كما أستطاع بن دغر أن يخمد فتنة كبيرة وحرب طاحنة في عدن ، خطط لها مجلس الزبيدي، وحاول تنفيذها خلال إحتفالات بلادنا (قيادة وحكومة وشعبا") بالعيد ال54 لثورة 14 أكتوبر الخالدة ، وذلك بإصداره قرار تاريخي، قضى بإلغاء الحفل الرسمي والشعبي بعيد ثورة 14 أكتوبر،قبل ثلاثة شهور، تجنباً لإراقة الدماء اليمنية الزكية ..وللحفاظ على ما تحقق من إنجازات في مختلف شئون الحياة في عدن وبقية المحافظات المحررة، وفي سبيل أن يبقى السلاح موجهاً فقط بإتجاه المليشيات الحوثية الإيرانية الإنقلابية حتى يتم إستعادة الدولة كاملة، إلا أن المتربصين بأمن وإستقرار ووحدة اليمن من أصحاب المصالح الشخصية والأسرية والشللية والأجندة الخارجية ، في مقابل تجنيب رئيس الوزراء ،عدن الصراعات وسفك الدماء ، والدمار والمعاناة، ظلوا يصعدون من ممارسات الفوضى والتخريب والتحريض على النظام والقانون والسلم الإجتماعي والسكينة العامة، حتى وصل بهم الأمر إلى إستخدام مختلف الأسلحة لتنفيذ إنقلاب على الدولة وتدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء ، ومع ذلك وجه ،الحكيم والقوي (بن دغر) مختلف ألوية ووحدات الجيش والأمن ،التي كانت تواجه مليشيا الإنقلاب في عدن ،بالعودة إلى أماكنها السابقة ووقف إطلاق النار ،وطالب الإنقلابيين بالتوقف عن مهاجمة مؤسسات وأجهزة الدولة وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ..والإحتكام للغة العقل وللحوار..،وذلك من أجل حقن دماء أبناء عدن ودماء غيرهم من اليمنيين، ومن أجل الحفاظ على ممتلكات الدولة والمواطنين.. وتجنيب دخول العاصمة المؤقتة عدن وما جاورها ،في حرب أهلية شرسة تأكل الأخضر واليابس..، وحرصا" منه -أيضا" - على عدم تقويض أهداف عاصفة الحزم، المتمثلة في القضاء على مليشيا الحوثي الإيرانية، وفي دعم وإعادة الشرعية ، والحفاظ على أمن ووحدة وسيادة اليمن..،والحفاظ على الأمن القومي العربي من المد الفارسي.
وفي الوقت الذي كان يتعامل فيه رئيس الوزراء الدكتور بن دغر ،بحكمة وبمسئولية كبيرة، مع كل دعوات الفوضى والتخريب والعنف والتمرد، التي كان يطلقها رئيس ونائب وأعضاء ما يسمى المجلس الإنتقالي الجنوبي، في محاولة منهم للضغط عليه للتوقف عن مواصلة عملية إستعادة مؤسسات وأجهزة الدولة منهم ،وتركهم ينفذون مخططهم التأمري على وحدة وإستقلال وإستقرار اليمن ،لم يتوقف بن دغر عن مواصلة ممارسة مهامه وجهوده الوطنية والقومية المشرفة لجميع ابناء شعبنا اليمني العظيم ولكافة أبناء أمتنا العربية ،وفي مقدمتهم أبناء دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، في فرض النظام والقانون، وإستعادة مؤسسات وأجهزة وموارد الدولة ،وبناء وإصلاح ما دمرته مليشيا الحوثي ومليشيا الزبيدي..وفي صرف المرتبات وتوفير المشتقات النفطية، وإنهاء إنقطاع التيار الكهربائي.. وفي مواجهة مليشيا الحوثي عسكريا وسياسيا وإقتصاديا وإعلاميا...
كل هذا الذي قام به ويقوم به، الدكتور بن دغر ،يجعلنا وغيرنا من اليمنيين والمتابعين للشأن اليمني من الأشقاء والأصدقاء ، مدركين جيدا" بأن هدف تصعيد وإنقلاب مليشيا مجلس الزبيدي على الشرعية، ليس الهدف منه ،الفساد المزعوم،بل الهدف منه ،إزاحة بن دغر من رئاسة الحكومة، كونه يمثل العائق الوحيد أمام ،تنفيذ مؤامرتها على الشرعية وعلى التحالف العربي وعلى مخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ،وعلى حرف مسار الحرب مع مليشيا الحوثي،خدمة للمشروع الفارسي في اليمن وفي المنطقة العربية.
ولأن الهدف من تصعيد وإنقلاب مجلس الزبيدي، لا يختلف عن الهدف الذي دشنت به مليشيا الحوثي، إنقلابها نهاية عام 2014م (المطالبة بإسقاط حكومة باسندوة) ،رفض فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ،بقوة مطالب مجلس الزبيدي، الكيدية ، ووجه وزارة الداخلية بالتعامل بحزم مع أي تمرد، وبعدم التهاون مع أي ممارسات للفوضى..، لأنه يدرك، إدراكا" كاملا" ، حقيقة ذلك الهدف الذي يسعى مجلس الزبيدي لتحقيقه ، ويدرك أيضا" إن أي تغيير في الحكومة بناء على مطالب كيدية وإبتزاز رخيص ، يخفى ورائهما هدف غير شريف وغير وطني، يصب في خدمة المتمردين في عدن والإنقلابيين في صنعاء ،ومن ورائهما إيران ،ويضعف الشرعية وقوات التحالف العربي ويجهض مشروع الدولة اليمنية الإتحادية المنشودة.