موقع "الميناء نيوز" ينشر ما نقله موقع «العربي» عن العقيد الذي رفض ذكر اسمه حسب التقرير .
[رغبة إماراتية في السيطرة ورفض سعودي]
تطورات متسارعة في معركة «الانتقالي» الموالي للإمارات، والمنطقة الأولى الموالية لحكومة هادي، تدور مجرياتها بمدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت، المعركة ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ انطلاق العمليات العسكرية الداعمة للحكومة «الشرعية» في اليمن ضد «أنصار الله» الحوثيين ، والرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي تقودها المملكة العربية السعودية بمشاركة كبيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي دخلت الحرب ولديها خطة مسبقة لبسط نفوذها على كامل المناطق الحيوية بجنوب اليمن، كما يرى مراقبون.
خطة حرصت الإمارات منذ بداية تنفيذها على تدمير قوة الجيش المتماسك بمحافظة حضرموت بمنطقتيه الأولى والثانية، عن طريق عدد من المخططات التي استهدفت إقحامهما في الصراع الدائر في اليمن. فبعد انهيار المنطقة العسكرية الثانية إثر سيطرة عناصر تنظيم «القاعدة» على مدن ساحل حضرموت في أبريل من العام 2015م، شنّت أدوات الإمارات الإعلامية هجمة شرسة ضد قائد المنطقة الأولى آن ذاك، اللواء عبد الرحمن الحليلي، الذي حضر الإعلان الدستوري لـ«أنصار الله» بصنعاء، بحسب كلام عقيد في حرس الحدود، خلال حديثه إلى «العربي».
وأضاف العقيد الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «رغبة الإمارات في إدخال المنطقة الأولى في الصراع بأي وسيلة، كانت لتبرير تدخلها للسيطرة على مناطق وادي حضرموت بالتحديد، بما فيها من ممرات مهمة وحقول نفط كالمسيلة وحقل النفط الذي تديره شركة (كلفالي) في المنطقة الصحراوية، كما فعلت في الساحل، عبر هجمة إعلامية شرسة طالت الرجل»، موضحاً أن «الاستفزاز وصل إلى حد قصف الطيران الإماراتي لأحد المعسكرات في منطقة العبر في شهر يوليو من العام 2015، والذي راح ضحيته العشرات من الجنود».
وتابع «لقد كان الحليلي، أكثر وطنية من أن تجره مثل هذه التصرفات لإقحام قواته في معركة الخسارة فيها محتومة، ساعده في ذلك عدم رغبة السعوديين في سقوط هذه المنطقة التي تربطها حدود طويلة بها، ولو كان من سيسيطر عليها الحليف الأقرب»، مشيراً إلى أنه «في السياسية لا صداقة دائمة، وقد اجتمع ضباط من الاستخبارات السعودية أكثر من مرة مع القائد، بل وقدموا له الدعم المادي للمحافظة على استقرار المنطقة، ولا يزالون إلى اليوم يقدمون الدعم لخلفه اللواء طيمس، مع تجنيد الاستخبارات لأكثر من 2000 فرد من أبناء قبائل الحدود الحضرمية، من أجل حماية تلك الحدود مستقبلا».
إنها رغبة محمومة إذن من قبل الإمارات في السيطرة على وادي حضرموت، الغني بموارده، ففيه مطار ومنفذ حدودي بالإضافة إلى حقول نفطية، كما أنه بيئة خصبة للاستثمارات، وهو ما يبرر محاولة الإمارات السيطرة عليه عبر «الانتقالي»، اليد الطولى لها في الجنوب، لتنفيذ أجندتها المشبوهة.