عجيب حال البعض من السياسيين المفسبكين، وأولئك الذين يطلقون على أنفسهم نشطاء، ممن لا هم لهم ولا شاغل سوى كيل الإنتقادات وتسويق الإتهامات للحكومة الشرعية ورئيسها .. حيث نجدهم ودون حياء او وازع من ضمير يحملونها مسئولية كل خطأ وكل فشل وقصور في كل شاردة وواردة، وبأساليب فجة ولغة ركيكة وهزيلة، بعيدة كل البعد عن النقد المنهجي والمنطقي والموضوعي الهادف والبناء.
على الدوام نجدهم مداومين في وسائل التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الألكترونية يتابعون مجريات الاوضاع في البلاد، وما إن يسمعوا عن وقوع حادث أو كارثة ما في أي منطقة، حتى وان كانت خارج نطاق سيطرة الحكومة الشرعية - يسارعون لاتحافنا بسيل من منشوراتهم المقززة تلك، التي تلقي باللائمة على الحكومة الشرعية، وتحمل رئيسيها كامل المسئولية، هكذا وبشكل إعتباطي، دون النظر للأسباب والعوامل والظروف التي ادت لوقوع هكذا حادث، ودون مراعاة لطبيعة التحديات والصعوبات والعراقيل الجمة التي لا تزال تحول دون تمكين هذه الحكومة بواجباتها وادوارها بالشكل المطلوب، ودون اعتبار لأي شيء.
للأسف ينتقدون لغرض النقد فقط، بل أن البعض منهم بات يعتبر هرطاقاته تلك الوسيلة والغاية المثلى للإستعراض والشهرة والظهور .. وهذا ما يطلق عليه بالنقد الهدام .. إذ ان تردي الأوضاع في البلاد لا تعنيهم ولا تهمهم بقدر ما يهمهم كيفية استغلالها لتسويق أنفسهم، وحصد اكبر قدر ممكن من اعجابات وإشادات المتابعين .. وهذه بحد ذاتها تعد أم الكوارث .. فهاهم اليوم يحملون الحكومة ورئيسها الدكتور معين عبدالملك مسئولية الكارثة التي مُني بها بعض سكان العاصمة المؤقتة عدن يوم أمس جراء الأمطار، غير مدركين أن مثل هكذا كارثة من الصعب بل والمستحيل معالجتها بين عشية وضحاها، كون اسبابها متقادمة تتمثل في غياب شبكة مجاري في المدينة، ومن يتحمل مسئوليتها هي الانظمة التي تعاقبت على حكم المدينة منذ قيام الثورة وحتى اليوم.
يجهل أولئك المزوبعين طبيعة وحقيقة الواقع الصلب والصعب والمتشابك والمعقد الذي تعمل في ظله الحكومة الشرعية، والكم الهائل من التحديات والعراقيل التي تواجهها، وتعيق خططها وبرامجها وكل توجهاتها .. كما يغفلون ان بلادنا اليوم تمر بأسوأ أزمة وأخطر مرحلة على مدى تاريخها، نتيجة الانقلاب الفاشي الحوثي وتبعاته، وأن هناك الكثير من الاطراف والمكونات وحتى الاشخاص متعددو الولاءات اغلبهم محسوبين على الشرعية يعملون ليلا ونهارا في سبيل تأزيم الاوضاع وعرقلة جهود الحكومة، وجر البلاد الى مزيد من التدهور والفوضى.
كما يجهل أولئك المفسبكين أن أسباب كل هذه الازمات والكوارث التي تعصف بالبلاد، وفي مقدمتها عدن - ناتجة عن تراكمات وأخطاء وقصور وفشل متقادم ساهم في انتاجه النظام السابق، وكذا العديد من الحكومات والقيادات السابقة، بالاضافة الى مليشيا الانقلاب الحوثية، وغيرها من الاطراف والمكونات الخارجة عن السلطة الشرعية - وانه لولا حنكة وحكمة ودهاء دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك سعيد لما إستطاعت هذه الحكومة ان تحرك ساكناً، ولولا جهوده ومثابرته المتواصلة لكان اقتصادنا إنهار، ولكنا اليوم نتجرع مرارات سلسلة طويلة من الازمات الجديدة العصية عن المعالجة والإحتواء.
وعليه نقول: يا اصحاب النظارات السوداء - جربوا ان تكونوا موضوعيين ولو لمرة واحدة، افتحوا عيونكم وامعنوا النظر في ما هو حاصل ويعتمل على ارض الواقع بشكل دقيق، كونوا منصفين، وبقدر بحثكم وترويجكم للكوارث والسلبيات، ابحثوا ايضا عن الايجابيات، قيموا وانتقدوا ولكن بشيء من المنطق والمنهجية والانصاف .. فرقوا بين النقد البناء، والهرطقات الهدامة فاليمن لم تعد بحاجة لمزيد من المزوبعين والمخربين، بل ان ما تعانيه اليوم كفيل بإعادتها الى الوراء نصف قرن من الزمن.
حكومة الدكتور معين عبدالملك ومنذ تسلمه مقاليد رئاستها، تعيش حالة طوارئ واستنفار متواصلة، وبفطنته وخبرته استطاع هذا القيادي الشاب ان يجنب بلادنا تبعات الكثير من الاخطار والازمات، ونجح في معالجة الكثير من الاخطاء وجوانب القصور، وحل جملة من المشكلات، كما نجح في تنفيذ سلسلة طويلة من المشاريع الاستراتيجية والنوعية، متخطياً بذلك الكثير من التحديات والصعوبات والعراقيل .. ولا يزال يعمل وبكل دأب في سبيل تنفيذ العديد من الخطط والبرامج الآنية والمرحلية الهامة، وعلينا جميعا أن ندرك أن الرجل لا يمتلك «عصاة موسى» او عصاة سحرية حتى يصنع المعجزات ويعالج أخطاء من سبقوه منذ عشرات السنين، ولكنه يجتهد ويعمل بكل حكمة وصبر وتأني، وبكل اخلاص وتفاني وبغيدا عن الأضواء في سبيل خدمة اليمن والشعب، وما حققه حتى اليوم يعد انجازاً تاريخيا غير مسبوقا، لا نجد أمامه سوى أن نرفع القبعات شكراً وتقديراً واجلالاً وإكباراً.