشاريع الارتهان والارتزاق والإرهاب والفوضى الممثلة في مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران وكافة القوى المتخادمة معها، وهي غاية وطنية سامية عزموا على إدراكها مهما كلف الثمن وتكالب الأعداء.
في الميدان يرابط الأبطال ذودا عن حمى الوطن وحفظا لمصالحه العليا بمعنويات عالية سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته، عيدهم نضال وتضحية وفداء من أجل وطنهم وشعبهم ومستقبل بلادهم التي تشربوا بحبها ونذروا أنفسهم وجهودهم للدفاع عنها ورفع رايتها عالية خفاقة.
صحيفة “26 سبتمبر” رافقت أبطال القوات المسلحة في ميادين وجبهات القتال خلال أيام عيد الأضحى المبارك مستطلعة آرائهم وأقوالهم حول قضائهم لأيام العيد في ثكناتهم العسكرية، كما استطلعت آراء الإعلاميين والناشطين وأفراد المجتمع بهذا الصدد، فإلى تفاصيل ذلك.
عظمة الأبطال
كانت البداية مع العقيد/ عبد الباسط البحر نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز، والذي تحدثَ لـ 26 سبتمبر عن عظمة وتضحيات الأبطال في المتارس قائلا: صمود الأبطال في ظل هذه الظروف المختلفة وطقوس تعز المتعددة وتحت القصف والقنص على المحافظة من أقصى الجنوب الشرقي إلى أقصى الجنوب الغربي في دائرة قطرها 193كم وفي أكثر من 40 نقطة تماس مباشر مع العدو وللعام السادس من الحرب ويأتي عليهم العيد الـ(12) ” 6 فطر و6 أضحى”، وأعيادهم في متارسهم بكل ثبات، قابضين على زناد الكرامة في ميادين العزة، يعد هذا انتصارا كبيرا بحد ذاته، وصمودا أسطوريا لا مثيل له، وبهذه المناسبة نقدم لهم التحية الخالصة وأسمى آيات التقدير.
ثمرة النضال
وأضاف: يمر على الأبطال 6 أشهر وربما أكثر دون مرتبات ناهيكم عن بقية الاستحقاقات، لكننا نجدهم في مختلف البطولات والتضحيات و ساحات النضال الوطني مفارقين أحبائهم معانقين بندقيتهم، هجروا الراحة والظل وسهروا على الثغور يحرسونها ، مؤكداً أن العيد عيد الأبطال ، والفرح فرحهم، فالعيد : هو ما يصنعونه من بطولات؛ وما يحرزونه من نصر وتقدم.
عدالة القضية
وقال البحر مخاطبا أبطال القوات المسلحة: “إن عيدكم هو في نبل أهدافكم، وعدالة قضيتكم وصمودكم في مواقفكم، وثباتكم في معارك الشرف والبطولة تناجزون الفئة الباغية المعتدية، وتكسرون انقلابها على الإرادة الشعبية، مؤكداً -أنتم كرامة الوطن، وشرف المجتمع، وروح الإنسان، وذروة سنام الحق.
وأضاف إن عيدكم في المواقع وصمودكم بالجبهات، وسط البارود والنار، وأنتم تصدون الغزاة المجرمين، وتتصدون للبغاة الانقلابيين، وتقتحمون أوكارهم؛ هو العيد الحقيقي الذي سيصنع الابتسامة للأجيال، في الحاضر والمستقبل، وكل يوم تقاومون فيه الغزاة فهو عيد.
ثبات واستبسال
العقيد / وهيب الهوري -قائد الكتيبة 11 باللواء 22ميكا، تحدث قائلاً: يأتي عيد الأضحى المبارك وأبطال القوات المسلحة يضحون بأنفسهم وأرواحهم في سبيل هذا الوطن ويسدون الثغور تاركين أطفالهم ونساءهم في يوم العيد من أجل أن يأمن أبناء الوطن جميعا.
وأضاف ” كم أنتم عظماء أيها الأبطال وأنتم صامدون في متارسكم لا تلين لكم قناة ولا يهدأ لكم بال ولا ينام لكم جفن وتكابدون كل الصعاب وتصعدون التباب والهضاب وتستبسلون في الدفاع عن الأرض والعرض”.
وأشار إلى أن كل العوامل التي نواجهها، وتعتري طريقنا كي تفرض علينا واقعا معينا من منغصات وغيره، ليست حجر عثرة نتوقف عندها بل تصنع لنا حفز الهمة خاصةً ونحن نستمتع في رباطنا بالجبهات بالأعياد ومنها عيد الأضحى تواقين للحرية والكرامة.
عيد جديد
فيما تحدث حافظ االحميدي، ضابط باللواء 22، عن عظمة عيد الأضحى المبارك في الجبهات، حيث قال: إن أبطال القوات المسلحة في طريقهم لصناعة عيد جديد باستكمال تحرير اليمن.
وأضاف الأحداث العظيمة الإيجابية التي تصنع نقاط تحول فارقة في حياة الأفراد أو الشعوب أو الأمم يتم اتخاذها أعياداً يعتزون ويحتفلون بها في كل عام.
عطاء لا يتوقف
وقال الحميدي لـ” 26 سبتمبر”: إن الأبطال لا تثنيهم الهموم الكبيرة لذا فإنهم يتحلون بمعنويات عالية وإن تأخرت الرواتب وشحة الامكانيات، وغالبا ما يتعجب الكثير لهذا الحال وهذه الإرادة الصلبة لأبطال القوات المسلحة المرابطين في الجبهات، ولا عجب في ذلك أصلا، فالعطاء والبذل من أجل الوطن إحدى القيم النبيلة المتأصلة لديهم.
عزائم عالية
بلال الحكيمي، ناشط مجتمعي، قال لـ” 26 سبتمبر” في إطار حديثه عن عيد الأضحى في الجبهات: يأتي مجدداً عيد الأضحى وأبطال القوات المسلحة في جبهاتهم، وخنادقهم ومتارسهم مدافعين عن الجمهورية والوطن ومكتسباته، في صمود ونضال أسطوري قل أن نجد له نظير.
مشيداً بالمشاهد الحية لتضحيات الأبطال بدمائهم وهم يواجهون المليشيا الحوثية، متحلين بشرف الانتماء وكرامة الهوية، مستبسلين في الدفاع عن الجمهورية وتخطي الصعاب والمشاق في سبيل ذلك.
من ناحيته يقول طلال محمد سعيد، ضابط باللواء 22 ميكا ” يأتي العيد وكل أبناء وطننا الحبيب بين أحضان أسرهم آمنين مطمئنين لأن هناك جيشا يحميهم ويذود عنهم العدو المتربص بهم، مشيراً إلى أن الجيش حطم كل أحلام وطموحات المنقلبين على الشرعية الدستورية ممن أرادوا إرجاعنا إلى عصور الظلام والكهنوت والاستبداد.
يضيف: إن الجيش تحدى كل الصعاب والعقبات، متجاوزا حقول الألغام بدون كاسحات، متسلقا الجبال الشواهق حافي القدمين، يقتحم متارس المليشيات بلا تردد، بصمود واستبسال لا تقهره الظروف، مثمناً العزيمة التي يمتلكها الأبطال في ظل كل المعوقات التي زادت من إصراره وثباته ونضاله وإيمانه بما جاء من أجله.
صمود أسطوري
أما الإعلامي/ محمد عبد الله، فقد تحدث بكل اعتزاز وفخر عما يسطره الأبطال في الجبهات، قائلاً: إن أبطال القوات المسلحة والمقاومة الشعيبة البواسل يواصلون صمودهم الأسطوري في ميادين العزة والكرامة بالخطوط الأمامية في مختلف جبهات القتال للعام الخامس على التوالي ضد المليشيات الانقلابية وأياديهم على الزناد وأعينهم صوب تحرير ما تبقي من أراضي الوطن ومؤسسات الدولة وحال أنفسهم يردد إما النصر أو الشهادة.
مضيفاً فهم لا يأبهون بأعيادهم فأعيادهم هي جبهاتهم ومتارسهم هي مصدر اعتزازهم وافتخارهم، وقد حملوا معاناة وطنهم وأخذوا على عاتقهم الدفاع عن حقوقه وحماية مكتسباته وصيانة حريته في ظل مؤامرات تحاك ضده.
وواصل قائلاً: سيظل أبطال الجيش مسنودين برجال المقاومة الشعبية، صامدون في رباطهم في ميادين القتال بعيد الأضحى المبارك كباقي أيامهم في مواصلة نضالهم، ثابتون في مواقعهم ثبات الجبال يرصدون كل تحركات للعدو واقفين لهم بالمرصاد يفشلون كل محاولات للعدو بالتقدم والتسلل إلى مواقعهم.
مشيراً إلى أن الجيش يسطر أروع الملاحم البطولية العظيمة، في ظل عزائم قوية وروح معنوية عالية، مجددين العهد لله وللوطن وقيادته العسكرية بالمضي قدماً في سبيل قضيتهم العادلة التي خرجوا من أجلها وقدموا قوافل من أرواح الشهداء ودمائهم الزكية والمتمثلة بتحرير كل شبر من أرض الوطن وتخليصه من أيادي المليشيات الانقلابية ودحرهم، وإعادة الشرعية للبلاد.
ثمن الحرية
وقال أيوب الكهالي -ضابط في التوجيه المعنوي: بينما يحتفل الشعب اليمني بعيد الأضحى المبارك وكل يعيش الطقوس العيدية الفرائحية وسط أبنائه واسرته واصحابه، فهناك من تخلوا عن الأعياد والاحتفالات والأفراح واستبدلوا المنازل بالجبهات، والأبناء والأسرة بزملاء ورفاق النضال، وثياب العيد بحرارة الشمس وغزارة الأمطار وهبوب الرياح.
واضاف قائلاً: إنهم اولئك المقاتلين الأبطال الذين جعلوا من جبهات العزة والكرامة وطناً يحتفلون فيه ويفرحون، فهم لم يختاروا هذا الطريق إلا لأنهم يعرفون حق المعرفة بأنه لولا هذه التضحيات وهذا الفداء والصمود لاختفت الأفراح والأعياد لعشرات السنين إن لم تكن مئات السنين القادمة، هم يعلمون أن كفاحهم وثباتهم وبطولاتهم تقي هذا الشعب من العودة لعصور التخلف والاضطهاد والظلم والاستبداد، كل ذلك فقط لأنهم أحرار تهون عليهم التضحيات مهما كان حجمها مقابل حريتهم وكرامتهم ومستقبل الأجيال من بعدهم.
وأفاد بأننا عقدنا العزم ووهبنا حياتنا وأرواحنا فداء للوطن، وإن أعيادنا هي انتصاراتنا وجبهاتنا هي أوطاننا ومنازلنا حتى نحقق أهدافنا المقدسة التي ضحينا من أجلها، مؤكداً، أن أولئك الرجال هم منبع الحرية، ومن يجب أن يفتخر بهم وترفع لهم القبعات إجلالا واحتراما لتلك البطولات التي يسطرونها يوما بعد يوم.
حصن منيع
وعن فرحة المقاتلين الأبطال وهم يقضون عيدهم في المتارس والجبهات، يقول رياض مهيوب لـ”26سبتمبر”: لا يتنازل أحد عن سعادته وفرحته من أجل الآخرين إلا صاحب نفس عالية، وتجلى هذا في أبطال القوات المسلحة وأفراد المقاومة الشعبية في أيام عيد الأضحى المبارك وغيره من الأعياد وفي سائر الأيام بما يقدمونه في سبيل الدفاع عن تراب هذا الوطن، وما أعظمها من تضحية لا يفعلها إلا الأبطال العظماء الذين امتلأت قلوبهم حباً لهذا الوطن، وأكبر من ذلك تواجدهم يوم العيد في متارسهم بثياب بالية ممزقة، وأقدامٍ حافية.
وأضاف لولا تضحياتهم وتواجدهم بالأعياد في المتارس والجبهات لحولت المليشيا الحوثية الإجرامية أعياد الناس إلى مآسي وأحزان كما كانت تفعل من قبل، فأبطال الجيش سدٌ منيع، وحصنٌ متين وعلى جميع أن يعرفوا هذه الحقيقة، وعلى الحكومة أن تسندهم في مسألة انتظام الرواتب.