د. شريفة المقطري
نشأةُ التَّیارِ .. هل نتعلم من الدرس ..؟!
الخميس 26 مارس 2020 الساعة 03:15

لم یختلفْ عنَّا أي ?یانٍ سیاسيٍّ عند نشأتهِ، فالجمیعُ بدأ بأدبیاتٍ منمقةٍ و تعریف وطني ینطلق من الدستور المحلی و القانون الدولی.

ثم أخذَ ?ُلُّ ?یانٍ شخصیتَهُ من صبغة مواقفه بعضها؛ ملتزمًا للأدبیات، وبعضها مطوِّرًا لها وبعضها متجاوزًا لِمَا أفرزته ظروفُ المراحلِ السیاسیةِ.

تاریخیاً، حققتْ الثوراتُ الیمنیةُِ فواصلَ جوهریةً، فما قبل تل? الثورات لا یشبه ما بعده؛ تتفقُ جمیعُها في تحقیق ف?رةِ الهدم بنجاح ، وتفشلُ جمیعُها في ف?رة البناء، فدخلتِ الیمنُ مخاضاتٍ عسیرةً؛ لتلدَ بذل? حقبًا مشوهةً في مسیرتها الحیاتیة والتنمویة. 

حققتْ ثورتا سبتمبر وأ?توبر المجیدتانِ فاصلةً تاریخیةً، هدمتْ منظومتيِّ الإمامة والإستعمار؛ ل?نها بنتْ سیاجًا  جمهوريًّا دیمقراطيًّا، غیرَ متینٍ؛ مرَّ بمراحلَ من الانت?اسات تمظهرتْ بالانقلاباتِ والصراعاتِ والحروب الداخلیة لتثبیتَ ر?ائزَ مغایرةً للغایاتِ التی رسمتها أهدافُ الثورتین، فتمخضتْ ثورةُ فبرایر ?معولِ هدمٍ للنِّظامِ الفاسدِ انطلقتْ بعنفوانٍ شعبيٍّ صادقٍ ما لبثَ أن انت?سَ بتجریبِ المُجربِ.

إن تیارَنا النهضويَّ؛ لیس ف?رةً مبت?رة أو فرادة، هي ف?رةٌ جمعیةٌ ت?ررتْ ألفَ مرةٍ و فشلتْ عبر مئةِ سنةٍ من الصراع الذي أخَّرَ الیمنَ من اللحاق بر?ب الدول المستقرة و المتقدمة، المتعقب لتل? التجاربِ یری أن الیمنیین لم یتعلموا من الدرس، لِأن البناءَ لم ی?نْ ترا?ميًّا بل مستجدًا بلا بیانات التغذیة الراجعة.

تشخیص : أصبحَ تعددُ إنشاء ال?یانات و الجبهات و الم?ونات السیاسیة ظاهرةً یمنیةً بامتیاز و أخذتْ مسمیاتٍ ?ثیرةً ?محاولات طموحةٍ لتحقیقِ حُلمِ النهوض بالبلدِ؛ ل?نها تصطدم بعواملِ ?ثیرةٍ فتنحسرُ و تأفلُ سریعًا.

یُعزی ذل? إلی:
- التأسیس الواهی المفتقر لِأَعمدةِ ومقوماتِ التش?ل السلیم والمدروس لل?یان.
-  اِختراق ال?یان وتضلیل أفراده واِحراقه بوصمه بالشائعات.
- تجیير وتوجیه ثمرة نضال ال?یان الجدید بتوظیف یخدم صانعي حدث المشهد السیاسی.
- صناعة صورة مشوهة لرموزه عبر استهلاكِ ومَنْتَجةِ التصریحات إعلاميًا.

وبالتالی ندركُ تمامًا أن علی "تیار نهضة اليمن" اتخاذ تدابیر استراتیجیة: تنظیم متقدمة ومغایرة لنظیرها بِناءً علی نماذجِ تنظیمیةٍ نبت?رها نحن، ثم التعبیر عن التیار بخطابٍ سیاسيٍّ متزنٍ یحددُ شخصیةً غیرَ قابلةٍ للتشویةِ والحرقِ. 

 شخصیتُنا ?تیارٍ محددةٍ بأدبیاتٍ معتدلةِ المضمونِ مشروعةٍ محليًّا و دوليًّا، یت?ونُ جسدُ التیار من سیرةِ أعضائه النیِّرةِ و قادتهِ و مواقفهم وتأثیرهم،  روحهُ صدقُ المواقفِ و الأفعال و قیمُ الذات الیمنیة.  

وضعَ التیارُ لنفسهِ (٦) مبادئ ?محددات لهویةِ الوطن هي: الجمهوریةُ، السیادةُ، الوحدةُ، الدولةُ الاتحادیةِ، النهضةُ، المواطنةُ.

یدركُ التَّیارُ أن لمواجهةِ العواملِ الرئیسیةِ لنجاحِ وفشلِ أي ?یانٍ ناشئٍ؛ علیه مواجهةُ مجموعةً من العواملِ یحددُ بها سیاساتهِ وهي:

- المشهدُ السیاسيِّ الحالي علی الصعیدِ الداخلی والخارجی.
- ظروفُ المرحلةِ.
- أطرافُ الصراعِ المتح?مة بالمرحلة. 
- سیاسةُ القیادةِ التنظیمیة للتیار.
-الاختراقُ والتجيیر.
- نوعُ التحالفاتِ.

تل? العواملُ سأفندُها تِباعًا للتیارِ من ضوء المشهد السیاسی الحالی بالیمن و في ظل العلاقة بین الأطراف المتنازعة و الصراع بین الدولة و الانقلاب و الملشنة و دول الجوار و المجتمع الدولي.

* المنسق العام لتیار نهضة اليمن
٢٥ مارس ٢٠٢٠م

المقالات