عبد الناصر العوذلي
الإنتقالي بين الواقع والخيال
الجمعة 29 يونيو 2018 الساعة 20:14

قالوا قديما" أن حب الوطن من الإيمان كلمات رائعة في حب الوطن  وتعبر عن مشاعر جياشة تفيض عشقا" وولها" بوطن أثخنته الجراح  ومازال قائما كأنه الطود الشامخ لاينحني ولا تهزه العواصف والأعاصير  مهد الحضارات  وعنوان التأربخ البشري  فهو منبت الإنسانية ومنه يفوح عبق الماضي التليد  سيعود اليمن شامخا أبيا"  سيعود إلى عنفوانه وألقه وستتجدد فيه روح  الحياة وسيمتزج فيه إباء الحاضر وعراقة الماضي ليتشكل من ذلك يمنا"   يستشرف الحاضر بروح الأصالة والمعاصرة  وزخم وعراقة الماضي يمن إتحادي جديد بنظام فيدرالي يعيد لليمن كينونته وديمومته ليختط طريقه نحو أفاق واسعة من الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية بل والكرامة  

 

ستنتهي كل مظاهر الفساد ومظاهر البسط على الأراضي والممتلكات العامة والخاصة وكل ما تلا تحرير عدن والمناطق الأخرى  من أعمال عنف تبنتها مجاميع محسوبة على عناصر لم تكن موجودة أثناء الكفاح المسلح وأثناء إجتياح الحوثيين والمخلوع  لعدن  تلك العناصر التي كانت تقول بأن الحرب لاتعنيها  وبعد التحرير خرجت  فاغرة فاها تريد قسما" من كل شيء وسبيلها الى ذلك اللعب على وتر القضية الجنوبية التي اتخذتها ذريعة لاستخلاصات مالية ووظيفية وقد نالت نصيب الأسد من المناصب والأموال ولكنهم  لم يحدثوا شيئا" للقضية الجنوبية التي تشدقوا بها وركبوا موجتها ولم يستطيعوا أن يضعوا لبنة واحد في برنامج التنمية بل لقد مارسوا سياسات مناطقية وفئوية بغيضة  أضرت بالنسيج الاجتماعي العام واحدثت جرحا لن يندمل على مدى زمن بعيد

 

 قضايا فسادهم تزكم الأنوف وممارساتهم وتعسفاتهم على شرائح واسعة من أبناء الشعب تظل مثار غضب غالبية الشعب  وهاهم اليوم وبعد كل إخفاقاتهم وإرهاصاتهم وبعد كل ما آلت إليه الأمور يخرجون ببيانهم الهزيل الذي يتوسلون فيه أن يحضوا بلقاء مع الرئيس هادي  ويطالبون ببعض المناصب والحقائب الوزارية وتخلوا عن ذلك الشطط وتسويقهم الإفك للعب بعواطف الشعب ودغدغة مشاعره  بامتطاء القضية الجنوبية كوسيلة من وسائل الإبتزاز  الرخيص

 

لله در الرئيس هادي فلقد قابل صلفهم بكل حكمة وصبر حتى تناثرت أوراقهم  وبانت حقائقهم  واتضح للشعب  جليا" من الذي يحاول تعطيل عجلة الإنتاج واحداث الفوضى وإثارت الشغب  وإرباك المشهد السياسي والعسكري فلقد شقوا عصا الطاعة وخرجوا على ولي الأمر وساهموا في قتل أبناء الوطن الواحد  وزملاء السلك العسكري  فسالت دمائهم الزكية  ليصل الانتقالي الى المساومة والوصول إلى الشراكة والعودة إلى المناصب التي فقدوها والقفز الى ذلك على جماجم وأشلاء أبناء عدن  وشباب بريء ليس لهم ذنب  إلا أنهم وضعتهم الظروف تحت قيادة من لم يحسن قيادتهم 

 

شتان بين من يبني وبين من  يهدم  الشرعية تحاول أن ترتقي بالوطن وأن تضع الحلول لمداواة الجراح التي خلفتها الحرب

على عدن والمحافظات الاخرى والانتقالي يحاول أن  يستخدم أبناء الوطن وقودا" لمعركته التي يريد من خلالها الوصول إلى تحقيق مصالح خاصة بعيدة كل البعد عن جوهر القضية الجنوبية

 

حب الوطن من الإيمان سنحاول أن نرتقي على الجراح ونمضي قدما نحو صنع آفاق واسعة من الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية وبناء الدولة الاتحادية التي تعطي كافة أبناء الوطن حقوقهم المشروعة في السلطة والمال

وستنتهي كل هذه الفوضى وسيحاسب كل من ساهم في إفراغ عدن  من التنمية وتعطيل مؤسساتها وهيئاتها ونهب مواردها وتهميش أبناءها ستعود عدن وكل اليمن إلى سابق عهدها

فالليل وإن طال يعقبه النهار وستشرق شمسك ياعدن

 

عبدالناصر بن حماد العوذلي

29 يونيو 2018

المقالات