أحلام القبيلي
حديث الحب5.. "عندما يصبح الحب عذابا"
السبت 23 فبراير 2019 الساعة 21:56
"حديث الحب5
"عندما يصبح الحب عذابا"
بقلم / أحلام القبيلي
هل أنت من المعذبين في الحب؟
هل عشت قصة حب وذقت مرارة العذاب؟
هل أنت مصاب بفوبيا الحب ، بسبب تجربة حب مريرة ؟
أنصحك بقراءة المقال👍
قلنا أن الحب الحقيقي لا يأتي إلا بخير
وبالحب نكون أقوى ، وأرقى ، وأنقى
ولكن لماذا ارتبط العذاب بالحب؟ والحب بالعذاب؟
حتى قالوا:
وما في الإرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
ويقول اخر:
لا يعرف الحزن إلا كل من عشقا
ويقول ابن الجهم :
يا قلب لم عرضت نفسك للهوى
أو ما رأيت مصارع العشاقٍ
"وحبك نار ، وانا قلبي مولع نار ، إني أغرق "
وكل قصص الحب حزينة ، وكل عاشق موجوع
قلت في مقال سابق :
إذا خلق الحب عذابا
وخلف الحب خرابا
وصار مع الايام سرابا
فهناك خلل ، والخلل الذي يخلق العذاب في الحب له أسباب أهمها:
ان %99 من العلاقات العاطفية محرمة ، وفي أحسن الأحوال تحوم حول حمى الحرام والمحرمات
والحرام لا يجلب إلا العذاب ، في الدنيا والاخرة
فلا تقتصر علاقة الحب بين اثنين على مشاعر وأحاسيس مقرها القلب ، ولكنها تترجم إلى
رسائل غزل ، وصور ، ومكالمات ، ولقاءات ، وغمزات ، وهمزات ، ولمسات
حتى ذلك الحب الذي زعموا أنه طاهر وعفيف وأسموه "عذريا" ، وهو بعيد كل البعد عن ذلك
فأين الطهر والعفاف من عاشق يسهر عند معشوقته أو معها من أول الليل حتى الصباح وهي على ذمة رجل اخر؟
ولا يخلو السمر من الغزل الفاضح والقبل ، وفي أشعارهم ما يمنعني الحياء من نقله وعرضه عليكم
إذن السبب الأول : يصبح الحب عذابا إذا كان أو فيه أو خالطه حرام، أو عُبر عنه بطريقة محرمة
وهنا تعارضني صديقتي قائلة :
أنا متعذبة بحب زوجي ، أبو أولادي ، وهذا حب حلال ، فما هو سبب العذاب؟
قلت لها : عذابك يأتي من المبالغة في حب زوجك ، ألست القائلة : والله إني اشوف صندله يلمع بين الصنادل" أعزكم الله" وقلبي يدق ؟
والمبالغة في الحب عذاب ، حتى لو كان الحب حلالاً
حتى في الدين وعبادة رب العالمين نُهينا عن المبالغة ، ويسمى ذلك غلواً
ولو راجعنا قصص أشهر العشاق لوجدنا المبالغة في الحب طبعا وسمة لا تنفك عنهم
يقول قيس:
أراني إذا صليت يممت نحوها
بوجهي وإن كان المصلى ورائيا
خليلي إن ظنوا بليلى فقربا
لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
ويقول جميل :
يا ليتني ألقى المنية بغتةً
إن كان يوم لقائكم لم يُقدرِ
ويقول الأخطل الصغير:
واصحبوها لتربتي فعظامي
تشتهي أن تدوسها قدماها
والصحيح الاعتدال في كل شيء ، وعدم المبالغة ، فلا تربط سعادتك بأي شخص
ولا تلغ شخصيتك وتذوب في أي شخص أيا ًكان" أبوك ، أمك ، ابنك ، صديقك ، زوجك "فمن تعلق بشيء عُذب به
ويكون الحب عذابا إذا كان من طرف واحد ، فالمشاعر لا تمنحك الأمان والاستقرار والراحة إلا إذا كانت متبادلة
"ومن البلية أن تُحب
ولا يحبك من تحبه"
ويكون الحب عذابا إذا كان مستحيلاً
وإذا أحببت من لا يستحق الحب.
في مقال الغد بإذن الله تعالى
"ويموت الحب"
تابعونا