بكورنيشِ الحديدةِ قد ولدتُ ولي فيها من النخلات بنتُ وكانت أميَ انتبذت مكاناً قصياً في الشواطئ حيثُ جئتُ وكان التمر أول من رآني وذاق هشاشتي لما بكيتُ وقالت نخلة حبلى لأمي : تعالي إنني يا أمُّ أختُ وأعطتنا مفاصلها لنبني لنا بيتاً .. وما للنخلِ بيتُ أيا بحر الحديدةِ هل تراني كبرت على غرامك أم صغرتُ؟ نعم أشكو الفطام وليت شعري أشيخُ وعن غرامكَ ما فطمتُ ؟! أقولُ وليتَ حرفٌ للتمني أتُرجعُ ماضيَ الأيامِ " ليتُ"؟! زماني لا مكان به فهلَّا يعود لبقعتي في الرمل وقتُ ! رأيتُ الحرب مقبلة علينا تعرِّي البحرَ .. هذا ما رأيتُ تموتُ نخيلنا جوعى ظماءاً تموتُ .. تموتُ .. هل للموتِ موتُ؟! غداً تروي صغار النخل حزني وإن صمتت فبعض الصمت صوتُ