قالت مصادر من الشرطة ومصادر طبية، اليوم (الخميس)، إن 11 شخصاً بينهم شرطي قتلوا في احتجاجات خلال الليل بمدينتين جنوب العراق، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 18 منذ شابت أعمال العنف احتجاجات مناوئة للحكومة قبل يومين.
وأضافت المصادر لوكالة «رويترز» للأنباء أن سبعة محتجين وشرطياً قتلوا في الناصرية خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بينما لقي أربعة مصرعهم في مدينة العمارة.
وذكر شهود من «رويترز» أن القوات قطعت الطرق الرئيسية بين الأحياء في بغداد وجابت مناطق وسط بغداد في وقت مبكر اليوم لفرض حظر التجول الذي أعلنه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي؛ لكن احتجاجات متفرقة استمرت في بعض مناطق العاصمة.
وأفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية بأن قوات مكافحة الشغب العراقية أطلقت الرصاص الحي في الهواء مجدداً اليوم لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير بوسط بغداد، وصدت القوات الأمنية المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي.
وسُجل انقطاع واسع لشبكة الإنترنت في العراق وصل اليوم إلى نحو 75 % حسب ما أفادت منظمة متخصصة.
ويعاني المتظاهرون العراقيون في العاصمة بغداد والمدن الجنوبية من انقطاع التواصل فيما بينهم وتعذر نشر فيديوهات وصور الاحتجاجات منذ أمس (الأربعاء).
وكان القطع في بادئ الأمر محصوراً بمواقع التواصل الاجتماعي، ثم اتسع في وقت لاحق أمس ليصبح العراق «غير متصل بالإنترنت إلى حد كبير»، وفق منظمة «نيت بلوكس» المراقبة للأمن السيبراني.
وبحلول صباح الخميس، كانت 75 في المئة من البلاد، وبينها بغداد، منقطعة تماماً عن الشبكة، بعدما أقدمت شركات «إيرثلينك» و«آسيا سيل» و«زين» المزودة للخدمة على «التقييد المتعمد» للوصول إلى الإنترنت، وفق «نيت بلوكس».
وأشارت المنظمة إلى أن شمال البلاد، وخصوصا إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، مرتبط بالشبكة من خلال نظام مختلف، وبالتالي لم يتأثر بالتعتيم.
وكانت السلطات العراقية قطعت العام الماضي خدمة الانترنت والاتصالات الدولية، رداً على الاحتجاجات المطلبية حينها في جنوب العراق.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات العراقية حيال انقطاع الإنترنت.
وبدأت الاضطرابات باحتجاجات صغيرة في بغداد يوم الثلاثاء بسبب البطالة وسوء الخدمات الحكومية والفساد. وقتل شخصان على الأقل في ذلك اليوم حينما فتحت قوات الأمن النار ومدافع المياه وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين. ولقي خمسة آخرون مصرعهم يوم الأربعاء بينهم طفل.
ويبدو هذا الحراك حتى الساعة عفوياً، إذ لم يعلن أي حزب أو زعيم سياسي أو ديني عن دعمه له، فيما يعتبر سابقة في العراق.