يوم ثورتنا ١٤أكتوبر لن يكون إلا كما صاغه الأبطال بدمائهم، الذين تحملوا المسؤولية فأوصلوا الوطن إلى بر الحرية ، وأنجزوا الوعد بطرد الاستعمار بفضل دمائهم الزكية .
ولكن هذا اليوم قد حمل إلينا مفاجئةً حقاً طرب لها القلب ، وانشرح لها الصدر، وانسجم معها العقل، لأنها تتوافق بارتباطٍ عظيم عبر ما يسطرونه أبطال اليوم في دفاعهم عن الشرعية مع تضحيات الشهداء العظماء الذي كان لدورهم نتيجةً حتمية هو عودة الوطن إلى حضن الأمة عبر تخليصه من الاستعمار وحكم السلالة ، وتوحيد الوطن تحت راية واحدة عنوان الهوية الوطنية التاريخية.
وهذه المفاجئة هي حضور دولة رئيس الوزراء بن دغر العرض العسكري الذي عبر عن روح التضحية والتماسك والسير على نهج الشهداء من أجل بقاء اليمن موحداً.
ولقد كان لكلمة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر كامل الأثر خاصةً أنها وبإيجازها الجميل قد تضمنت صفحات البطولة التي كتبها الأبطال بدمائهم بدءاً من ردفان ومروراً بكل الأحداث حتى تلملم الشمل الممزق بسلطناتٍ ومحميات في دولةٍ واحدة كان قادتها ومناضليها يدركون أنها المدماك الأول في لبنة الوحدة الوطنية.
وعليه فقد كُرِست ثقافة الوحدة في أحفاد أكتوبر وزهرات٣٠ نوفمبر لينشئ جيلاً منسجماً مع تاريخه وأرضه ومستقبل الوطن.
هكذا أكد دولة رئيس الوزراء في كلمته ولم يغمط حق أحد بل ذكر الحق لكل أصحابه والفضل لكل مناضلي الثورة ٢٦سبتمبر و١٤ أكتوبر في ما قاموا به ،والتأكيد من قِبل بن دغر بالحفاظ على الجمهورية ، وصدّ الغمامة السوداء بمطر الوفاء كي لا نسمح جميعاً في أن تُدان ثورتي سبتمبر وأكتوبر عبر تمكين الخونة في الشمال أو في الجنوب من الوصول إلى تحقيق أهدافهم الخاصة البعيدة عن روح الثورة والوحدة وأهدافها.
فمتى كان الرابطيون ومنذ خمسينات القرن العشرين مع اليمن؟، ومتى كان زعارير اليوم متصلون بروح التاريخ وهوية اليمن؟، وما تُحركهم إلا حفنةً من مال ستكون سبباً لرميهم في خليج عدن هُم ومن يدعمهم لتكن آخر العِبر والدروس لمن يفكر مرة أخرى في خيانة الوطن.
شكراً لدولة رئيس الوزراء لأنه مايزال على العهد يتّبع هوى قلبه في حب الوطن، يحتفل مع الأبطال ليُؤكدوا وفاءهم من جديد لتراب السعيدة التي لم ولن تقبل على أرضها من يتحركون عبر أجندات غير وطنية ويبيعون الوطن بفُتات المال، الذين ظهروا اليوم في صورتهم المخزية التي عبرت بجلاء عن قبح الخيانة ومن يلبسها أو ينتهجها سلوكاً فيُجيّر الوطن لغير أهله.
نؤكد أن معركتنا التي تجري اليوم ستكون الفاصلة جنوباً وشمالاً و على أي شبرٍ في اليمن حتى نستعيد دولتنا، ويستقر الوطن، ويعمل الجميع بما يحقق شرف الانتماء لثوراتنا في مسيرة النهضة والبناء.
إذاً كانت صورة المفاجئة اليوم هي انتصار الوطن عبر من مثل كل أصقاعه في العرض العسكري في بُريقة المحبة وبحضور فارسٍ لا يخاف الموت ويَمُر رغم أزيز الرصاص ليُخزي أصحابها ويصل حبه إلى قلوبنا جميعاً بكلماتٍ صادقة، ونشاطٍ دأووب ، وهدوءٌ في التعامل من أجل إسقاط لحظة الوهم لدى البعض، ذلك هو الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
أكاديمي وسياسي يمني.