قبائل مأرب.. مدفع جمهوري يقض مضاجع الكهنوتيين - (تقرير)
الاربعاء 15 يوليو 2020 الساعة 23:34
الميناء نيوز- متابعات
كان خيارهم واضحا منذ البداية، ففي تاريخ 18 /09 /2014م أي قبل سقوط صنعاء بيد المليشيا الحوثية المتمردة بثلاثة أيام أسسوا مطارح "نخلا" ومطارح نجد المجمعة فقد كان المأربيين يعرفون جيداً ماذا يعني أن تحكمهم عصابة.
فما إن تبين أن العاصمة صنعاء ستسقط بيد مليشيا الحوثي حتى هبّت قبائل مأرب إلى الحدود الغربية والجنوبية للمحافظة وأقامت المطارح بمناطق السحيل ونخلا"شمال" و نجد المجمعة"جنوب" للدفاع عن المحافظة وحمايتها من فوضى الجماعات المسلحة وللحفاظ على المصالح العامة فالوضع يتطلب وجود مطارح لاستمرار توافد المقاتلين.
من عادات القبائل في مأرب وبعض المحافظات اليمنية أن تقوم بإنشاء مطارح عند بروز قضية وطنية أو أي قضايا أخرى أكبر من حجم الخلافات القبلية، حيث تقوم بنصب خيامها في منطقة معينة، وقد تظل لأشهر أو لسنوات، كما فعلت قبائل مأرب إبان انتفاضة 2011، حينها أقامت قبائل مأرب المطارح غرب المحافظة حفاظاً على أمن المحافظة وتأمين الطريق وظلت تلك المطارح لأكثر من عام.
وحدة القبيلة
تلك المطارح جمعت كل القبائل، وكل الأحزاب، لهدف واحد، هو حماية مأرب التي باتت تمثل الجمهورية، وأصبحت آخر قلاع الجمهورية، فالجميع يعرف أن الحوثيين لن يواجهوا مقاومة حقيقية إن لم يواجهوها في مأرب.
في تلك الفترة كان ميزان القوة العسكرية يميل لصالح المليشيا الحوثية إذ كانت تقاتل بأسلحة دولة لا ينقصها إلا الطيران، وتعززت قوتهم العسكرية عقب سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 واستيلائهم على معسكرات الجيش ومن أبرز الأسلحة التي يتفوقون بها الدبابات والمدرعات، ومضادات الطيران والصواريخ والمدفعية الثقيلة ومع ذلك لم ترتهب القبائل ومضت في مجابهة المليشيا بما توفر لها من سلاح وفي الوقت نفسه كان لديها عوامل قوة غير السلاح.
يشير محللون عسكريون إلى أن المواجهة في مأرب تختلف عن غيرها من المحافظات لعوامل عدة، منها توحّد جبهة القبائل ضد الحوثيين، والطبيعة الصحراوية التي لا تساعد الحوثيين على القتال لتمرسهم على مواجهات الجبال، بالإضافة إلى ضعف الحاضنة الشعبية لهم.
ذوبان الخلافات
عندما احتشد أبناء مأرب بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، وانضوى الجميع تحت راية الدفاع عن مأرب وعن مصالح الوطن وحمايتها من أي اعتداء أو عدوان قد ينشر الفوضى في المحافظة الحيوية شريان اليمن الحي وقلبه النابض بالحياة ، انصهرت الحزبية والعنصرية القبلية وذابت تحت قوة الولاء للوطن وواجب الدفاع عن المحافظة والمصالح العامة.
لا تظهر أية علامة تشير إلى انتماء قبائل مأرب لأي حزب أو جماعة، وإنما انتماء خالص لمأرب وللقبيلة، وجميع الفعاليات التي ينفذها أبناء مأرب تطغى عليها عادات وتقاليد متعارف عليها بين القبائل بمأرب منذ الأزل.
دفاعا عن الجمهورية
باحتشاد القبائل واتخاذ قرار مواجهة المليشيا اعتبر محللون تلك الإرادة نواة ومسيرة استعادة اليمن وإعادة الاعتبار للتاريخ والجغرافيا واستعادة قوة وشجاعة أحفاد سبأ أولوا القوة والبأس الشديد إذ تجمعت أيادي سبأ مجددا وبدأت نواة المقاومة بالتشكل وتم إعادة بناء الجيش حين كانت اليمن بمدنها وقبائلها تتهاوى أمام عصابات الحوثي.
رافعة اليمن الجديد
مثلت القبائل والحاضنة القبلية بمحافظة مأرب المكان المناسب لإعادة بناء الدولة والمؤسسة العسكرية بشكل أخص، حيث حققت المطارح أهدافها منذ الوهلة الأولى ومنعت مليشيات الحوثي من التوغل والسيطرة على المحافظة، التي أصبحت عاصمة عسكرية للشرعية ومنطلقاً لاستعادة الجمهورية وانهاء الانقلاب.
وتلقت مليشيات الحوثي أول هزيمة وانكسار لها بعد نشوة سيطرتها على صنعاء وعمران ومحافظات يمنية عدة، على أسوار مأرب حيث تلقت في منطقة قانية أول هزيمة لها،وكسر نشوتها وكانت أول انتصار في معركة استعادة الدولة على أيادي قبائل مأرب، التي تجمعت في مطارح نجد المجمعة جنوب المحافظة.
وبينما كانت القبائل تقاوم مليشيات الحوثي وتمنعها من الدخول من شمال المحافظة في مطارح نخلا والسحيل شمال مأرب كانت القبائل في نجد المجمعة تخوض حرباً ضروساً مع المليشيات الحوثية جنوب المحافظة، حيث خاضت القبائل المعركة الأولى في قانية، وتم كسر شوكتها بتاريخ 25مارس 2015م، من منطقة قانية، وذهبت علها تجد منطقة أخرى تستطيع دخول مأرب منها في منطقة حريب، إلا انها باءت بالفشل.
تاريخ رافض للإمامة
تاريخ مأرب منذ القدم مشهود له بمقاومة ومقارعة الإمامة والكهنوت، ولا تخفي المليشيات الامامية عدائها لقبائل مأرب فهو موثق ومشهود في كتبها التاريخية ومدى تحريض أممتهم على هذه القبائل باعتبارها قبائل رفضت الخضوع والقبول بالإماميين كأوصياء على أبناء البلد والمنطقة.
متعلقات