العرب يهيمنون على الانتخابات الكندية... ومفكر مسلم يثير الجدل
الاثنين 21 اكتوبر 2019 الساعة 17:22
الميناء نيوز- متابعات

على الرغم مما تعرف به من طقس شديد البرودة وتساقط الجليد طوال فصل الشتاء، وفي حين لا يعرف الكثيرون عن سياساتها، غير أن كندا تشهد اليوم الاثنين انتخابات هي الأكثر سخونة وإثارة. وبينما لا يهتم الكثير من الشرق أوسطيين بما يجري داخل ذلك البلد البعيد الذي يقع في الجزء الشمالي من قارة أميركا الشمالية، لكن المشهد السياسي بها بات يعج بالكثير من العرب والمسلمين، حيث يتنافس على مقاعد البرلمان في الانتخابات الفيدرالية الكثير من ذوي الأصول العربية والمسلمين من جنسيات أخرى، الذين ينتمون على الأغلب للحزبين الرئيسين الليبرالي (وسط) والمحافظين (يمين).

تسعة مرشحين من ثلاث جنسيات عربية يخوضون الانتخابات الكندية، بينهم أربعة على قوائم الحزب الليبرالي، أحدهم لبناني الأصل وثلاث سوريين، فيما يترشح خمسة ضمن قوائم حزب المحافظين، ثلاثة منهم من أصل مصري واثنان لبنانيان. غير أن اللافت أن اثنين من أولئك المرشحين يتنافسون على دائرة واحدة وربما تكون واحدة من المنافسات الأكثر صعوبة بالنظر إلى شدة التنافس بين الحزبين وما حملته الأشهر الماضية من تعقيدات على جانبي الطيف السياسي في كندا. إذ يتنافس حول دائرة وسط ميسيساغا في مدينة تورنتو كل من ميلاد ميخائيل، مرشح حزب المحافظين، وهو مهاجر مصري وصل كندا قبل 12 عاما ويعمل محاميا، وعمر غبرة، مرشح الحزب الليبرالي، وهو سوري الأصل، وعضو بالبرلمان وعمل قبلا مستشارا لدى وزيري التجارة الدولية والخارجية.

مرشحو حزب المحافظين ذوو الأصول العربية وهم غادة ملك، مرشحة حزب المحافظين على دائرة ميسيساغا ستريت فيل، وهي مصرية هاجرت مع أسرتها قبل 28 عاما، ودرست الهندسة في جامعة ويندسور، وتقلدت عدة مناصب قيادية في مؤسسات كندية تتعلق بمجتمع الأعمال حيث تقدم حاليا خدمات استشارية للشركات الكندية عبر قطاعات التصنيع والسلع والطاقة، وتتقلد أيضا منصب رئيس نادي الروتاري وتعمل متطوعة في عدد من المجالس بما في ذلك جمعية "PC Women in Politics" حيث تشغل منصب نائب الرئيس.

هاني ثاؤفيليس وهو أيضا مهاجر مصري ومرشح حزب المحافظين عن دائرة مسيساغا إيرين ميلز. طبيب صيدلي ناشط في قطاع الأعمال وعضو في مجلس فحص الصيدليات في كندا والمؤسس المشارك لجمعية الصيادلة المستقلين في أونتاريو، كما أنه عضو مؤسس لمجموعات الأقليات المتحدة إذ إنه مدافع عن حقوق الإنسان والحريات الدينية.

مايكل ميخائيل وزياد أبو لطيف، وهما مرشحان من أصول لبنانية ضمن قائمة حزب المحافظين. الأول مرشح عن دائرة ريفيي ردي ميل-ديزيل في مقاطعة كيبيك، وهاجر ميخائيل مع والديه إلى كندا عام 1991، عندما كان في الرابعة من عمره حيث فرت العائلة من الحرب الأهلية في لبنان، وشغل العديد من المناصب كمحلل مالي في المؤسسات المصرفية، ويشغل الآن منصبا إداريا في واحدة من أكبر المؤسسات المالية في كندا. وأبو لطيف، المرشح عن دائرة إدمونتون مانينغ، في مقاطعة ألبيرتا، وهو أيضا ينتمي لمجتمع الأعمال ومثل كندا في العديد من محافل الأعمال الدولية، كما أنه مدافع قوي عن التبرع بالأعضاء.

وبالإضافة إلى السوري الأصل، عمر غبرة، تضم قائمة الحزب الليبرالي، الذي يرأسه رئيس الوزراء جاستين ترودو، السوري رامز أيوب، المرشح عن دائرة تيريز دي بلينفيل، وهو عضو في البرلمان الحالي وشغل قبلا منصب عمدة لورين، ويعمل أيضا بقطاع الأعمال حيث درس الاقتصاد بجامعة مونتريال. السورية الثالثة على قائمة الحزب الليبرالي هي غادة الأطرش المرشحة عن دائرة كالجاري سيجنال هيل في مقاطعة ألبرتا ولديها سنوات من الخبرة في التعليم والقيادة النسائية، وتعمل بشكل رئيس مع المهاجرين الجدد حيث حصلت على منحة الملكة إليزابيث للدكتوراه عن بحثها حول السوريين في كندا. ومروان تابارا، اللبناني الأصل هو المرشح العربي الرابع ضمن قائمة الحزب الليبرالي، وهو مرشح عن دائرة كيتشنر ساوث-هيسبيلر.

فضائح تلاحق ترودو وشير

يتنافس على تشكيل الحكومة كل من ترودو، الذي يسعى لولاية ثانية وسط عدة فضائح تلاحقه تتنوع بين الفساد والعنصرية، ورئيس حزب المحافظين أندرو شير، الذي لاحقته أخيرا فضيحة تتعلق بمزاعم دفعه أموالا لشركة علاقات عامة لشويه سمعة أعضاء حزب الشعب الكندي، الذي يرأسه مكسيم بيرنييه الذي تولى وزارة الخارجية سابق، وتصويرهم على أنهم عنصريون.

ويرى مراقبون أن الانتخابات تمثل استفتاء على سجل ترودو في فترة ولايته الأولى، وما إذا كانت إنجازاته مثل سن ضريبة كربون والإشراف على اقتصاد قوي نسبياً وإدارة العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة يمكن أن تتفوق على الوعود التي فشل فيها تحقيقها أو فضائح الفساد التي لاحقته مثل ادعاء التدخل السياسي في قضية فساد تتعلق بشركة SNC Lavalin، والضغط على النائبة العامة لعدم التحقيق في القضية أو خيانته للحركة البيئية من خلال الموافقة على مشروع خط أنابيب Trans Mountain وكذلك صورته بوجه أسود والتي تعود لعام 2001.

وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقاربا أو تساويا بين الحزب الليبرالي، الذي حظي على نسب تتراوح بين 31 و34% من نوايا التصويت وبين حزب المحافظين الذي حظي على نسب تتراوح 32 و33%. وبحسب التوقعات، فإن هذه الأرقام لن تسمح لأي من الحزبين بتجاوز عتبة الـ170 مقعداً التي تضمن الأكثرية المطلقة.

وبحسب الوكالة الفرنسية، فإنه في حال تشكيل حكومة أقلية، ينبغي على رئيس الوزراء إن كان ليبرالياً أو محافظاً، أن يعتمد على دعم أصغر الأحزاب للحصول على أكثرية في مجلس العموم. ومن بين هذه الأحزاب، الحزب الديموقراطي الجديد (يسار) بزعامة جاغميت سينغ الذي حصل على 20% من نوايا التصويت أو حزب "الكتلة الكيبكية" الاستقلالي بزعامة إيف فرانسوا بلانشي، الذي تمكن من وضع المشكلات الكبيرة لمقاطعة كيبك في صلب النقاش الفيدرالي وحزب الشعب الصاعد حديثا الذي وضع نفسه إلى يمين المحافظين، وهذا ما يؤهله لسحب الأصوات.

مفكر مسلم يثير الجدل

ويعد "سليم منصور"، المرشح عن حزب الشعب، وهو أستاذ جامعي متقاعد ومفكر مسلم من أصل هندي، أحد نقاط الخلاف بين حزب الشعب وحزب المحافظين حيث أثار خوضه سباق الانتخابات جدلا واسعا عندما علق حزب المحافظين ترشحه بسبب الخوف من اتهامات الإسلاموفوبيا. فبعد إبلاغه من قبل المنظم الإقليمي لحزب المحافظين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، بإطلاق حملته الانتخابية ضمن قوائم الحزب في مركز نورث لندن بمقاطعة أونتريو، فإنه تلقى إخطارا في يونيو (حزيران) الماضي من المدير التنفيذي للحزب يبلغه بأن ترشيحه "غير مسموح به".
وبينما لم يقدم الحزب أي سبب للقرار، لكن منصور قال في مقابلة صحافية، "إن هاميش مارشال، مدير حملة زعيم حزب المحافظين أندرو شير، أبلغه بشأن قلق الحزب من كتابات منصور السابقة وخطابه المناهض للإسلاميين والمتطرفين". وأضاف مارشال، "إنه من المحتمل أن يستغل الليبراليون وغيرهم هذه الكتابات لتصويره على أنه معادٍ للإسلام". وكتب المفكر الشهير على حسابه على تويتر، معربا عن أسفه لقرار إقصائه من الانتخابات قائلا "هذه النكسة لن تثنيني عن المساعدة في إنقاذ كندا من الإسلاموية (في إشارة إلى الإسلاميين المتطرفين)"، ثم بعدها بأيام أعلن دعوة بارنييه له للترشح ضمن قائمة حزب الشعب.

متعلقات