التفرقة العنصرية مرض لا يصيب البشرة بل يصيب العقل البشري هؤلاء المشبعين بالأوهام العقلية التي أفرزت مفاهيم زائفة والحقيقة أنه لا يوجد سوى جنس بشري واحد.. فنحن شعب واحد يسكن كوكباً واحداً ومرتبطين بمصير مشترك تحت عنوان (الوطن)..
وفي وطننا اليمن لا زلنا نلعن بعضنا البعض تحت مسميات انت شمالي وأنت جنوبي تركوا القضية وجوهرها وتركوا الوطن ينزف واتجهوا نحو الصراع الداخلي والمناطقي وأصبح شغلهم الشاغل التعبير عن رأيهم داخل صفحات افتراضية وهمية لن يذكرها التاريخ مستقبلاً..
والمضحك في الأمر إعلاميين ونشطاء معروفين ينتقدون صمت غيرهم وهم لم يحركوا سوى السنتهم بالشتم والبلبلة والفتنة فأروني ماذا صنعتم للجنوب الذي تتغنون باسمه؟! اذكروا لي موقف حقيقي قمتم به سوى البكاء على الاطلال والصراخ عبر حساباتكم في مواقع التواصل الاجتماعي؟!..
في ما مضى من زمن كانت تُعاني مجموعات من الأقليات من العنصرية في العالم العربي، لكن وسائل الإعلام الأجنبية المستقلة ساهمت في التقليل من هذه العنصرية والحد منها إلى حد ما. كما ساهمت وسائل الإعلام العربية في الدفاع عن حقوق الأقليات وساعدتهم في تدارك ما حصل لهم من قبل.. فأين هو دور إعلامنا الآن من كل ما يحدث في عدن؟!
كمواطنة يمنية تحمل الجنسية اليمنية لا يرضيني ما يحدث لأبناء الشمال من جماعات لا تمثل غير نفسها.. ارتضت أن تحكم على مواطن لاحول له بالتهجير بطريقة غير أخلاقية وإنسانية وتركت السبب الرئيسي لضياع الوطن.. فحملت المواطن البسيط تبعات الكُبار.. أفلا تعقلون؟!
أن يكون الإنسان حراً لا يعني مجرد تحرره من الأغلال التي تقيده بل أن يعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين..
ونختم بأحد أقوال نيلسون مانديلا حينما قال: "التعاطف الإنساني يربطنا ببعضنا ، ليس بالشفقة أو بالتسامح ، ولكن كبشر تعلموا كيفية تحويل المعاناة المشتركة إلى أمل للمستقبل"..
فإلى كل من يصطاد بالماء العكر وهم يعرفون أنفسهم جيداً.. الوطنيّ الحقيقي هو من يرى بلده في كل قسم من أرض الوطن وكل سكان الوطن لديه أهل وجيران وخلاّن وليسوا أعداء..