قراءات عن التطور التاريخي للدين و مبدأ تربية الجنس البشري ! و كأنك في صالون جوت هولد افرايم ليسينق الذي حسم جدل قرن كامل أو أكثر أن إلتقط الدافع الإخلاقي للإنسان ليحمله المسئولية لينهض بالتطور الحضاري البشري في طريقه اللانهائي !
و هكذ قدم الحل الأمثل لمعضلة إنقطاع الوحي بعد الديانات السماوية الثلاث ..
نختلف معه أو نؤيده ، ذلك ليس أثيرا لدينا بقدر تأملنا للمنهجية الحاكمة لأقرانه الذين أشبعوا هذه الجدلية أمثال فولتير و هيوم و روسو و ايمانويل كانط في تقبلهم لهكذا تفسير !
نقاشاتهم و ردود كل منهم على الآخر و رسائل عذبة يتبادلونها مهما أشتد خلافهم حينها ستدرك عوزنا الفاضح من التهذيب و الشعور الإنساني ..
كان أغلبهم يخلعون على هولباخ لقب " العدو الشخصي لله " و هولباخ كان سببا مباشرا ـ لو علم ـ في نسف نظرية الإلحاد حين اسرف في إلحاده أن تطورت منهجية الجانب المضاد له و خصوصا كلارك و فولتير و كانط و سير ستيفن ليزلي في اثبات وجود الله و كتابة عشرات الكتب و الرسائل و المحاضرات التي اعتمدت على العلوم التطبيقة و الرياضيات كما فعل اسبينوزا..
بيد أنه عصر لويس الرابع عشر ليس ثمّة حرق لهولباخ كونه " العدو الشخصي لله ! " حرق العلماء و تكفير المخالفين عار لفظته فرنسا و مسحته منذ القرن الثامن عشر!
أثمة من لا يزال ملطخا بهكذا عار ؟ مطلع الألفية الثالثة ؟
الاسكندر الأكبر استبدت به الحيرة عن ماهية النهايه ! نهاية العالم فاحتل العالم القديم باتجاه الشرق و مات و لم تتبدد حيرته ..
رمسيس الثاني اشهر من استبدت به الفزع من الموت أو العالم الآخر فترك لنا نصف آثار العالم القديم في مقابر طيبة و وادي الملوك جنوب مصر !
مساحة وافية من الحرية الفكرية و الجدلية وضعها لويس الرابع عشر فكانت ثورة الإنسان التي بددت مخاوف الإسكندر و رمسيس الثاني في فكرة ملهمة " التربية التاريخيه للجنس البشري "
نؤمن بالوحي و نتمسك بديننا الإسلامي و بقيمنا المحمدية و لكن ليس لوجه الله ! إنما لأن ذلك شيئ مريح ! يريح عقولنا من التفكير و من الإجهاد !!
فتركنا التفكير في كل شيئ حتى طمرتنا الرمال !
يذهب العالم بعيدا و نحن حيث نحن ننتظر تدخل الوحي ، ليمنحنا أحجية جاهزة لتذهب بنا حيث وصل الآخرون !