في المملكة المتّحدة، طوّر فريق من الأطباء تطبيقاً ذكياً جديداً قادراً على كشف الإصابة باليرقان، المعروف أيضاً بـ"الصفار"، لدى المواليد الجدد. وفيه، يظهر لون أصفر فاقع في حدقة العينين، كما يصطبغ الجسم باللون نفسه، ويتغيّر لون البول أيضاً. ويصيب ما يربو على نصف الأطفال حديثي الولادة عالمياً.
وعلى الرغم من أنّ غالبية إصابات اليرقان غير مؤذية، يمكن أن يتعرّض الدماغ لأحد أشكال السميّة العصبيّة في الحالات الشديدة منه، ما يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة بإعاقة على غرار فقدان السمع، أو حالات عصبيّة من بينها شلل الدماغ والتأخّر في النمو.
واختبر علماء من جامعة "كوليدج لندن" البريطانيّة و"مستشفيات جامعة كوليدج لندن" التطبيق على عيون 37 من المواليد الجدد، وعالجوا الصور التي حصلوا عليها بغية إزالة عوامل تؤثر في ضوء خلفيّة الصورة فتؤثِّر سلباً في دقّتها.
بعد مقارنة نتائج الصور مع نتائج اختبارات عينات الدم المأخوذة من الأطفال، يزعم العلماء أنّ التقنية الجديدة نجحت في رصد جميع الحالات التي تستلزم علاجاً ضروريّاً، و60 في المئة من تلك التي لا تتطلّب علاجاً.
في سياق متصل، أورد الدكتور تيرينس ليونغ، من جامعة "كاليفورنيا" الأميركيّة في لوس أنجليس "في كثير من أنحاء العالم، تعتمد القابلات والممرضات على حاسة النظر وحدها من أجل التأكّد من إصابة المولود باليرقان أو خلوه منه".
اقرأ المزيد
خليوي للكشف عن الإدمان رغم كونه… إدماناً!
قوانين استخدام الهاتف أثناء القيادة في بريطانيا... المحظورات والعقوبات
هاتف يقتل مراهقة في حوض الاستحمام بعد سقوطه منها أثناء شحنه
وأضاف "لكن تلك الوسيلة غير دقيقة، خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال حديثي الولادة ذوي البشرة الداكنة. أمّا طريقتنا التي تعتمد على الهاتف الذكيّ فتقدِّم تقييماً أكثر دقة، ما يضمن اكتشاف الحالات الخطيرة. وبينما ننتظر دليلاً (على كفاءة التطبيق) عبر إجراء تجارب أوسع نطاقاً، نعتقد أنّ الطريقة الجديدة التي تُستخدم في شكل تطبيق ذكيّ، يمكن أن تسهم في درء وفيات الأطفال حديثي الولادة التي يتسبّب بها اليرقان المتفاقم عالمياً".
واستطراداً، يُشار إلى أنّ الأطباء يجرون حالياً تجربة أوسع تشتمل 500 طفل في غانا بغرب أفريقيا.
في تطوِّر متصل، أفاد فيليكس أوتلاو، الباحث الأول في الدراسة المنشورة في مجلة "بلوس وان" العلميّة المتخصِّصة، بأن "طريقة الفحص لدينا لن تتطلّب أجهزة خاصة باستثناء الهاتف الذكيّ، ويكلِّف ذلك عُشْر تكلفة الأجهزة التجاريّة المُستخدمة في المملكة المتحدة".
وتابع "نظراً إلى أنّ الهواتف الذكيّة شائعة حتى في المناطق الفقيرة والنائية من العالم، سيكون للقدرة على استخدامها من أجل الكشف عن اليرقان تأثير إيجابيّ كبير".
في الواقع، يعدّ تطبيق الكشف عن اليرقان جزءاً من موجة جديدة من أدوات تستند إلى الهواتف الذكيّة تُستخدم في الكشف عن أمراض وحالات صحيّة عدّة، وقد أصبحت مُتاحة بفضل التطوّرات التي تشهدها تكنولوجيا البرمجيات والكاميرات.
وفي 2017، طوّر باحثون في جامعة واشنطن تطبيقاً مماثلاً للبالغين، على أمل التوصّل إلى تشخيص أفضل لليرقان لدى مرضى السرطان.
(تقارير إضافيّة من الوكالات)