وصلت قوات الاحتلال هجماتها ضد المناطق الفلسطينية، ونفذت حملات اعتقال ومداهمة، تخللها اندلاع مواجهات شعبية، في وقت استمرت فيه هجمات المستوطنين العنصرية، والتي طالت هذه المرة مئات من أشجار الكرمة، في مدينة بيت لحم جنوب الضفة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابا، بعد توقيف مركبته، في بلدة عزون التابعة لمدينة قلقيلية شمال الضفة، حيث قام جنود الاحتلال خلال العملية بالاعتداء على الشاب بالضر.
وكان مدخل البلدة شهد مواجهات شعبية حامية ليل الأحد، تخللها إلقاء الشبان زجاجات حارقة، تجاه دوريات الاحتلال، وسيارات المستوطنين، فيما قام جنود الاحتلال بإغلاق مدخل البلدية، واحتجاز عربات المواطنين العائدين لمنازلهم.
كذلك احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة أطفال قرب بوابة الجدار الفاصل، في قرية العرقة غرب جنين شمال الضفة، وأجرت تحقيقات ميدانية معهم قبل أن تطلق سراحهم.
وقالت مصادر محلية، إن الجنود اعتقلوا الفتية الخمسة، ونقلوهم إلى نقطة عسكرية للاحتلال، وجرى التحقيق معهم لعدة ساعات قبل أن يتم الإفراج عنهم في وقت لاحق.
جدير ذكره أيضا، أن قوات الاحتلال اعتقلت مساء الأحد، سيدة قرب حاجز حوارة العسكري، القريب من مدينة نابلس شمال الضفة، بعد أن قامت بوضع الأغلال في يدبها.
إلى ذلك فقد اقتحمت قوات الاحتلال حي أم الشرايط بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وقامت بالاعتداء على الصحفي كريم خمايسة خلال تغطيته الاقتحام.
ومن مدينة القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشابين كريم أحمد عبيد ومجد مروان داري، من بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين عبيد وداري من محيط مسجد الأربعين، عقب اقتحامها البلدة والاعتداء على عدد من المواطنين بالضرب.
وخلال الاقتحام اندلعت مواجهات عنيفة في محيط المسجد، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص تجاه المتظاهرين، وقامت أيضا بمداهمة أحد المنازل، وفتشته وتعمدت تخريب محتوياته.
وتتعرض بلدة العيسوية في القدس، منذ أكثر من أربعة أشهر لحملة إسرائيلية احتلالية شرسة، تمثلت في فرض خصار على البلدة، وتنفيذ عمليات اقتحام وتفتيش شبة يومية، تخللها اعتقال مئات المواطنين، بينهم أطفال صغار ونساء، كما تقوم تلك القوات باستهداف المواطنين بالرصاص، وهو ما أوقع شهيدا وعشرات الجرحى.
وكانت تلك القوات اعتقلت ليل الأحد، نائب مدير عام دائرة أوقاف القدس ناجح بكيرات، عقب اقتحام منزله في بلدة صور باهر بالقدس المحتلة.
أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أخضعت الشيخ بكيرات للتحقيق، في أحد مراكز التوقيف في القدس المحتلة، قبل أن تطلق سراحه صباح الاثنين
جدير ذكره أن الهيئات الإسلامية ونشطاء القدس، حذروا من استغلال الاحتلال لتفشي فيروس “كورونا” باتخاذه إجراءات تمس بالمسجد الأقصى، وأكدوا على ضرورة المواظبة على الصلاة في المسجد، بالرغم من وقفها داخل المساجد المسقوفة، للتصدي لاقتحامات المستوطنين اليومية، ومخططات الاحتلال لإعلاق المسجد، ضمن المساعي الرامي لتهويده وتقسمه مكانيا وزمانيا، خاصة في ظل مواصلة الاحتلال التعرض لقامات دينية وسياسية في القدس، واستمراها في إبعاد المصلين عن الأقصى لفترات متفاوتة.
وفي هذا السباق، أبعدت قوات الاحتلال، الأحد، المواطنة المقدسية نهلة صيام عن المسجد الأقصى المبارك خمسة عشر يوماً، وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الفتاة من أمام “مصلى باب الرحمة”، واحتجزتها ساعات عدّة قبل أن تفرج عنها وتسلمها قرار الإبعاد مع غرامة مالية.
وواصل المستوطنون عمليات الاقتحام لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، ودخل هؤلاء الاثنين من “باب المغاربة”، وأجروا جولات استفزازية تركزت قرب “مصلى باب الرحمة”، والذي يريد الاحتلال السيطرة عليه وتحويله لـ “كنيس يهودي”.
وضمن الخطط الاستيطانية، شرعت سلطات الاحتلال، الاثنين، ببناء جدار إسمنتي يفصل منطقة الشيخ سعد عن قرية صور باهر جنوب القدس المحتلة، ضمن مسار الجدار الفاصل، الذي سيعزل أكثر من ستة آلاف مواطن من صور باهر عن باقي سكان القرية.
ويقع الجزء الأكبر من قرية صور باهر داخل حدود المنطقة التي ضمّتها دولة الاحتلال إليها، رغم امتلاك سكانها نحو أربعة آلاف دونم من الأراضي في المناطق (أ وب و ج)، بموجب “اتفاقيات أوسلو”، والتي لا تستطيع السلطة الفلسطينية الوصول إليها، أو تقديم الخدمات فيهما بسبب الاحتلال.
وتشير أرقام الرصد، إلى أن سلطات الاحتلال، التي بدأت منذ العام 2002 ببناء الجدار الفاصل، قامت منذ العام 2009 بهدم 69 مبنًى في صور باهر، بحجة عدم الترخيص، والمعروف أن هذا الجدار يمتد لـ 770 كم، ويعزل ما مساحته 733 كم2 من أراضي المواطنين وسيستولي الاحتلال من خلاله على القدس ومنطقة الأغوار.
كذلك تواصلت هجمات المستوطنين العنصرية والإرهابية، حيث قام مستوطنون، بقطع عشرات أشجار الكرمة في منطقة “بيت اسكاريا” الواقعة وسط تجمع “غوش عصيون” الاستيطاني المقام، جنوب بيت لحم.
وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إن المستوطنين قطعوا 50 شجرة كرمة معمرة، تعود لأحد سكان المنطقة.
وأشار إلى أن المستوطنين وقوات الاحتلال يستغلون الظروف التي تمر بها محافظة بيت لحم، ويقومون بتقطيع الأشجار وتخريبها، مؤكدا أهمية تشكيل فرق حراسة.
يذكر أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تم تقطيع ما مجموعة 1200 شجرة زيتون وكرمة في أراضي بلدة الخضر وقرية وادي فوكين في محافظة بيت لحم
من جهتها أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، اقتحامات المستوطنين المتطرفين المتصاعدة والمتعمدة للقرى والمدن والبلدات الفلسطينية واعتدائهم على المواطنين العزل وممتلكاتهم وارضهم ووصفتها بـ “الهمجية:، واكدت على أن هذا التصعيد “المتعمد والممنهج والمدعوم من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلية يأتي في اطار استكمال مخطط اسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية وفرض السيادة عليها وتمكين قبضة المستوطنين الارهابيين واطلاق يدهم لاستباحة كل ما هو فلسطيني”.