يبحث البرلمان العراقي اليوم (الأحد)، مصير القوات الأميركية في البلاد البالغ عديدها 5200 جندي بعد اغتيال رئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
وينظر إلى جلسة البرلمان العراقي اليوم على أنها بين الأكثر أهمية في تاريخه. واعتبر نواب موالون لإيران أن من يعارض التصويت على خروج القوات الأميركية «خونة»، في وقت يسعى الأكراد والسنة داخل المجلس إنقاذ الوجود الأميركي الذي يقابل النفوذ الإيراني المتزايد في البلاد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وصرح نائب في البرلمان ظهر اليوم بأن النواب السنة والأكراد لم يحضروا الجلسة المقررة لمناقشة إلغاء الاتفاقية الأمنية وإنهاء وجود القوات الأميركية في العراق.
وقال النائب كاظم الصيادي ، للصحفيين في البرلمان: «لغاية منتصف النهار لم يحضر نواب التحالف الكردستاني ولا النواب السنة إلى البرلمان لمناقشة تداعيات الخروقات التي تقوم بها القوات الأميركية في العراق وإلغاء الاتفاقية الأمنية بين البلدين». وأضاف أن «رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي سيحضر جلسة البرلمان لكشف الخروقات الأميركية في العراق خاصة، وأن القوات العسكرية الأميركية أصبحت تحارب القوات العراقية والحكومة وإهانة الدستور وإثارة الفرقة في البلاد»، على حد وصفه. وذكر أن «مطالبنا في جلسة اليوم هو إخراج القوات الأميركية بالكامل من العراق وإلغاء الاتفاقية الأمنية ، وسنطلب من رئاسة البرلمان فضح جميع أسماء النواب الذين لم يحضروا جلسة البرلمان».
ويقول المسؤول الأميركي السابق والباحث في مركز «أتلانتيك كاونسيل» للأبحاث توم واريك لوكالة الصحافة الفرنسية «من خلال حلفائه في العراق، سعى قاسم سليماني لرحيل القوات الأميركية». ويضيف «إذا انسحبت القوات الأميركية، فإن ذلك يمنح سليماني انتصاراً بعد مماته».
وأعلنت واشنطن بعد التصعيد الأخير نشر نحو 3500 جندي إضافي في المنطقة. كما قرر التحالف الدولي ضد المتطرفين خفض عملياته العسكرية في العراق، وتعزيز الاجراءات الأمنية في المواقع التي توجد فيها قوات أميركية. وقال مسؤول عسكري أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنقوم بعمليات محدودة ضد تنظيم (داعش) مع شركائنا».
ووصل جثمان سليماني فجر الأحد إلى مطار الأحواز جنوب غربي إيران حيث اجتاح حشد هائل شوارع المدينة للمشاركة في تشييع قائد فيلق القدس، قبل أن ينقل جثمانه إلى طهران ثم مشهد (شمال شرق) وقم (وسط)، قبل دفنه الثلاثاء في مدينة كرمان، مسقط رأسه جنوب شرقي البلاد.
وأعلنت هيئة «الحشد الشعبي» العراقي أن جثمان المهندس نقل إلى إيران أيضا لإجراء عملية فحص الحمض النووي بسبب «تشابك الأشلاء» مع سليماني.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد وزير الخارجية الإيراني للمجيء إلى بروكسل، على ما أفاد بيان صدر عن الاتحاد، وحض مرة جديدة على «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط.