طرود مشبوهة تصل لاثنين من أبرز منتقدي ترامب
الجمعة 26 اكتوبر 2018 الساعة 20:05
الميناء نيوز- وكالات
قالت وسائل إعلام أمريكية، إنه عُثر على ثلاثة طرود مشتبه بأنها تحمل مواد متفجرة، في الولايات المتحدة، وأرسل أثنان منها لمسؤولين بارزين في الحزب الديمقراطي، والثالث لمسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية. وقد عثر على اثنين من الطرود أثناء تفتيش مقر البريد في فلوريدا، أحدها مرسل للسيناتور الديموقراطي كوري بوكر، والآخر لرئيس جهاز الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر. كما عثر على طرد آخر مرسل لكوري بوكر في مكتب البريد في منهاتن. يأتي ذلك بعد إرسال عدة طرود متفجرة لعدد من أبرز منتقدي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وكانت الشرطة الفدرالية قد بدأت عملية تفتيش في مقر البريد في فلوريدا بحثا عن أدلة، خاصة بعد إرسال طرود مشبوهة لشخصيات مثل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهيلاري وبيل كلينتون والممثل روبرت دينيرو. وتخضع الصور الملتقطة بكاميرات المراقبة في مكتب بريد أبا لوكا في ميامي، لفحص دقيق. ورافقت فرقة خبراء متفجرات، وكلاب بوليسية، عددا من المسؤولين في الشرطة الفدرالية إلى موقع البريد، حسب شرطة ميامي. وكانت طرود يشتبه في أنها تحتوي على قنابل قد أرسلت إلى مواقع في نيويورك وواشنطن دي سي وفلوريدا، يوم الأربعاء الماضي. وقال عمدة مدينة نيويورك، بل دي بلاسيو في تصريحات صحفية إنها محاولة للترهيب و"تقويض صحافتنا الحرة وزعماء هذا البلد عبر أعمال عنف". وطالب جميع المسؤولين وجميع أعضاء الأحزاب الأمريكية "بعدم تشجيع العنف والكراهية والهجوم على وسائل الإعلام"، وقال "يمكنكم الاختلاف معها ولكن يجب إظهار الاحترام لها". وعثرت السلطات الأمريكية على طرود يشتبه في احتوائها على عبوات ناسفة كانت مرسلة إلى الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، والرئيس السابق باراك أوباما، ونائب ديمقراطي ورئيس المخابرات المركزية السابق ووزير العدل السابق ومكتب شبكة سي إن إن الإخبارية أيضا. كما عثر على قنبلة في منزل رجل الأعمال الشهير والممول البارز للأعمال الخيرية، جورج سوروس، الواقع بضواحي مدينة نيويورك. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن الطرود المشبوهة استهدفت ثمانية أشخاص، هم جورج سوروس، المستثمر المعروف، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ونائب الرئيس السابق جو بادن، والمدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية جون بيرنان، والمدعى العام الأمريكي السابق إريك هولدر، ونائب الكونجرس الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا ماكسين ووتر، علاوة على نجم هولويد روبرت دي نيرو. لماذا تعتبر هذه الطرود "سياسية" ؟ اشترك جميع المستهدفين بهذه الطرود في أنهم جميعا من منتقدي سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما جاء إرسال هذه الصناديق إلى المستهدفين بها قبل أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وسط حالة من الاستقطاب تسيطر على المشهد السياسي في الولايات المتحدة. وعلق ترامب أكثر من مرة على الطرود المشبوهة، لكن تغريدته الأحدث على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر كانت الأوضح على الإطلاق، إذ وصفها بأنها "عبوات ناسفة". كما أشار إلى أن الأنباء عن إرسال هذه الطرود يقوض قوة إقبال الجمهوريين على التصويت في الانتخابات المقبلة. وكان رد الفعل الأولي للرئيس الأمريكي تجاه هذه الطرود هو دعوة أعضاء الحزب الجمهوري إلى المزيد من النشاط على صعيد الحياة العامة علاوة على حث السياسيين على التوقف عن اعتبار معارضيهم "بلا أخلاق". ووصف معارضو ترامب تصريحاته الأولية في هذا الشأن بأنها تنطوي على قدر كبير من "النفاق". وكان أبرز منتقدي هذه التصريحات جون برينان، المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية، الذي قال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مخاطبا ترامب: "توقف عن إلقاء اللوم على الآخرين، وانظر إلى نفسك في المرآة وراقب خطابك الملتهب، والإهانات، والكذب، والتشجيع على العنف البدني، وغيرها من الأمور الفاضحة." لكن ترامب نقل دفة الاتهامات إلى غيره عندما أشار إلى معارضيه ينتقدونه "كما يحلو لهم" بينما صوبت إليه السهام عندما وجه إليهم نقدا. ويرى الجمهوريون أن الديمقراطيين هم السبب في الحالة التي وصل إليها الخطاب السياسي في الولايات المتحدة من احتقان. كما يرجحون أن الديمقراطيين، بمن فيهم من أرسل إليهم الطرود المشبوهة، شجعوا في مناسبات سابقة على "العنف الجماعي". ماذا وجدت السلطات داخل الطرود المشبوهة؟ وقال وليام سويني، نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن السلطات في طريقها إلى إجراء فحص دقيق للصناديق التي استهدفت عددا من الشخصيات العامة في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وذلك في معمل كوانتيكو في ولاية فرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن. ويرجح أن أغلب الصناديق كانت تحتوي على قنابل أنبوبية، وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي. ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية عن بعض المحققين في القضية أغلب هذه القنابل كانت بدائية الصنع وغير مستقرة، ما يشير إلى إمكانية انفجارها أثناء التعامل معها. كما أنها مزودة بمؤقت بسيط يمكن شراؤه من أي محل تجاري. لكن خبراء شككوا في مدى خطورة هذه العبوات الناسفة بعد مشاهدة صور لها بأشعة إكس. ولم يتمكن جيمس أونيل، مفوض شرطة نيويورك، من تأكيد إذا ما كانت هذه العبوات معدة بقصد التفجير أم لا، لكنه قال إن المسؤولين "يتعاملون معها كعبوات ناسفة محتملة."
متعلقات