حتى وفاته في 2013م ظل الشاعر السوري العربي الكبير سليمان العيسى يمنياً أكثر من بعض اليمنيين ، اعتاد على البلاد التي وصفها بالمهد الأول للتاريخ العربي واعتادت عليه ، ربطته بصنعاء قصة عشق ووفاء متبادله ، بعد سنوات سار شاب سوري منتظم في إحدى الجامعات الماليزية واسمه عمر العيسى على ذات طريق العيسى الكبير.
توافد الطلاب اليمنيون من مختلف المدن الماليزية لوداع الشاب الأنيق الذي اختلط باليمن واختلطت اليمن بمسامات قلبه ..يحب "العصيد"اكثر من " الكبه "..يتكلم بلهجة صديقه المقرب منه محمد السامعي أكثر من لهجته الدمشقية ..كما يصفه الدكتور محمد المليكي .
وقفوا جميعاً يودعون العيسى المهندس بكلمات العيسى الشاعر " شواطئ عدن اللازوردية، وقمم صنعاء السمر، وهضاب تعز الخضراء، وشجرة الغريب التي يربو عمرها على ألفي عام تودعك وتتمنى لك حلماً مزدهراً يا ابن درعا العربية السورية".
فيما كان في لحظات احتفاء وتوديع ، وقف عمر يردد وهو يلوح لليمن الحزينة التي لم يسبق له أن رآها سوى في ملامح أصدقاءه بكلمات جده العيسى:
سلامٌ على مهدنا الأول
على اليمن المشرق المقبل
سلامُُ على كل وادٍ يمور..
بأسرار تاريخنا الموغل
سلامٌ على موطن الخالدين..
سلامٌ على العبق الأول.
سليمان العيسى