في ظل الأوضاع والتداعيات الأخيرة التي وصلت إليها بلادنا من قلق وترقب للشارع اليمني وحول كيفية حل الأزمة التي عصفت بنا الفترة الماضية.. أصبح هاجس كل مواطن التعرف على ما ستؤول إليه الأوضاع وما هي الحلول التي قُدمت لتفادي حالة الفراغ الناجمة عن التمرد الأخير في عدد من المحافظات الجنوبية.
وعن كل من تسآل لماذا صمتت الحكومة لما حدث وتحركت متأخرة عقب فوات الأوان فأننا نقول أنه لم يكن سكوت الشرعية والرئيس هادي ضعف أو استسلام كما روج له البعض أو لالتقاط الانفاس بل كان لحكمة وهي حقن الدماء التي اباحها الطرف الآخر عندما أصر أن يجر المحافظات في اتون حرب شبيهة بحرب الحوثي على اليمن واليمنيين للسيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها.
جميعنا يعي أنه ليس من صالح أحد أن تنقسم البلاد إلى أجزاء كل جزء لا يمت صلة بالآخر وكل طرف يعادي من في الطرف الآخر.. وليس من الحكمة أن تدخل عدن والمحافظات المجاورة في فتنة الانشقاقات والصراعات الداخلية بينما لغة العقل والمنطق تقول أن تتحد كل القوى جنوبها بشمالها لإنهاء انقلاب الحوثي والسيطرة لاستعادة الدولة.
الدولة المدنية تتحقق بالشراكة الحقيقية والمواطنة المتساوية وتطبيق القانون وما حدث مؤخراً من أحداث سواء في عدن وتليها شبوة وأبين ما هي إلا مؤشر خطير تتداعى له الأحداث الأمنية والسياسية ولولا حكمة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبتدخل الأشقاء من المملكة العربية السعودية لآلت الأوضاع إلى مالا يحمد عقباه فعلاً.
وحتى نكون منصفين وغير جاحدين يظل الجنوب قضيته واضحة الملامح ولن تحل بالانفصال وإنما باستئصال الفساد من نظام الدولة.
ويجب أن تعي جميع الأطراف بأنها معنية بتحكيم العقل والمنطق لتجنب انزلاق البلاد إلى حرب أخرى تدخلها بصراع مليشي آخر يضاهي انقلاب الحوثي على الشرعية..