الرئيس عبدربه منصور هادي قائد استثنائي في زمن استثنائي ، قائد وضع نصب عينيه منذ اليوم الاول لتوليه السلطة ان يضع حلولا جذرية لكل مشاكل الوطن وان يقود سفينة الوطن نحو بر الامان رغم الظروف السيئة التي كانت عليها البلد يوم وصل الى السلطة ورغم الاوضاع التي لم تكن تحفز أحدا او تغريه لتولي السلطة .
انتخب الرئيس عبدربه منصور هادي في 21 فبراير 2012 في وقت كانت فيه البلاد على شفا حرب ، خرج ملايين الناخبين يتخطون المتارس ويتجاوزون النقاط المختلفة للتشكيلات المتصارعة كي يدلوا باصواتهم لرجل رأوا فيه خلاصهم مما هم فيه ، كانت العاصمة صنعاء وشوارعها مقسمة بين التشكيلات العسكرية المتقاتلة ، الجيش منقسم ، والكهرباء منقطعة عن اغلب أحياء العاصمة ، والناس في الساحات ، ومظاهر الاحتقان في كل مكان ، ولما ضاقت الاوضاع بالناس وبلغت القلوب الحناجر ، لم تجد القوى السياسية شخصا يتوافق عليه الجميع ويقتنعون بانه الرجل الاصلح سوى الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قبل ما كان زاهدا فيه وقال : (( هذه ذراعي مفتوحة لكل من يريد اقالة عثرة الوطن مادا يدي لكل يمني حزبه اليمن دون حاجة لترف السؤال عن مذهبه وقبيلته وحزبه )) .
كان الرئيس هادي يحمل حلم اليمنيين القادم التواقين لمستقبل افضل ، وضع نصب عينيه مسألة انقسام الجيش فقرر هيكلته على اسس علمية حديثة ، ووضع نصب عينيه المؤسسة الامنية فتم هيكلتها كذلك ، ووضع المسألة السياسي ومخاطر تشظي اليمنيين نصب عينيه ايضا فراى في خيار الدولة الاتحادية متعددة الاقاليم خيارا ناجعا لمستقبل افضل يعيش فيه اليمنيون تحت ظل دولة واحدة ويحكم كل منطقة أبناءها ، وتكون هناك عدالة في تقسيم السلطة والثروة دون ان يشعر مواطن بالغبن او الظلم والضيم او بانه مواطن من الدرجة الثانية .
تحاور اليمنيون في مؤتمر الحوار الذي كان تظاهرة ثقافية حازت اعجاب العالم أجمع وتوافق المحاورون على حلول لمختلف المشاكل اليمنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية وبقية القضايا السياسية والاقتصادية وغيرها ، لكن قوى الشر والانقلاب لم يرق لها ان يتنفس الشعب الصعداء وان يتجاوز ما عاشه من محن ، ففجرت الانقلاب وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح سعيا منها لافشال مشروع تحديث اليمن والانطلاق بالوطن نحن مستقبل أفضل من الواقع الذي يعيشه .
قاوم الرئيس هادي كل الضغوط التي كانت تسعى لاجباره على التراجع عن مشاريعه التحديثية وفي مقدمتها الدولة الاتحادية ، وبقي متشبثا بمشروعه الى ان قيض الله له دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، وها هو اليوم يقود معركة القضاء على الانقلاب واستئصال شأفته وتخليص اليمنيين من المليشيات الانقلابية الجاثمة على صدورهم وقيادة سفينة الوطن الى بر الامان صوب دولة اتحادية جديدة يودع فيها اليمنيون كل ما عاشوه من مآسي خلال حقب خلت .
هادي رئيس استثنائي ، وعلى يديه سيكون المستقبل اجمل وافضل باذن الله .
*أستاذ القانون الدولي الخاص بكلية الحقوق جامعة عدن.
خبير الامم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين .