هــــام
جرائم المليشيا.. الصحفي محمد الصلوي يروي واحدة من قصص استهداف الحوثيين للصحافيين
الأحد 11 نوفمبر 2018 الساعة 23:25
الميناء نيوز- متابعات
يروي محمد عبدالملك الصلوي، الذي ظل معتقلا دون تهمة في سجون الحوثيين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، وأفرج عنه مؤخرا، واحدة من قصص استهداف الصحافيين متحدثا عن صنوف مروعة من التعامل الوحشي. يقول الصلوي، إن الميليشيات نقلته إلى عدة معتقلات تابعة لها، حتى تجد تهمة تلصقها به، منها أنه يقاتل ضدهم في جبهة "الصلو" (المنطقة التي ينحدر منها)، وعندما عرفوا أنه صحافي، استبدولها بتهمة عمله لصالح قناة يمنية خاصة مناهضة لهم. وعن أولى أيام الاختطاف أوضح أن الحوثيين وضعوه في غرفة ضيقة بخمسة معتقلين، بلا فراش ولا حمام ولا ماء، وبها فئران وثعبان. وتابع: "أمضينا يومين بدون ماء حتى شارفتُ على الهلاك، ترجينا أحدهم وأعطيته نقوداً، وفعلاً اشترى الماء وأنقذنا، بعدها تم اقتياده معصوب العينين، موثق اليدين، والسلاح على رأسه وظهره، إلى وادٍ به أشجار وشوك، حيث وجد قادة حوثيين باشروا تهديده للاعتراف بالتهمة الجديدة. وبحسب الصلوي اعادته المليشيات إلى زنزانته، لينقل بعد يومين برفقة مسلحين، إلى مدينة الصالح، شرق تعز (جنوب غرب اليمن)، وهي مركز قيادة الميليشيات، وفيها معتقل رئيسي، سيئ الصيت، وأنزل في زنزانة أرضية مظلمة، قذرة، خالية من الفرش، تكتظ بعشرات المعتقلين. وأضاف "مر علي اليوم الأول كسنة. لأربعة أيام لم أستطع النوم، بسبب مساجين مجانين والكتن والقمل، لم نستطع النوم. شارفنا على الجنون". قرابة شهر قضاها في ذلك المعتقل، قبل أن ينقل إلى معتقل الأسرى بمدينة ذمار وسط اليمن، حيث بدا الوضع أشد قسوة، وفق تعبيره، حيث كاد أن يموت من البرد بعد أن تركوه مع بقية المعتقلين دون أي غطاء أو فراش، في مدينة تتصدر مدن اليمن في معدلات الصقيع. وبعد 10 أشهر على اعتقاله وإخفاء مصيره عن اسرته، أبلغه الحوثيون أنه أسير حرب، وأن عليه مقايضة حريته مقابل أسير حوثي لدى الشرعية. وبعد تدخلات ووساطات أفرجت عنه الميليشيات. قصص مأساوية لا تنتهي، من قتل واخفاء قسري وتشريد، تمارسها الميليشيات تجاه الصحافيين في مناطق سيطرتها، بل وتحويل الصحافيين المعتقلين دون أي تهم إلى "أسرى حرب" كما جرى مع الصحافي تيسير السامعي الذي تم مبادلته بأسير من مقاتليها. وبحسب إحصاءات حقوقية، فإن 24 إعلاميا وصحافيا يمنيا قتلوا برصاص وقذائف ميليشيات الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية، فيما لا يزال 12 صحفيا في سجونها منذ حوالي أربع سنوات، ويواجهون خطر الموت نتيجة التعذيب. وبجانب الصحافيين الذين لا يزالون مختطفين في سجونها منذ العام 2015، لم تتوقف ميليشيات الحوثي للحظة واحدة عن اعتقال المزيد، دون أي تهمة. وصنفت منظمة "مراسلون بلا حدود"، ميليشيات الحوثي كـ"أخطر جماعة على مستوى العالم" بعد "داعش" في تهديد حياة الصحافيين، لم توفر فرصة للنيل من الصحافيين والتنكيل بهم، واستهدافهم بالقذائف والقنص ليسقط عدد منهم قتلى وجرحى أثناء عملهم، من بينهم عبدالله القادري ومحمد القدسي واسامة المقطري، وتقي الدين الحذيفي ووائل العبسي، وغيرهم، وعشرات آخرين تعرضوا لإصابات، والمئات زجت بهم للسجون و400 صحافي تم تشريدهم، بحسب تقرير حقوقي.
متعلقات