إذا رأيت هذا قد حصل وحل بالوطن، فاعلم بأن الدولة قد غابت، وما عايشناه في سنوات مضت يجعلنا نشعر بالأمان هذه الأيام - فالحمد لله - فكل شيء اليوم عاد رويداً رويداً، فالكهرباء تحسنت، والرواتب انتظمت، والمشتقات توافرت، والعملة نوعاً ما استقرت، والوضع الأمني استقر، والطلاب عادوا لمدارسهم، والأسواق ازدهرت وعادت لها الحياة، واختفت السوق السوداء، وعادت المطارات والموانئ لتمارس عملها شيئاً فشيئاً، وهذا ما كان يطمح إليه المواطن.
إن مجرد الإحساس بالدولة أمان، ونحن اليوم نعيش في ظل دولة تمثلنا في المحافل الخارحية وتقوم بشؤوننا الداخلية، فالشرعية التي تحظى بالاعتراف الخارحي وتسير الأمور في الداخل هي من يمثلنا ونكذب على أنفسنا لو قلنا إن من يسير أمورنا غيرها، وإن من يقوم على مصالحنا غير الشرعية المتعارف عليها دولياً والمتمثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، فمن حاد عن هذه الشرعية لا يمثل إلا نفسه، وسيظل تحت جناحها لأن مجرد الإحساس بالدولة أمان، لأن غياب الدولة لا يخلفه إلا الخراب والرعب والاحتراب والتشرد والفوضى، فالحمد لله على نعمة الدولة، ونسأل الله التوفيق والسداد لولي أمرنا .
فيا إخوتي كفانا احتراب وتمرد وفوضى وخراب وتعالوا لنلتف حول القائد ولتتوحد الجهود في بناء الدولة، ولو توحدت جهودنا لأكلنا من فوق رؤوسنا ومن بين أيدينا، ولما طأطأنا الرؤوس للخارج، فالتفوا حول شرعية هادي ليأمن المواطن، فمجرد الأحساس بالدولة أمان، وغياب الدولة لا يعني إلا النهش في لحوم بعضنا بعضاً، فكلنا خلف هادي لا لشيء إلا لأحساسنا بالدولة التي نراها في توفير الخدمات لنا، فالدولة عز وغيابها ذل، فلا تقفوا في طريق كرامتكم وعزكم، ولا تطلبوا الذل والمهانة، وليهتف الجميع كلنا مع الدولة الشرعية التي من خلالها نستطيع بناء الوطن.