وفوق ذلك كله هي قيم وأخلاق - والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كم يا ترى من نخبنا السياسية ومسئولينا يعون ويدركون هذه الشروط؟ .. أو تتوفر فيهم هذه الصفات؟ .. ويلتزمون ويتقيدون بهذه القيم والمحددات؟! .. والاجابة نؤكد بأن: قليلون ونادرون جداً من يعون أو تتوفر فيهم هذه السلسلة الطويلة من الشروط .. وأقل منهم هم من يلتزمون ويتقيدون ويعملون بها ويطبقونها قولاً وفعلاً .. فيما السواد الأعظم منهم لا يعون من ذلك شيء .. والمسئولية أو «المناصب» بالنسبة لهم لا تعدو كونها مكانة وظهور وإمتيازات وشكليات ومصدر للربح والإسترزاق لا أقل ولا أكثر.
وحده دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيس مجلس الوزراء، يعد مثال حي لذلك النوع من القادة السياسيين النادرين الذين ملأوا أماكنهم، وأوفوا بأماناتهم والتزاماتهم وواجباتهم، وحصدوا مقابل ذلك حب ورضا واعجاب شعوبهم .. إذ أن الادوار التي قام ويقوم بها هذا القيادي الإستثنائي، وكذا النجاحات التي حققها لم تقتصر فقط على وفائه بواجباته والتزاماته والمسئوليات الموكلة اليه وحسب .. بل إنه تمكن وبفضل ما يتفرد به من ذكاء وخبرة وتجربة وفطنة ودهاء أن يستر عورات الكثير من المسئولين المحيطين به، ويغطي عجزهم وقصورهم وفشلهم .. وذلك من خلال قيامه بمهامهم وأدوارهم وواجباتهم بإستمرار وبصمت وبكل إخلاص وتفاني وبلا منّة.
فعلى الرغم من أن عملية تعيينه في منصب رئيس الحكومة جاءت في ظل ضروف إستثنائية غاية في الصعوبة والتعقيد .. وعلى الرغم من هول وعِظم التحديات والعقبات والعراقيل التي وجدها أمامه منذ الوهلة الأولى لتسلمه لمهامه - إلاّ أنه إستطاع أن يتجاوز ويتخطى ذلك بكل ثقة وإقتدار .. وخلال وقت أقل من الوجيز حقق ونفذ وأنجز مالم يستطيع عليه أسلافه طيلة سنوات .. ثم واصل بعد ذلك المُضي قُدماً يحصد النجاحات تلو النجاحات متنقلاً من محافظة الى أخرى ومن مدينة الى ثانية .. ليسطع بفعل ذلك نجمه عالياً، ويذاع صيته في أفاق الأرض، ويردد إسمه على الْسِنة البسطاء والعامة من اليمنيين والذين باتوا يتحدثون عنه ودون سواه بشيء من الفخر والزهو، ويبتهلون الى الله بالدعاء له عند كل صلاة.
وللأمانة والإنصاف: وحده «بن دغر» يجسد بخططه وبرامجه ومشاريعه وأفعاله وتحركاته وانجازاته وأحاديثه وحضوره وحتى مظهره - رجل الدولة الحقيقي، والمسئول العصري،الواثق بذاته وقدراته وامكاناته، والمدرك لخطواته وأفعاله، وما يريد وما يفعل، وما المطلوب منه أيضا .. ووحده يثبت بأنشطته وتوجهاته وأعماله أنه الأكثر حرصاً على انقاذ اليمنيين وتخليصهم من كابوس الانقلاب الحوثي الجاثم على صدورهم، والأكثر حرصاً ايضاً على إرساء دعائم ومداميك دولة اليمن المدنية الإتحادية الحقيقية القائمة على أسس الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة .. حيث نجده يؤكد على الدوام بأن الدولة الاتحادية القادمة هي الوسيلة الوحيدة المثلى لتحقيق حالة من التعايش الخلاق بين اليمنيين بمختلف فئاتهم ومكوناتهم، وهي الضمانة الأكيدة لتلبية مطالب ومستخقات كافة الاحزاب والجماعات والشرائح الاجتماعية.
وحده «بن دغر» يؤكد بتعامله أنه يمني ووطني التوجه والهوى قولاً وفعلاً .. اليمنيين في نظره سواسية لا فرق بين «مؤتمري أو إصلاحي أو إشتراكي أو حراكي ...الخ» ولا وجود للفرز والتنصيف السياسي أو الإجتماعي أو المناطقي أو الطائفي أو السلالي في قاموسه، وكذلك لا وجود للعمالة والولاءات الخارجية في ذهنيته .. حزبه وإنتماءه وهمه وولائه هو الوطن اليمني فقط وما عدا ذلك لا يعنيه في شيء .. كل جهده ووقته واهتماماته وامكاناته منصبة ومسخرة في سبيل خدمة وبناء وتنمية هذا الوطن، وتلمس هموم ومشكلات وإحتياجات ومعاناة أبناءه والعمل على حلها أو التخفيف من آثارها وتبعاتها.
وحده «بن دغر» يستحق ان نطلق عليه «صانع السلام» .. فقد جنب الوطن والشعب ويلات وآثار وتبعات ومآسي الكثير من الفتن والحروب الداخلية والأهلية والتي ما فتئ أولئك المخربين والناقمين والعملاء يثيرونها ويشعلون نيرانها هنا وهناك وبإصرار عجيب .. والتي كان آخرها الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن الأسبوع المنصرم .. والحق يقال انه لولا حكمة وحنكة ودهاء ورجاحة عقل هذا الرجل، وما قدمه من تنازلات، لكانت تواصلت تداعياتها واتسعت رقعتها وطالت بآثارها الكارثية كل اليمنيين وحصدت ارواح الآلاف منهم - لكنه وضع المصلحة الوطنية فوق كل الإعتبارات وبالتالي تمكن من إخمادها ووأدها منذ شرارتها الأولى.
وطبعاً ذلك ليس جديداً على هذا الرجل بل ان رصيده حافل بالكثير من الإنجازات المماثلة .. فمنذ توليه منصب رئيس الحكومة إستطاع أن يحتوى الكثير من المشكلات والنزاعات والخصومات التي لطالما نشبت بين المكونات والجماعات والأطراف اليمنية ذات التوجهات المختلفة والمتباينة والمتقاطعة، والتي وللأسف يحرص البعض من الحاقدين والمرضى وعشاق الفوضى على إثارتها وتأجيجها بشكل مستمر وفي أكثر من منطقة .. وتمكن بدهائه ورجاحة عقله ان يخمدها ويحلها ويوئدها في مهدها .. ولنا في لغة السلام ودعوات المحبة والوئام والحوار والتفاهم التي انتهجها هذا الرجل والتي اعتدنا على سماعها في كل خطاباته وتصريحاته - خير مثال وشاهد.
إذ انه وحده «بن دغر» ودون سواه يحرص على تضمين خطاباته وتصريحاته التي يلقيها ويدلي بها في مختلف المناسبات والظروف - جملة من رسائل السلام ودعوات المحبة والتعايش الخلاق .. حيث نجده على الدوام يخاطب المخربين ودعاة الفتن بضرورة التعقل وتغليب المصلحة الوطنية على كل الصغائر، وتجنيب اليمن ويلات الحروب والفتن الداخلية التي فتكت به، مبيناً أن انتهاج سبيل الفوضى لن يجر الوطن سوى الى مزيد من التشظي والمعاناة والأوجاع المترامية - وجميعنا يتذكر كم نبه وحذر وشدد من مخاطر تعدد مسميات وولاءات وحدات ومكونات الجيش اليمني، لافتاً أن من شأن ذلك أن يقود الى كوارث مستقبلية مدمرة، مؤكداً على ضرورة دمجها وتوحيدها تحت لواء الدولة اليمنية الإتحادية الشرعية التي لا تنشد سوى السلام التعايش الخلاق، وغايتها الأسمى تحقيق الإستقرار والرفاه والتقدم لكل اليمنيين.
وعموماً وحتى لا نطيل نؤكد لكم بأن استعراض الصفات والخصال الحميدة والمؤهلات والإمكانات والملكات التي تفرد بها دولة الدكتور احمد عبيد بن دغر - يعد امرا صعباً .. إذ أنه يتطلب الكثير من الجهد والوقت .. فهناك جوانب كثيرة في شخصيته العظيمة والنادرة تحتاج لأن نقف امامها مطولاً .. وما اسلفنا ذكره ليس سوى مقتطفات بسيطة تناولناها بشكل مقتضب وسريع .. وغايتنا هنا التأكيد لليمنيين بمختلف مشاربهم بأن لديهم رئيس حكومة إستثنائي يتحلى بجملة من الصفات والخصال والمؤهلات والملكات والقيم والمبادئ الإنسانية السامية والنادرة والتي نستطيع الجزم ومن خلال المامنا المتواضع بأحداث التاريخ وسِير الأولين أنها لم تتوفر سوى في عدد محدود من القادة والرموز العظماء الذين خلدهم التاريخ ولا يزالون يحضون بشيء من التقديس والتبجيل والتعظيم في ذاكرة بني البشر بمختلف لغاتهم ومشاربهم - لذلك فإننا جميعاً مطالبون بالإلتفاف حول «رجل السلام» العظيم هذا ودعمه ومؤازرته، لأنه وحده القادر على تحقيق حٌلمنا الجمعي المنشود.