وقد ظلت مدينة الحديدة طيلة ثلاثة أعوام من الحرب بعيدة عن خيار الحسم العسكري لقوات الرئيس هادي؛ مما جعل من مينائها دعامة اقتصادية رئيسة لخزينة الحرب الحوثية، ورافداً متنوع الموارد لدعم مقاتليهم في مختلف الجبهات، وبوابة لدخول مواد الإغاثة الإنسانية، فضلاً عن كونه المنفذ الرئيسي لدخول الواردات السلعية التي تغطى أغلب المحافظات الشمالية ذات الأكثرية السكانية في البلاد.
كما يمكن للمحافظة أن تلعب دوراً محورياً في إستعادة العاصمة صنعاء، نظراً لقربها منها.
والتعويل على إستعادة العاصمة صنعاء والتدرج بالمعارك من الجنوب أمر مستبعد وبعيد المنال لأنه سيحتاج الكثير من الجهد والوقت، لذلك من المتوقع أن يتم فتح جبهات جديدة يتم الانطلاق منها وقد يكون أفضل المواقع لذلك (محافظة الحديدة)، تمهيدا بأقل الخسائر المادية والبشرية للوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها العاصمة صنعاء ، وكذا الاحكام والسيطرة على كافة المنافذ البحرية.
ولهذا يدرك الحوثيون أن خروج الميناء من تحت سيطرتهم بأية طريقة، إنما يمثِّل بداية لإنهيار كيان "سلطتهم" التي تواجه الكثير من العقبات الاقتصادية.
ولذلك يعد ميناء الحديدة ومعركة الساحل الغربي أم المعارك وجبهة مستقلة بذاتها، وسيدافعون عنه بكل الوسائل وفي كافة الاتجاهات، وتساندهم في ذلك جبهة إعلامية قوية تقدم صورة مأساوية عن الوضع المتوقع إذا تم إقتحام الميناء، لكن تظل عزيمة القوى الوطنية صخرة صماء تتحطم عليها كل المشاريع الفاشلة والمرتهنة للخارج ..