كم ملأت قلبي كلمة رئيس الوزراء البليغة الصادقة، التي ألقاها في المؤتمر رفيع المستوى عن مرجعيات الحل السياسي في اليمن، التي حملت رسائل غاية في الأهمية والحرص لرجل يمتلك خطاب رصين متمكن ومقنع جدا في ظروف لا تحبذ هذا النوع من التناول والمكاشفة، لكن الروح المسؤولة والصادقة جعلت من كلمات بن دغر بلسما يشخص المشكلة الراهنة ويقترح لها الحل المنطقي.
كل هذه حقائق و آراء لا ينكرها إلا من رأى ألا مكان له في ظل “الدولة” والشرعية التي يملأها بن دغر أين ما حل او ارتحل.
من أبرز ما قاله الدكتور بن دغر :
– لايمكن ان ندين ونحرم استخدام السلاح على الحوثيين، ثم نقبله من آخرين.
– الدولة المركزية اورثتنا كما هائلا من الأحقاد.
– اقصر الطرق للسلام، هو الاعتراف بالشرعية وتسليم السلاح والانسحاب من المدن
– إن تعدد السلطات العسكرية التي ترفض الخضوع للشرعية
هو أس البلاء في المحافظات المحررة وسبب الفوضى.
– إن قبلنا اليوم بتقسيم اليمن، علينا أن نقبل غداً بتقسيم غيره من البلدان العربية!
***
كلمات مسؤولة على مستوى عال
من اللغة الرفيعة والبعد السياسي، تنم عن ادراك وخيال واسع لم نعهده من مسؤول حكومي سابق.
بات جليا أن بن دغر أفضل من يؤدي في الشرعية وأكثر من يعمل في آن. فلولا جهوده وحنكته واصراره لما وجد بنك مركزي من الصفر في بيئة لا تأمن فيها الذئاب على نفسها!
ولما تحسنت الخدمات في عدن
ولما علا ونما صوت الشرعية في غابة لا صوت يعلو فيها على صوت الفجيعة والمتفجرات!
تحية لهذا الرجل الحكيم الذي يستحق الالتفاف حول رؤياه التي تملأ الأفق باعتباره رجل دولة استثنائي ومتمرس حقق الكثير ولديه الأكثر وأخشى أن يأتي اليوم الذي نندم عليه!