في هذه المحافظة..المدارس مغلقة والأهالي يلجأون للتدريس البدائي
الثلاثاء 7 نوفمبر 2017 الساعة 08:29
متابعات
ما إن أحكمت المليشيا الانقلابية سيطرتها على مفاصل الدولة في العام 2014 بعد انقلابها المشؤوم على السلطة الشرعية إلا وسارعت بوتيرة عالية نحو افساد العملية التعليمية في جميع مناطق سيطرتها من خلال استهدافها الممنهج للتعليم وتعديل المناهج الدراسية وقطع رواتب المعلمين منذ أكثر من عام.

محافظة عمران كغيرها من المحافظات الخاضعة للمليشيا الانقلابية تعطّلت فيها العملية التعليمية بشكل شبه كلي، بسبب انقطاع المرتبات، والتضييق على المدرسين واختطافهم، ما دفع الأهالي الميسورين للتوجه بأبنائهم إلى المدارس الخاصة، فيما اصبح اقرانهم الغير قادرين على دفع تكاليف المدارس الخاصة عرضة للضياع أو وقودا لحروب المليشيات.

أكد مصدر في مكتب التربية بالمحافظة أن هنالك أكثر من ١٠٠٠ مدرسة حكومية في عموم مديريات المحافظة غالبيتها أوصدت أبوابها أمام الطلاب، وأكثر من ١٢ ألف تربوي ومدرس يسعون لإيجاد لقمة العيش لهم ولأسرهم، وعشرات آلاف الطلاب متوقفون عن التعليم، وكل هذا نتيجة السياسة المتبعة للمليشيا، التي لا تجيد سوى قطع الوعود الكاذبة للمعلمين بإيجاد حلول لانقطاع مرتباتهم من جهة، ومن جهة أخرى تهديدهم بتصفيرهم وإحلال البديل محل كل من يرفض التدريس بلا راتب، في دلالة واضحة على سعي المليشيا لنسف العملية التعليمية برمتها.

مدير مدرسة حكومية يوضح ” نحن نقوم بتدريس الطلاب بجهود شخصية وبتعاون الأهالي حتى لاينزلق الطلاب في مستنقع الضياع وطريقة التدريس حالياً هي أشبه بالطريقة البدائية حيث يتم جمع عدد من المراحل الدراسية في فصل واحد وتعليمهم الاشياء الرئيسية فمثلاً يتم ضم صفوف المرحلة الاولى من الصف الأول الى الصف الرابع في فصل واحد وهكذا بقية المراحل الدراسية، ولا توجد لدينا إمكانيات للقيام بالتدريس بشكل منظم حسب النظام التعليمي”.

أحد وجهاء المحافظة يتحدث”: بعد أن تخلّت جماعة الحوثي عن مهامها بحكم سلطة الأمر الواقع فنحن لن نترك أبناءنا فريسة للمشاريع التدميرية ولن نقدمهم قرابين للصراع واصحاب المشاريع الشخصية “.

مصدر حقوقي ذكر أن هناك أكثر من ٢٨ مدرسة حولتها مليشيا الانقلاب إلى ثكنات عسكرية، فيما تم استهداف وتدمير ١٧ مدرسة، ١١ منها استهدفتها المليشيا الانقلابية، فيما ٦ منها تم استهدافها من قبل طيران التحالف نتيجة تحويلها الى ثكنات عسكرية من قبل المليشيا، وفي ذات السياق اختطفت المليشيا أكثر من ٢٠٨ من التربويين والمعلمين في المحافظة البعض منهم لا يزال حتى اللحظة يقبع في سجونها، كما زجت بمئات الطلاب إلى محارق الموت في جبهاتها، قتل منهم أكثر من ٣٧٠ طالبا منذ دخولها المحافظة في العام ٢٠١٤.

لقد شكل إغلاق كثيرا من المدارس الحكومية أبوابها في وجوه الطلاب، وانهيار العملية التعليمية فيها، إلى فتح مدارس أهلية جديدة بلغت ٢٥ مدرسة في المحافظة بداية هذا العام، بعد أن كانت لا تتجاوز ١٣ مدرسة في الأعوام المنصرمة، كما أن بعض تلك المدارس فتحت لها فروع كواقع اضطراري لاستيعاب آلاف الطلاب، وكما أنها تعد متنفسا وبديلا للمدارس الحكومية، إلا أنها شكلت في المقابل عقبة إضافية أمام الطلاب المعسرين الذين لا يستطيعون دفع تكاليف الدراسة فيها.

متعلقات