لو أعدنا ذاكرتنا للوراء عندما قام الانتقالي في شهر يناير بمساعي لطرد الحكومة على أساس أن يتولى المجلس إدارة البلاد، اعتبرتها شخصياً تصرفات غير مسؤولة ومدروسة من المجلس للاقدام على خطوة خطرة مثل هذه خلفت ضحايا وولدت الخوف والرعب بين الناس، وقدمت صورة للعالم أننا دعاة حرب بالوقت الذي العالم يعتبرنا مطالبين بحق وهي "القضيةالجنوبية" بطرقها السلمية المشروعة، قدمنا صورة بأننا بلد غير مستقرة وغير أمنة اشبه بقنبلة موقوته، وهذا ما أكده إلغاء المبعوث الأممي لزيارتة للعاصمة عدن، قبل ان تغادر قيادات المجلس صوب العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد تعذر اللقاء في عدن ..
وأنا من هنا أقول رأيي الشخصي للمرة الألف أنني مع من يعمل على الأرض لأجل الجنوب عامة وعدن خاصة لا أتقيد بشخصية معينة ولامجلس ولا حتى حكومة، وإنما اتعامل مع ما ينجز فعليا على ارض الواقع بالافعال لا الاقوال، ما ينجز على كافة احتياجات مدينة عدن المثقلة بالأزمات، التي عانينا منها كثيرا. كما اننا سنشيد بأي إنجاز أوعمل لأجل عدن خاصة والجنوب عامة سنشيد فيه مهما كان مصدره، من يعمل على اخراجنا من هذه الأزمات بدون ضجيج الشعارات والهتافات التي لا تخدم الا صحابها، تحت المتاجرة باسم الجنوب والقضية الجنوبية.
الشعب الجنوبي اليوم أصبح أكثر وعيا لكل مايدور حوله، مل ودفع ثمن الحرب والصراعات بين النافذين على حساب المواطن الكادح.
الناس وعدن بحاجة ماسة إلى تقريب وجهات النظر ولملمة الفرقاء لا نفخ النار، والتحريض باتجاه العنف. ليكن الضمير حياً وليكن الإعلام مسؤولا ًفي تعاطيه مع الشأن السياسي في الوضع الراهن، نحن بحاجة لأن نبتعد عن أفتعال الأزمات والتعامل بواقعية، لا الركض حول مصالح نافذين ودول على حساب هموم ومصالح الناس.
دعوة لكل الأقلام الحرة، من الصحافيين والكتاب وقادة الرأي إلى حث الأطراف بالاهتمام بمصالح الناس وتسليط الضوء على معاناتهم، ومحاولة لملمة الجراح وتقبل بعضنا البعض، الجنوبييون واهل عدن بحاجة لمن يوصل قضيتهم ومعاناتهم لا من يتاجر بها ويبيع الوهم للناس.