عبد السلام سعيد عيسى
وزارة "الكرار" لتكرير المليشيات ..؟
السبت 28 اكتوبر 2017 الساعة 13:51
إدارة المؤسسات السيادية تختلف عن إدارة الجماعات والمليشيات وهو ما لم يستوعبه الحوثة الذين يديرون مؤسسات الدولة السيادية بذات الطريقة التي اداروا ويديروا بها مجاميعهم المسلحة ..

وزارة الداخلية حولها المدعو "ابو الكرار" إلى مرتعا للمليشيات المسلحة التي تفتقد إلى رؤية رجل الامن ودوره ومهمته ، لم يستوعب اولئك النفر لا مهمة ومهام ودور وزارة بحجم وزارة الداخلية ولا خطورة الوظيفة الامنية التي تقوم بها ، بعد ان تم التخلص من كوادر الوزارة الذين استغرقت الوزارة والدولة اعواما طويلة لتاهيلهم ليكونوا بمستوى الواجب الذي يقومون به وعند مستوى التحديات الامنية التي تواجه الوزارة والمجتمع في ضل الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد والتي يفترض ان تكون الداخلية هي اكثر الجهات وعيا وإدراكا بخطورتها ، لكن مع "ابو الكرار" يصعب تحقيق اي دور للداخلية بعد ان غزتها المليشيات وسيطر عليها الاطفال والمراهقين ممن لا يملكون من الوعي غير ترديد الصرخة وحفظ ملازم حسين الحوثي والانصات لخطابات عبد الملك الحوثي الذي يلقي على مسامعنا خطابات حسينية ويذكرنا بمآسي الحسين وحفيده زيد..

إن امن المجتمع ليس مزحة وحياة الناس واموالهم واعراضهم وسكينتهم ليست مرتعا للتجارب يمارسها "الكرار" واتباعه..

 إن ادارة الدولة تحتاج لعقلاء واصحاب خبرة مش للخبرة وان كانوا اطفال ومراهقين من شاكلة "ابو "الكرار" الذي يحمل على صدره نياشين واوسمة لا نعلم من اين وكيف حصل عليها ، بل اتحداه ان يعلم هو ماذا تعني تلك الاوسمة والنياشين وما هي رمزيتها ودلالتها العسكرية ، وحتى نوط الكلية يتصدر بزته وهو لم يلتحق يوما بكلية بل اعطيت له دورات امنية بالحرس الثوري وهذا لا يكفي وان كان قد نجح- وهذا مستحيل- في اداء مهامه حين كانت دولته محصورة ب"مران" فإن الحال يختلف اليوم في الداخلية التي تشمل مهامها الامنية الداخل والخارج فمن اين سيفلح الرجل في ادارة وزارة لا تدار بالزوامل والغطرسة والعنجهية والغرور الفاضي والمحكوم بالفشل .

حقا يصعب ان يدرك المر العقلية التي يفكر بها الحوثة والتي تجعلهم يوزعون المناصب الخطرة والمهمة لاتباعهم من الجهلة وعديمي الخبرة ليحولوا الاجهزة المهمة الى حقل تجارب لتعليم امثال هولاء ما لا يمكن ان يتعلموه بعد ان افرغت الداخلية من كوادرها وموظفيها المختصين لتحل محلهم مليشيات تجهل كل شيء بإستثناء  المداهمات والتقطعات والمساومات والاعتقالات التي تبرر بأن وقوعها مطلب امن قومي ثم تنتهي بابتزاز مبالغ من المعتقلين بحسب ظروف وقدرة كل معتقل ، فهل جاءت ما يطلق عليه الحوثة "ثورة" من اجل هذا العبث؟! 

وبأي وسائل يمكن ان يواجه "ابو الكرار "ان انتهت الحرب جرائم القاعدة والإرهاب والخارجين عن القانون ، بالزوامل او بالنياشين المزورة او بالصرخة وملازم "القائد المؤسس" ، هل يدرك الحوثة حقائق العبث الداير داخل المؤسسات الامنية واقسام الشرطة ، ام ان مواجهة ما يطلقون عليهم الطابور الخامس، تجيز لهم تنمية العبث والفوضى بقدر ما يعود لهم من فوائد منها .

المقالات